إنزال جوي أمريكي في صنعاء / الشيخ عبدالمنان السنبلي

الشيخ عبدالمنان السنبلي – السبت 2/9/2023 م …




هل تتذكرون الفيلم الأمريكي: قواعد الإشتباك (Rules of Engagement)..؟!

لا أعتقد بصراحة أن كثيراً من اليمنيين لا يزالون يتذكرونه، بل أن معظمهم، في الحقيقة، لم يشاهدوه أو حتى قد سمعوا به أصلاً…

أنا نفسي، في الحقيقة، لم أشاهد منه إلا لقطاتٍ ومشاهد قصيرة فقط…

جاء ذلك طبعاً على خلفية ما أثير حوله من لغطٍ وانتقاداتٍ يمنيةٍ وعربيةٍ في حينه..

يومها تسائلت بصراحة:

لماذا (صنعاء) بالتحديد؟!

لماذا لم يختر منتجو ذلك الفيلم عواصم أو مدناً عربيةً أو أجنبيةً أخرى غير صنعاء مسرحاً لتدور فيه أحداثه..؟

هل كان ذلك من قبيل المصادفة مثلاً..

أم ماذا يا تُرى؟

طبعاً، ولكي لا أشتت انتباه القارئ الكريم، فإن أحداث ذلك الفيلم تدور حول قيام متظاهرين يمنيين بمحاصرة السفارة الأمريكية بصنعاء احتجاجاً على التواجد الأمريكي في المنطقة ليقوم المارينز الأمريكي على إثر ذلك، وفي عملية إنزال جوي، بالتدخل بدعوى انقاذ السفير الأمريكي الأمر الذي يتسبب في قيام بعض المسلحين اليمنيين بإطلاق النار باتجاه المارينز الامريكي من على بعض الأسطح المجاورة..

المارينز الأمريكي بدوره، وبالأمر المباشر، يقوم بالرد، ولكن على الطريقة الأمريكية..!

قام بالرد، ليس على مصادر النيران طبعاً، ولكن باتجاه أولئك المتظاهرين اليمنيين السلميين ليخلفوا وراءهم زهاء 83 قتيلاً..!

لتبدأ بعد ذلك معركة قانونية في أمريكا حول هذه الواقعة وهذه الجريمة تنتهي كالعادة بتبرئة أولئك المارينز المجرمين..!

وهنا تنتهي أحداث ذلك الفيلم..

الغريب في الأمر هو أن هذا الفيلم قد تم انتاجه وعرضه لأول مرة في إبريل 2000..!

أي قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر وظهور مصطلح (الحرب على الإرهاب) بأكثر من عامٍ ونيف، بل وقبل حتى حادثة تفجير المدمرة كول في عدن بحوالي ستة أشهر..!

ماذا يعني هذا..!

ألا يعني أن هنالك مخططاً أمريكياً مُعَدّ مسبقاً يستهدف اليمن من بدري..؟

طبعاً لا يقل أحدكم أنه كان مجرد فيلم..

إن كنت تعتقد ذلك، فإنك، مع احترامي، لا تفهم طبيعة العقلية الحاكمة الأمريكية..

فالعلاقة بين السياسة الأمريكية وهوليوود، وكما تعلمون، قديمة ووثيقة جداً..

فلطالما اعتمد الرؤساء الأمريكيون على نجوم هوليوود لأغراض إما التعبئة أو التهيئه للإستعداد أو لتقبل أحداث أو سياسات قادمة تم الإنتهاء من رسمها والتخطيط لها.

على أية حال،

اليوم فقط، وبالعودة إلي ذلك الفيلم ومشاهدته كاملاً، وفي ظل التحركات الأمريكية المريبة اليوم في جنوب البحر الأحمر وباب المندب واليمن عموماً، يدرك العارف بطبيعة العلاقة الوثيقة بين السياسة الأمريكية وهوليوود أن ثمة حماقةً أمريكية يراد ارتكابها في حق اليمن واليمنيين جميعاً بدأ التخطيط لها منذ أمدٍ غير قريب..

فهل اليمنيون مقبلون فعلاً على مواجهة حقيقية ومباشرة مع الأمريكان كما تحكي فصول ذلك الفيلم، أم أن الأمر لا يعدو عن كونه مجرد خيال علمي ولا علاقة لذلك الفيلم بالواقع..؟

لا أدري بصراحة..!

كل الذي أدريه فقط هو أن على اليمنيين اليوم أن يتوحدوا ويتأهبوا جميعاً استعداداً لمواجهة كل الخيارات وأسوأ الإحتمالات..

#معركة_القواصم

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.