هل تقبل مصر على تغيير سريع وشامل قريبا ؟ وهل رواية المعارضة سيأخذها المصريون على محمل الجد لعبور مشترك آمن إلى المستقبل
الخميس 22/9/2016 م …
محمد شريف الجيوسي …
تؤشر مجريات متلاحقة في مصر على أنها مقبلة على تغيير واسع وشامل خلال ( أقل من سنة بكثير) تختتم أو تبدأ !؟ باستقالة أو إعفاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ودخول مصر في حالة من الفوضى المؤقتة فترة قد تستمر نحو شهرين، ريثما تستقر الأمور ، ويتسلم زمام الحكم مجلس سياسي لمعارضةٍ مصرية ؛ آخذة في التشكل خارج معادلات كل القوى والوجوه السياسية التقليدية الحالية والسابقة .
ويقول عادل السامولي أحد أبرز وجوه تلك المعارضة ، الذي يقود حراكها خارج مصر ، وقد تكون له عودة قريبة إليها ، أن العنصر الشبابي هو أحد سمات المعارضة الجديدة ، فضلاً عن كونها خارج معادلة الإخوان والجماعات الإسلامية ، تماماً ، منوها بأن عودة مرسي أو الإخوان للحكم ليست واردة وقد أصبحت من الماضي ، ولا مكان للإخونة في المعادلات الجديدة بمصر ، تحت أي شعار أو مسمى ديني أو مذهبي ، وعلى من يرغب منهم ممارسة السياسة الإندماج في الأحزاب المدنية والديمقراطية القائمة والقبول بمبادئها .
ومن المؤكد أنه لن يكون لما يسمى المجلس الثوري المصطبغ باللون الإخوني المقيم في تركيا ، فرصة في المرحلة المقبلة من الحكم .
وبحسب مصادر المعارضة المصرية ، فإنها ترفض استمرار العسكر في تصدر الحكم ، بقدر رفضها وعلى ذات مستوى رفضها الإخونة وخلط السياسة بالدين ، ويرى القائلون بالتغيير من العسكر ضرورة أن يبقوا خارج السلطة، حفاظاً على الدولة المصرية وعلى المؤسسة العسكرية من ضمنها .
وسيطالب مجلس الدفاع الوطني بإعفاء الرئيس عبد الفتاح السيسي من الحكم في حال لم يستقيل أو لم يجد المجلس صيغة تحفظ للسيسي ماء الوجه وتحول دون ردات فعل غير محسوبة .
وتؤكد المجريات أن وجوهاً كـ خالد عبد الناصر وشقيقه وصباحين وعمرو موسى ، ووجوهاً شاركت في الحكم في فترات سابقة،لن يكون لها مستقبل سياسي لاحقاً،وإن كان بعضها قد يكون بارزا في مرحلة الفوضى بعد رحيل السيسي، حيث قد تدفع جهات ؛ البعض لتحريك الأوضاع كرؤوس حربات،لكنها لن تكون مؤثرة في الختام ، وسيتيح عدم اتضاح الجهة الحقيقية المحركة للأحداث ، بروز غير مؤثرين وقد يرتكب القادمون من (العشوائيات) جرائم .
ولمجلس المعارضة المصري رؤية مختلفة في طريقة محاربة الإرهاب وداعش بخاصة ، والحيلولة دون إنتقالها لمصر ، من مؤشراتها ، عدم التعاون مع خليفة حفتر ( في ليبيا ) !؟ وقد يدفع المجلس لمشاركةٍ مصرية (فاعلة) في الحرب على الإرهاب خارج حدود مصر، بالتعاون مع دول الجوار في حال رغبت ، وضبط حدودها ، وربما تشكيل قوات مشتركة ولكن ليست على طريقة المشروع الذي طرح عربياً قبل فترة .
وستعمل المعارضة المصرية، بحسب مصادرها على محاربة داعش على الأرض السورية ولكن ليسن كـ (قوة احتلال) معتبرة أن الأزمة في سورية معقدة، ولا بد أن تكون مشاركة مصر في الحرب على الإرهاب بالتعاون، ولدى المجلس برنامج زيارات للدول العربية كافة ، وهي أي المعارضة ترفض التدخل في الشؤون العربية وتدعو الآخرين للنأي بأنفسهم عن التدخل في شؤون مصر .
وتعتبر المعارضة أن الجزر لن تكون إلا مصرية مهما كلف ذلك من ثمن ..!؟ ومهما كانت الضغوط ، مشددة على أن السعودية لن تنجر إلى مواجهة مع مصر .
بكلمات تبدو المعارضة المصرية أكثر من واثقة بقدرتها على التغيير .. وتعتقد أن كل تقييماتها اعتباراً من سنة 2008 ثبتت صحتها ، وأنها تمتلك برنامجاً شاملاً للتغيير السلمي وأدوات هذا التغيير ، وأن التغيير قادم وسريع أكثر مما يُتخيل ، وأنها على قدر واسع من التحالفات ما يمكنها من إمتلاك الزمام ، ووضع مصر على السكة .
وفي تقديرنا ، أن على قوى الداخل في مصر أخذ ما يقال على محمل الجد ، والبحث فيه ، والعمل على تجنيب مصر والمنطقة ويلات جديدة ، وإحداث التغيير الذي يطهّر مصر من الإخونة والعسكرة ، وإقامة مصر الديمقراطية المدنية المنتمية لأمتها ، ويجنبها الأحلاف الأجنبية والإقليمية ، وتلك التي تُدخل مصر في عداوات مع الأشقاء أو تقطع صلاتها الأخوية بهم ، وإقامة التنمية التي تحقق لمصر الأمن الغذائي والسيطرة على موارد الغذاء والثروات الطبيعية ولا تسمح بهيمنة مؤسسات رأس المال الأجنبي على مقدراتها الإقتصادية وبالتالي قرارها السياسي السيادي المستقل، وإعادة النظر باتفاقية كامب ديفيد التي لم تأت لمصر بالأمن والسلم والعدل والإستقرار،بل زادتها بالتزامن أزمات وفقراً، ولم تبخل (إسرائيل) عليها بشبكات التجسس والغش المستور والمعلن .
التعليقات مغلقة.