صابر عارف يكتب عن السلطة الفلسطينية وعبادة الاصنام … وتعقيب الدكتور سعيد النشائي على المقال

 

 

صابر عارف ( الأربعاء ) 11/2/2015 م …

 

منذ سقوط المشروع الفلسطيني لانهاء الاحتلال الإسرائيلي ، الذي تقدمت به السلطة  الفلسطينية لمجلس الأمن متوهمة بانها ستنجح بتمريره واقراره في المجلس نظرا لما تضمنه المشروع  من تنازلات مرعبة  ، ونحمد الله انه فشل فشلا ذريعا ، منذ ذلك الوقت اعتبرت القيادة الفلسطينية ان ،، الحرب  ،، وضعت اوزارها ، وكفى الله المؤمنين شر القتال  ، بعد أن وصلت إلى طريق مسدود في خياراتها المحكومة باحكام اتفاقيات اوسلو ، ، وبعد ان اسقطت تلك القيادة  وحاربت وما تزال كافة الخيارات الوطنية ، وباتت تبحث لها عن عمل ما لاثبات وجودها  ولالهاء الناس واشغالهم  باوهام جديدة ، من ذات الطبيعة وعلى نفس الارضية ، بدلا من البحث المعمق والجدي عن حلول وطنية جادة  ، للخروج من المأزق التي وضعتنا فيه طيلة السنوات المنصرمة .

تحاول ايهامنا هذه المرة بانها ستخوض حربا عالمية كبرى ،  تتمثل بالعمل على الانضمام الى الهيئات والمؤسسات الدولية ، وستستخدم فيها كافة الاسلحة بما فيها الاسلحة المحرمة دوليا ! ! ، وحقيقة الامر انها تبحث عن وسائل ضغط للعودة الى المفاوضات مع العدو بقليل من البهدلة ، وبما تعتقد انه يحفظ ماء وجهها ، ولكن هيهات ! ! والا كيف يمكن ان نفسر استمرارها بذات النهج وعدم الاقدام على اي خطوة جدية او اي مراجعة حقيقية للسياسة التي اثبتت عجزها وعقمها ، وكيف يمكن ان نفسر ان يوضع على رأس اركان وقائد  الحرب المنتظرة صائب عريقات نفسه  بطل المفاوضات حتى الممات  ؟ ؟

فقد اصدر الرئيس محمود عباس مرسوما بتشكيل  لجنة برئاسته تسمى ‘اللجنة الوطنية العليا ،، لتقوم بإعداد وتحضير الوثائق والملفات التي ستقوم السلطة  بتقديمها وإحالتها إلى المحكمة الجنائية الدولية من خلال لجنة فنية ترأسها وزارة الخارجية ، ويلاحظ ان اللجنة ضمت في تشكليها كافة ممثلي الفصائل والقوى السياسية باستثناء حركة الجهاد الاسلامي وبما فيهم ممثلين عن حركة حماس . للايحاء بان المعركة جادة وتحمل الطابع الوطني الشامل . مع انها مكشوفة وواضحة في الابعاد التي يمكن ان تصل اليها ، ومحدودية تاثيراتها الايجابية على قضيتنا الوطنية . وسلفا فقد تم تعيين قولاي ملادينوف صديق إسرائيل الوفي وعضو المحفل الماسوني -باعترافه شخصيا- وزير خارجية بلغاريا سابقا ،  اليهودي الاصل والذي طالب بتحالف عسكري بلغاري إسرائيلي ممثلا للامين العام للأمم المتحدة في الشرق الأوسط وممثلا لها لدى منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة  .

وفي ذات السياق التضليلي وللتغطية على المعركة  الوهمية ، فقد اعلن  الدكتور واصل ابو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ،  ان اجتماعا عقد في رام الله ضم الامناء العامين لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، للاستماع الى نتائج الاتصالات التي تمت بين مختلف القوى والفصائل الفلسطينية ، من اجل تهيئة الاجواء لتوجه وفد الفصائل  الى غزة لتذليل العقبات التي حالت حتى الآن دون تنفيذ اتفاق المصالحة ،  ولبحث قضايا اعمار غزة، وتمكين الحكومة من اداء عملها، وتذليل العقبات امام ادخال مواد البناء للقطاع ، مع العلم ان رئيس الوفد هو عزام الاحمد الذي طالب في وقت سابق باعتبار قطاع غزة ،، اقليما متمردا ،،  وضرورة التعامل معه على هذا الاساس  !!  والذي اتهمته الجبهة الشعبية على  لسان عضو مكتبها السياسي رباح مهنا في تصريح له ” في اجتماع القوى أمس في رام الله، أعاق وعطّل عزام الأحمد عملية المصالحة وحضور وفد الفصائل لغزة للحوار حول آليات تطبيق اتفاقات المصالحة ،، . فاي منطق واي جدية هذه ؟! ومع العلم ايضا أن احدا في رام الله ، وخاصة الرئاسة والحكومة ، لم يقم باي عمل فعلي لتحقيق هذه التوجهات المدعاة ، والتي يكثر الحديث عنها عبر وسائل الاعلام ، ويكتفى بزيارات استعراضية واعلامية للقطاع الذي يكاد ان ينفجر مجددا  .

وفي المقابل ، ومع ان حركة حماس رحبت بزيارة وفد المنظمة على لسان النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الدكتور أحمد بحر ، الى انها استبقته بقرار المجلس استئناف جلساته، وعمله على سن القوانين وممارسة مهامه، بعد أن أوقف ذلك استجابة للتوافق الوطني. وشدد بحر على مطالبة  حكومة التوافق والرئيس بالوفاء بالتزاماتهم والقيام بواجباتهم  وعدم التهرب من مسؤولياتهم  والالتفات لمعاناة قطاع غزة ومعالجة أزمة الموظفين . اي وبصريح العبارة ، ان كلا من الطرفين متمسك بمواقفه وثوابته ، وكل ما يقال عن المصالحة ما هو الى بيع للاوهام وخداع للجماهير .

ان الحلال بين والحرام بين ، والطريق القويم واضح وضوح الشمس ، ولكن قيادتنا تمعن في غيها وضلالها وترفض باصرار كل شيء لا يصب في سياسة المفاوضات  التي باتت تعبدها كما تعبد صنم اوسلو الذي حطمه العدو شر تحطيم  ومنذ سنوات ، وترفض اعادة تقييم سياستها رغم فشلها وسقوطها المريع ، وترفض الالتزام وتنفيذ ما تطالب به الجماهير وكافة الفصائل من وقف فوري للتنسيق الامني مع العدو والذي طالما هدد الرئيس نفسه بوقفه ، وانهاء السلطة ،، تسليم المفاتيح ،، وتحميل اسرائيل مسؤولية احتلالها  ،  ولا تمارس بجدية وديمومة ما تدعي انها مؤمنة به من مقاومة شعبية  . وبدون ذلك فاننا امام ملهاة مستديمة مهما تغير وتنوع شكلها .

[email protected]

** تعقيب الدكتور سعيد النشائي على المقال

كلام مضبوط يا أستاذ صابر ولكن لى ملحوظات عليه, وبالطبع فكونك فلسطينى وأنا مصرى يجعلنى حريص جدا فى التعليق على كلامك بحيث لايبدو معاذ الله وكأننى أزايد على الفلسطينين أو كما يقول المثل الشعبى المصرى: “إلى أيده فى المايه مش زى إلى أيده فى النار”. لذلك أرجو أن يتقبل الأستاذ صابر ملحوظاتى بصدر رحب:

1- عصابة أبو مازن هى عصابة عميلة للصهيونية وتعيش فى كنفها وتتعاون معها ضد الشعب الفلسطينى وتمثيلية المفاوضات والمنظمات الدولية العميلة للإستعمار  والصهيونية وعريقات وأمثاله كل هذه سخافات وتمثيليات منحطة لخداع الشعب الفلسطينى والمؤسف أن الشعب الفلسطينى يبتلع هذه الحثالة وهو فى الحقيقة يحتاج قيادة على الأقل فى وطنية وثورية حزب الله اللبنانى, فأين هو من ذلك؟؟؟

2- حماس-الدوحة تعيش فى كنف الجرثومة الصهيونية قطر وتعمل لصالح الكيان الصهيونى ضد الشعب الفلسطينى. المصالحة الوطنية التى تتحدث عنها سيادتكم هى مصالحة بين عصابة أبو مازن المتصهينة مع عصابة خالد مشعل المتصهينة أيضا فهل هذه مصالحة للتحرر الوطنى أم لمزيد من خدمة الصهيونية ضد الشعب الفلسطينى؟

3- لا تفرق سيادتكم بين حماس-الدوحة الخونة والعملاء وبين كتائب القسام وحلفائهم داخل غزة الذين قاتلوا ضد العدو الصهيونى وهذا خلط كبير للأمور

4- سيادتكم تخلط بشكل خاطىء بين اليهودية كدين مثل باقى الأديان وبين الصهيونية كحركة فاشستية تعاونت مع هتلر لقتل اليهود. المستفيد الوحيد من هذا الخلط هو الكيان الصهيونى وأسياده وعملاؤه. علما أن هنالك يهود معاديين للصهيونية وهنالك عرب ( أو مدعيين العروبة) متصهينين

ا.د.سعيد صلاح الدين النشائى

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.