“الغارديان”: برلين وواشنطن دربتا قوات الرياض المتهمة بقتل مهاجرين إثيوبيين

الأردن العربي – الخميس 30/8/2023 م …




قوات الحدود السعودية المتهمة بقتل مئات الأشخاص الذين حاولوا عبور الحدود من اليمن المجاور، تلقت تدريبات من قبل ألمانيا والولايات المتحدة، شارك فيها كل من جهاز الشرطة الفيدرالية الألمانية والجيش الأميركي، وفق ما نقلت صحيفة “الغارديان”.

تلقّت قوات الحدود السعودية، المتهمة بقتل مئات الأشخاص الذين حاولوا عبور الحدود من اليمن المجاور، تدريبات من ألمانيا والولايات المتحدة، شارك فيها كل من جهاز الشرطة الفيدرالية الألمانية والجيش الأميركي.

وبحسب تقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية، اليوم الخميس، نصّت اتفاقية التدريب الأميركية، التي انتهى تمويلها الشهر الماضي، على أن الولايات المتحدة مطالبة بمراقبة كيفية استخدام تدريبها، مع السماح لمن يتلقون التدريب فقط بالعمل دفاعياً، لحماية أنفسهم ومواقعهم من الهجوم. 

وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قد كشفت عن حجم هذه الانتهاكات، في تقرير صادم، صدر في وقت سابق من هذا الشهر، وزعمت أنّ قوات الحدود السعودية استخدمت أسلحة متفجرة لاستهداف المهاجرين وطالبي اللجوء الإثيوبيين، الذين يحاولون عبور الحدود من اليمن، وهي مزاعم نفتها السعودية.

ووسط الاحتجاج المتزايد على هذه الاتهامات، علمت صحيفة “الغارديان” أيضاً أنّ “السعودية تعاملت بشكل متزايد مع التوغلات غير القانونية عبر حدودها باعتبارها قضية لمكافحة الإرهاب، مما يسمح باستخدام القوة المميتة”.

كما ذكرت الصحيفة أنّ السعودية “تستخدم مراقبة إلكترونية مكثفة ومراقبة مركزية للمنطقة الحدودية، مما يعني أنها يجب أن تكون قادرة على التمييز بين مجموعات المدنيين المتاجَر بهم، والمتورطين في عمليات مسلحة أو تهريب المخدرات”.

وتثير عمليات الكشف “مسألةً خطيرة”، إذا ما كانت الرياض تستهدف عمداً المهاجرين الذين يحاولون عبور الحدود، والتي رأت “هيومن رايتس ووتش” أنها “ترقى إلى مستوى جريمة ضد الإنسانية إذا ثبت أنها سياسة رسمية”.

كذلك، كشفت “الغارديان” عن أنّ تدريب الجيش الأميركي للقوات السعودية، بما في ذلك قوات الحدود، كان جزءاً من برنامج دعم عسكري طويل الأمد، يُعرف باسم “مجموعة المساعدة العسكرية بوزارة الداخلية”، بدأ عام 2008.

وتأكيدًا على التدريب الأميركي طويل الأمد، لقوات الحدود السعودية، قال مسؤول أميركي للصحيفة إنّ “قيادة المساعدة الأمنية بالجيش الأميركي قدمت تدريباً لحرس الحدود، تمّ تمويله لفترة من 2015 إلى 2023، على أن تنتهي فترة التمويل في تموز/يوليو من هذا العام”. ولم يوضح المسؤول سبب توقف التمويل.

من جانبها، قامت الشرطة الاتحادية الألمانية، بتدريب قوات الحدود السعودية، ابتداءً من عام 2009، واستمر البرنامج حتى عام 2020، مع انقطاع قصير بعد مقتل الصحافي في صحيفة “واشنطن بوست”، جمال خاشقجي، في قنصلية المملكة العربية السعودية في تركيا.

كذلك، في عام 2015، تعرض البرنامج الألماني لانتقادات عندما حُكم على المدون السعودي رائف بدوي، بألف جلدة والسجن لمدة 10 سنوات كعقوبة.

وفي عام 2017، بعد زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى المملكة، تمّ إضفاء الطابع الرسمي على تدريب حرس الحدود السعوديين بشكل أكبر، مع إعلان الشرطة الفيدرالية الألمانية، عن برنامج تدريبي واسع النطاق في أكاديمية حرس الحدود السعودية ومكاتبها الإقليمية.

وجرت مهمات التدريب الألمانية والأميركية جنباً إلى جنب مع جهد أوسع بذلته المملكة العربية السعودية لترقية أمن حدودها باستخدام تقنيات المراقبة، الأمر الذي أثار تساؤلات جدية إضافية حول سبب عدم قدرة السلطات السعودية على التمييز بين المدنيين والأفراد المسلحين على حدود اليمن.

وتُظهر المناقصات المعلنة خلال السنوات الأخيرة، أنّ الرياض تسعى إلى إنشاء شبكة مراقبة متطورة ومركزية لحدودها، بما في ذلك الدوائر التلفزيونية المغلقة، والتصوير الحراري، وأجهزة استشعار الحركة الأرضية.

وفي حين أنه من غير الواضح عدد هذه الأنظمة التي تمّ نشرها بالفعل، فقد ذكرت “الغارديان” أنّه تمّ تركيب قدرات المراقبة في الوقت الحالي في المناطق الحدودية، بما في ذلك القدرة على مراقبة الحدود من غرف التحكم الإقليمية وأيضاً من الرياض.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.