سعيد العمرو … شهيد الأردن وفلسطين
الإثنين 19/9/2016 م …
الأردن العربي …
عندما يتعانق جثمان شهيد الكرك مع جثامين اشقائه في الخليل ونابلس فهذا يعني الكثير عن وحدة الدم والمصير.. الانتفاضة عائدة.. والاحتلال وظلمه المحرض الاكبر عليها.. والقادم ربما يكون اكثر شراسة
مشاركة الآلاف من الاردنيين في تشييع جثمان الشهيد سعيد العمرو، ابن محافظة الكرك البار، يؤكد مجددا الالتزام الوطني الشعبي الاردني بوحدة الدم، والمصير المشترك، والمقاومة بكل الطرق، انتصارا للقضية الفلسطينية العادلة، مثلما يؤكد ايضا ان الانتفاضة ضد الاحتلال تعود بصورة اقوى هذه الايام، وتثبت فشل كل الرهانات الاسرائيلية في القضاء عليها بسياسة الاعدامات الجماعية.
الشاب سعيد العمرو الذي اغتالته مجندة اسرائيلية في الحرم القدسي الشريف بدم بارد، هو “شهيد القدس″ فعلا، شهيد العروبة والعقيدة والكرامة، ومبعث فخر واعتزاز، ليس فقط لاهله وعشيرته في محافظة الكرك ومحافظات الاردن الاخرى، وانما للامتين العربية والاسلامية مثله مثل كل الشهداء الآخرين.
اكثر من سبع عمليات طعن لجنود الاحتلال الاسرائيلي في القدس والخليل وباقي المدن الفلسطينية المحتلة في اقل من اربعة ايام، وربما يتضاعف هذا الرقم مع نشر هذه الافتتاحية، فيوم السبت الماضي فقط، نفذ الشباب المؤمن اربع عمليات طعن ضد جنود الاحتلال، الامر الذي يؤكد مجددا ان تقارير الجيش الاسرائيلي التي توقعت انتهاء هذه الانتفاضة، ولا نقول الهبة، بسبب حالة الهدوء التي سادت الارض المحتلة لما يقرب من الشهرين غير صحيحة.
هذا الهدوء لم يأت بسبب تراجع اعمال التحريض على وسائط التواصل الاجتماعي، مثلما يقول بعض الخبراء والجنرالات في الجيش الاسرائيلي، وانما بسبب تعاون اجهزة الامن الفلسطينية مع نظيرتها الاسرائيلية، الم يقل الرئيس محمود عباس بانه ارسل عسسه وجنوده الى مدارس الضفة الغربية لتفتيش حقائب التلاميذ والتلميذات لمصادرة السكاكين، وينباهى بذلك امام عدسات التلفزة؟
ان اكبر محرض على هذه الهجمات التي يواجهها جنود الاحتلال بالاعدامات الميدانية هو الاحتلال نفسه والاذلال الذي يمارسه الجنود لابناء الارض، واصحاب الحق، على المعابر والحواجز الامنية والطرقات، وكل مكان، فعندما تصل الوقاحة ببنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي باتهام الفلسطينيين العزل بممارسة التطهير العرقي ضد المستوطنين اليهود الذي سرقوا ارضهم، وهواءهم، ومياههم، فانه لا يوجد اعمال تحريض اكثر من ذلك.
الفلسطينيون، ونحن منهم، اختاروا السلاح والتعايش، وتنازلت سلطتهم عن 80 بالمئة من فلسطين التاريخية، ليحصدوا القتل والاذلال والمزيد من المستوطنات في المقابل.
الاسرائيليون واهمون اذا اعتقدوا ان هذا الشعب الفلسطيني الذي ينضح شجاعة وكرامة وعزة نفس سيستسلم للاحتلال، ويكف عن مقاومته اسوة بكل الشعوب الاخرى على مر التاريخ.
عندما تنطلق جنازة الشهيد سعيد العمرو في بلدته “المغير” في محافظة الكرك، جنبا الى جنب مع جنازات الشهداء في القدس، والخليل، فهذا يعني الكثير.. يعني ان هذه الامة بخير، ولن تتنازل عن مليمتر احد من ارضها وحقوقها، وستتصدى للاستيطان والمستوطنين، ومستعدة لدفع الثمن مهما كان باهظا.
التعليقات مغلقة.