قرار مُفاجئ بعودة مسيرات العودة وإشعال حدود غزة.. “حماس” تُبعثر أوراق إسرائيل والجمعة المقبلة أول مواجهة.. فلماذا الآن؟

الأردن العربي – الأربعاء 30/8/2023 م …




بشكل مفاجئ أعطت حركة “حماس” التي تُسيطر فعليًا على قطاع غزة، الضوء الأخضر للبدء بإحياء “مسيرات العودة” التي طالما أزعجت إسرائيل خلال الفترة الماضية، وتم توقيفها ضمن تفاهمات سياسية خاصة بين الاحتلال و”حماس”.

والجمعة المقبلة قد تكون الانطلاقة الفعلية لتلك المسيرات، والتي غالبًا ما تبدأ بعد صلاة الظهر من نفس اليوم ويتم تجمع آلاف المواطنين ضمن المناطق المخصصة للتظاهر والاحتجاج والاحتكاك التي بدأت المقاومة بتجهيزها وتقترب كثيرًا من الحدود مع الجانب الإسرائيلي.

وكانت مسيرات العودة قد انطلقت في قطاع غزة في الـ 30 من أغسطس 2018، إذ توجهت مسيرات شعبية نحو السياج الفاصل بين القطاع والاحتلال، تلبية لدعوة وجهتها فصائل فلسطينية بمناسبة ذكرى ” يوم الأرض”.

وأطلقت الفصائل الفلسطينية على المسيرات اسم “مخيمات العودة وكسر الحصار”، مؤكدة أنها ستكون “شعبية وسلمية”، حيث تم نصب خيام، وتوفير مرافق بغرض الاعتصام في تلك الأماكن.

واليوم الأربعاء قررت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، البدء بإعادة تجهيز وتأهيل مخيمات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وأفادت الهيئة الوطنية، بأنه سيتم العمل الفعلي للمواقع اعتبارًا من ظهر اليوم.

وفي سياق متصل، ذكرت مصادر محلية فلسطينية أن جرافات بدأت بتجهيز المناطق خاصة في منطقة شمال قطاع غزة.

 

ومن المتوقع أن تشهد الساعات المقبلة الإعلان عن باقي التفاصيل حول ما إذا كانت مسيرات العودة ستعود كما كانت قبل سنوات قليلة، كل يوم جمعة وفي المناسبات الوطنية.

وبيّن مصدر فلسطيني أن قرار عودة فعاليات مسيرات العودة يأتي في ظل تشديد الاحتلال لحصاره على قطاع غزة، وعدم قدرة الوسطاء على إلزامه بالاتفاقيات السابقة.

ويقول “ماهر مزهر”، عضو الهيئة العليا للمسيرات، إنها مثّلت “محطة من محطات النضال الفلسطيني، شأنها كشأن الانتفاضات الشعبية التي استمرت منذ أكثر من قرن، وقدّم فيها الشعب الفلسطيني عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى.

وأضاف “مزهر”، (قيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)، في تصريح سابق له إن الهدف الرئيس للمسيرات كان “استمرار جذوة النضال الفلسطيني وصولاً إلى تحرير الأرض، والعودة إلى الديار، وتحقيق حلم شعبنا في إقامة دولته المستقلة”.

ولفت إلى أن مسيرات العودة حققت الكثير من الإنجازات الوطنية، أبرزها: إحياء حلم العودة في نفوس الفلسطينيين في الداخل والخارج، فضلاً عن تشكيلها اللبنة الأساس في إفشال صفقة القرن، والمساعي الأميركية ضد القدس واللاجئين”.

واعتبر “مزهر” أن المسيرات “شكّت مدخلاً في اتجاه التأسيس لمرحلة جديدة من الشراكة، عبر انضواء كل ألوان الطيف الفلسطيني تحت مظلة الهيئة العليا للمسيرات، بما فيما فصائل منظمة التحرير، وحركتي حماس والجهاد الإسلامي، إلى جانب فصائل المقاومة”.

وأشار إلى أن التوصل لتشكيل غرفة العمليات المشتركة من قبل كافة الفصائل الفلسطينية، يُعد من أبرز إنجازات المسيرات، كخطوة باتجاه تأسيس “جيش وطني” يلجم سياسات الاحتلال.

وفي ذكرى يوم الأرض في 30 مارس/ آذار 2018، فعّلت الفصائل الفلسطينية في غزة خيار التظاهر الحدودي والاشتباك الشعبي مع قوات الاحتلال في خمس نقاط حدودية، لكنها توقفت بعد 21 شهراً، مع تدخل الوسطاء وتخفيف الحصار الإسرائيلي، وفتح معبر رفح بشكل دائم، والسماح بتدفق الأموال بشكل أفضل من ذي قبل للقطاع.

وخلال هذه الأشهر، استُشهد في قمع الاحتلال فعاليات التظاهر الحدودية نحو 215 فلسطينياً، وأصيب نحو 19 ألفاً آخرين برصاص وقنابل الاحتلال، تعرّض العشرات منهم لبتر في أطرافهم جراء استهدافهم بالرصاص الحيّ والمتفجر.

وتهدف عودة المسيرات الحدودية هذه المرة للضغط على الاحتلال والوسطاء معاً لإعادة الحياة إلى غزة، في ظل تشديد الحصار الذي بات يؤثر على كل مناحي الحياة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.