سمير جعجع ينحر المسيحيين مرة جديدة / حليم خاتون

حليم خاتون – الاثنين 4/9/2023 م …




حتى لعبة الروليت الروسية، نفذها أمس سمير جعجع على عكس القاعدة…

بدل وضع رصاصة واحدة في المسدس وترك الباقي فارغاً، قام مجنون القوات اللبنانية بترك فراغ واحد وتعبئة كل الباقي بالرصاص…

يوم جُن جبران باسيل وقام بخيانة كل العهود، طالب كاتب هذه الأسطر بفتح الأبواب المغلقة امام معراب لأن لا فرق كبير بين مستشار بشير الجميل وبين من خلفه بالحديد والنار…

كان الاعتقاد السائد أن الذي حاور ميشال عون، يستطيع محاورة سمير جعجع، إلى أن طب هذا الأخير في حضن الشيطان…

يقول المثل، “رضينا بالهم، وما رضي الهم بنا”…

أمس حشى جعجع الرصاصات في المسدس الروسي، وترك مكانا فارغاً واحدا فقط أي أن نسبة انطلاق الرصاصة إلى الرأس، سوف تكون الاعلى في تاريخ الروليت الروسية…

المشكلة ليست هنا…

لو أن سمير جعجع حشى الرصاصات وصوبها نحو رأسه هو… لكنا تركناه على جنونه و”حظه القرد”…

لكن سمير جعجع، وبفضل اللغة الطائفية والتقسيم الطائفي الملعون في نظام هذا البلد، جعل المسدس مصوبا إلى رأس الطائفة المسيحية…

مرة أخرى، يجر سمير جعجع المسيحيين إلى خيارات انتحارية…

لم يتعلم مجنون القوات من شرق صيدا…

لم يتعلم من حرب الجبل…

خاض حربا ضد إيلي حبيقة والاتفاق الثلاثي ثم ذهب إلى الطائف يوقع على ما هو اسوأ من الاتفاق الثلاثي بالنسبة للمسيحيين في توزيع النفوذ داخل السلطة…

باسم الدفاع عن المسيحيين قام بتصفية أكثر من ٧٠٠ مقاتل من القواتييين التابعين لحبيقة، ورمى جثثهم في البحر…

خاض حربا ضد ميشال عون حتى وصل الأمر به إلى مشاركة مدفعية القوات في قصف قصر بعبدا إلى جانب قصف الجيش السوري… ومعظم القتلى والاصابات كانت من المسيحيين…

تقول الاخبار الواردة أن جعجع قرر المواجهة بضمانات من الصقور في أميركا والخليج…

هذا بالضبط ما فعله في حرب الجبل حين رهن المسيحيين في جيب الضمانات الإسرائيلية…

مجنون القوات لم يتعلم…

مجنون القوات لا يتعلم…

كان الأجدر بسمير جعجع الحديث مع البطرك الراعي قبل دفع الأمور إلى ما بعد ما بعد “الطائف”…

المواقف “بدها رجال”… وسمير جعجع لم يحسبها جيدا مرة أخرى…

يزعل المرء على المستقبل الاسود الذي ينتظر المسيحيين بفضل سمير جعجع…

لو كان الطرف المقابل علمانيا يريد فرض نظام علماني لاطائفي في لبنان، لوجب شكر سمير جعجع لأن نهاية الطوائف والنظام الطائفي هي قمة الرجاء…

لو كان الطرف المقابل يريد تمزيق اتفاق الطائف وفرض نظام مدني ديمقراطي علماني، لوجب شكر سمير جعجع على جنونه…

لكن كل الأطراف في لبنان طائفية مذهبية…

مغامرة سمير جعجع سوف تكون وبالا على المسيحيين…

مغامرة جعجع سوف تنتهي في زرك المسيحيين أكثر واكثر في هذا الوطن وهو أمر لا يريده الوطنيون المؤمنون بالتعددية…

لذلك، مطلوب من اول من يحمل مسدس الروليت ذلك أن يرفعه بعيدا عن رؤوس المسيحيين ويوصبه فقط إلى رأس سمير جعجع ورؤوس من معه من مجانين في القوات اللبنانية…

عندما يطلب المرء الحوار بين بري وسمير جعجع يكون الهدف فقط نزع فتيل الموت عن الشباب في الطرفين لأن النتيجة سوف تكون موتا رخيصا دون أن يسقط النظام وتقوم الدولة الوطنية المدنية العادلة…

الحوار مطلوب لأن الساحات تخضع لأحزاب تختلف على الحصص وليس على بناء دولة…

لو وجد حزب واحد فقط يريد فعلاً بناء هذه الدولة الفاضلة…

لكنا اول من رفض الحوار وقاتل لإسقاط الباقين وانتصار حزب الدولة المدنية القوية العادلة…

لذلك اسرج حمارك يا سمير وعد إلى السجن تحت الأرض…

مكانك وأمثالك لا يجب أن يكون إلا تحت الأرض حتى يبقى الوطن…

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.