بخطىً مُسيَّرة من ضمائر حيَّة، وبِحسٍ وطنيٍ هيَّا بنا إلى صناديق الاقتراع / حنا ميخائيل سلامة
حنا ميخائيل سلامة ( الأردن ) الثلاثاء 20/9/2016 م …
بخطىً مُسيَّرة من ضمائر حيَّة، وبِحسٍ وطنيٍ، هيَّا بنا إلى صناديق الاقتراع لننتخب المُرشَّح المُلتزم المُتزن المُدرك، الذي قلبه على هذا الأردن، يبَتغي رفعته وازدهاره، ولديه العزم والقُدرة على حمل المسؤولية بجدٍ وأمانةٍ لأربع سنوات قادمة.
هيا بنا إلى صناديق الاقتراع، فعملية الإنتخابات تشكل جزءاً لا يتجزأ من النظام الديمقراطي. وما مشاركتنا في هذا العرس الوطني إلاَّ أقل واجب يمكن أن نؤديه تُجاه بلدنا العزيز. فلا نستغِلَّنَ يوم العطلة المقرر للإنتخابات للراحة والاستجمام، بل للتفاعل والمشاركة لنُفرِز برلماناً واعياً قوياً قادراً على مواجهة التحديات، وتذليل الصعوبات، برلماناً يتلمس حاجات الناس، ويعيش همومهم، وينتصر لطلباتهم العادلة حيثما تطلب الأمر.
هيَّا بنا إلى صناديق الاقتراع لننتخب المُرشح الذي يَعي دقَّة المرحلة وجَسامة المسؤولية، مَن يستطيع أن يَقِفَ نفسه وجهوده ووقته بالكامل لخدمة قضايا وطنه خدمة خالصة دون مآرب مُسْتتِرة ونوايا مُبيَّتةً!
هيَّا بنا إلى صناديق الاقتراع لننتخب من نثق بقدرته على زيادة الْلُحْمَة، وشدِّ أواصر الروابط والتآلف بين نسيج مجتمعنا بكافة أطيافه، مُستبعِدين مِن حِساباتنا هُواة التفرقة والفُرْقَة وإقصاء الآخر.
هيَّا بنا إلى صناديق الاقتراع لننتخب مَن ليس غايته الوصول إلى القبة من أجل البريق والظهور والجاه والوجاهة، وتحقيق منافع ومكاسب أو بنيَّة الاحتماء بطريقة أو أخرى لسنوات أربع تحت مظلة الحصانة.
هيَّا بنا إلى صناديق الاقتراع نمنحُ أصواتنا، لا لِمُرشحين محدَّدين إستحياءً منهم، وذلك لارتباطنا معهم بأواصر القرابة أو الصداقة أو بحُكم الجِّيرَة، بل إذا كانت قناعتنا بهم كاملة ومرتكزة على خبراتٍ وافية، ومقرونة بنزاهتهم ومصداقيتهم ونظافة أيديهم وقدرتهم على خدمة الوطن كله.
هيَّا بنا إلى صناديق الاقتراع ننتخب من اقتنعنا منهم، ومِن برامجهم الإنتخابية الواعية المسؤولة التي تخدم الوطن والناس والقابلة للتفعيل على أرض الواقع، وليس من جنح بهم الخيال فأسهبوا في تصريحاتهم وفي لافِتاتِهم ويافِطاتهم بعبارات وشعارات جاءت لتُدغدغ مشاعر الناس وعواطفهم وتَعِدُ بتحقيق المُنجزات الفلكية!
حريٌ بكم أيها الناخبون الكرام أن تُشيحوا وجوهكم عن كل مُرشحٍ تأكد لديكم أنه استغل في حملته فقر الفقراء وذوي الحاجات فابتاع أصواتهم بالمال أو من خلال وعودٍ برَّاقة فانقادوا له مِن باب عَوَزِهم! فمن يحصل على أصوات الناس على هذا النهج سيسترد ما انفق حين تحين الفرصة!
ومع اعتزازنا بكل مُرشحٍ يضع مخافة الله في فكره وقوله وعمله، ثمة تساؤلٌ:
لمَّا كان الحماس على أوْجِه بين المرشحين الذين يصرِّحون أن همَّهُم الوحيد خدمة بلدهم وإجراء التحسين والتطوير إن وصلوا للبرلمان.. فإننا نتساءل هل يا ترى مجال الخدمة لا يكون إلاّ من تحت القبة البرلمانية؟ وهل سيضع من لم يحالفهم الحظ أيديهم في جيوبهم قائلين “مالنا ومال البلد لا تعنينا الأمور” ويبدأون الأخذ والرد والأحاديث والتشويشات.. وفوق هذا تصبح وجوههم عابسة حيثما حلوا ويتوقف السخاء الذي أبْدُوه إبانَ الحملة على الفقراء والمحتاجين للغنيمة بأصواتهم. أقول هنا إن التعالي عن الأفق الضيق هو نجاح بحد ذاته فمجال الخدمة والعطاء ليس مقتصراً ومحصوراً بالجالس تحت القبة البرلمانية، أقولها لمن ليس له نصيب في الوصول إلى المجلس النيابي!
حنا ميخائيل سلامة
كاتب وباحث
التعليقات مغلقة.