مدينة معان الأردنية .. أرملة في فستان الزفاف وأم عريس ثكلى وصديق قاتل
الأردن العربي – الأربعاء 30/8/2023 م …
أرملة في فستان الزفاف.. وأم ثكلى تبكي ابنها في ليلة عرسه.. وصديق يقتل بفرح.. هكذا بدا الحال في محافظة معان اليوم، عندما حولت رصاصة فرح طائشة العرس إلى مأتم، فراح ضحيتها العريس حمزة..
احتفلوا بتغسيله عريسًا في الصباح وغسلوه ميتًا عند المساء .. مفارقة لا تحدث الا في ربوعنا ..
العرس الذي كان منويا عقده الليلة كان فرحا ينتظره ذوو حمزة طويلا بعد مآس مرت بها العائلة إثر وفاة شقيقه الأكبر من قبل، وكذلك والده بحادث سير قبل نحو سبع سنوات.. فأُعد طعام الزفاف وارتدى حمزة بدلته، ويدياه محنتان ورائحة الورد تفوح منه بعد حمام العريس الذي غنى به اصدقاؤه وابناء عمومه، وخرج في زفة ينتقل بعدها إلى عروسه، إلا أن أحدهم أطلق رصاصة طائشة أصابته في جسده وكسرت قلب أمه، وأسكتت أهازيج الفرح، فعم الحزن فجأة في المكان.
الخبر جاء صادما.. كانت عروس حمزة تستعد في صالون التجميل وترتدي فساتنها الأبيض، حالمة بزفافها المنتظر بعد بضع ساعات.. عريسها حمزة ذاك العسكري الوسيم، أسمر الجبهة، وفي ملامحه كل رجولة مرتبات الأمن العام وشهامتهم، هو في الطريق إلى منزل والدها وعليها ألا تتأخر عن الموعد في يومها الذي تنتظره كل فتاة، لكن قبل أن يحوله خارج على القانون إلى عزاء..
لم تصدق عروس حمزة الخبر للوهلة الأولى.. حاولت إسكات من ينقله لها، “اصمتي ولا تفاولي عليه” قالت لها، لكن جدية الخبر كانت أكبر
فراحت تقطع ثيابها غضبا وقهرا أن أصبحت أرملة في يوم زفافها.. هكذا خيل لي المشهد.
الصديق القاتل، ربما كان مخلصا له حقا، وكان صديقا صدوقا كما يجب أن يكون الاصدقاء، هو الأقرب إلى قلب حمزة، لكنه قتله.. لا يهم كم كان عدد الرصاصات التي أطلقها تعبيرا عن فرحه، فحمزة مات بواحدة.
يصف محمد عطا الله المعاني خال حمزة، الشاب العشريني بالمهذب والخلوق والمحبوب، وهو ما يفطر قلب أمه عليه بعد رحيله.. كانت تنتظره عريسا متوسطا زفة الأحباب، قبل أن يحملوه لها على الاكتاف..
المعاني يتحدث بحرقة بعد أن ازدادت حسراته حسرة، هو فقد بكره قبل 40 يوما من اليوم.
لم يمض طويلا على دخول حمزة للعسكرية، أرادت أمه أن تفرح به على عجل.. تسعى لرؤية اطفاله قبل أن يزداد مرضها، لكنها لم تكن تعلم أن قدّره في يوم الزفاف.. وكلما تعجل العرس اقترب القدر، والسبب رصاصة تعبت الألسنة وهي تحذر من مغبتها..
التعليقات مغلقة.