الكيان الصهيوني كيان مسخ يفقد عوامل البقاء / ميسرة بحر
ميسرة بحر – الأحد 3/9/2023 م …
الكيان الصهيوني الذي يحاول أن يظهر نفسه كدولة مهيمنة في المنطقة، تستطيع القضاء على خصومها، وتطلق التهديدات عالية النبرة، يواجه هذا الكيان تمزق مجتمعي غير مسبوق، فهو كيان لقيط جمع مجموعة من شذاذ الافاق، في أرضنا المحتلة.
اجتاحت شوارع “تل أبيب” اليوم اشتباكات ومظاهرات غير مسبوقة بين طالبي اللجوء الإريتريين وقوات شرطة الاحتلال، اصيب فيها العشرات، وخرجت صور المصابين على الارض دون أن يقدم لهم أي عون.
يوجد في دولة الاحتلال بضعة آلاف من طالبي اللجوء من أفريقيا، جاؤوا بأعداد كبيرة منذ نهاية التسعينات عبر مصر، قام الصهاينة بإرجاع قسم كبير منهم إلى بلدانهم إلا أنهم تورطوا بمجموعة من لاجئي السودان وإريتريا لم يستطيعوا إبعادهم.
إن هذا القمع والمعاملة الوحشية لطالبي اللجوء يظهر الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني الذي حاول الغرب تقديمه كنموذج ديموقراطي فريد في المنطقة، لكن دائما ما تفشل الديموقراطية الغربية عندما توضع في اختبارات حقيقية.
على المطبعين العرب التقاط هذه المشاهد التي تحصل في داخل الكيان بدافع عنصري بحت، فمن يتعرض للقمع ليسوا اعداء “لإسرائيل” بل هم مجرد اشخاص ترفضهم العنصرية الصهيونية وهم اشخاص لا يلبوا مصالحهم، فأنتم ايها الحكام العرب مجرد أداة تستخدمها “إسرائيل” ويمكن ان تستغني عنكم بمجرد وجود بديل أفضل منكم، وقد يكون هذا البديل حاكم جديد بديلا عنكم.
باعتقادي أن هذه المظاهرات لطالبي اللجوء ستزيد من عمق الشرخ المجتمعي الذي يعاني منه المجتمع الصهيوني، وستزيد من عمق الانقسام الداخلي الذي ظهر في أزمة التعديلات القضائية، وستتعرض صورة “إسرائيل” في عين الجمهور الغربي للضرر، لكن في ظل وجود الحكومة الصهيونية الاشد تطرفا، والتي يقودها مجموعة من الاغبياء، من غير المستبعد ان يهرب العدو للامام بارتكاب حماقة على احد الجبهات.
المعطيات على الارض تدلل على أن هذا العدو قد فعّل مؤقت التدمير الذاتي، في ظل تصدر الصهيونية الدينية قيادة الكيان الصهيوني، وهم مجموعة من المتخلفين في السياسة، يقودون الكيان بناءاً على معتقداتهم المحرفة التي تهدف لاشعال المنطقة، بعيدا عن اي اعتبارات سياسية او اجتماعية.
التعليقات مغلقة.