قتيلان و11 إصابة حصيلة الاشتباكات الدامية داخل مخيم “عين الحلوة” جنوبي لبنان وتحركات ولقاءات عاجلة لوقف إطلاق النار.. الرئيس عباس يصدر تعليماته المشددة لإنهاء القتال وإعادة الهدوء

الأردن العربي – السبت 9/9/2023 م …




 تجددت في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان، اشتباكات مسلحة بين عناصر من حركة “فتح” والمجموعات المتشددة، على جبهة حي حطين، حيث تستخدم فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف.

وبحسب الوكالة الرسمية في لبنان، فإن شخصين قتلا على الأقل، وأصيب 11 بجروح بينهم عامل مصري، إثر الرصاص الطائش الذي طال عدة مناطق في صيدا بمحيط المخيم.

كما وردت أنباء عن وجود قتلى وجرحى داخل المخيم، دون أن يتسنى تأكيد ذلك من أي مصادر رسمية.

وكان الهدوء التام ساد صباحاً مخيم عين الحلوة بعد نجاح مساعي مدير مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد سهيل حرب وجهوده الحثيثة مع كل القوى اللبنانية والفلسطينية في فرض قرار وقف لاطلاق النار منذ السابعة من مساء أمس الجمعة بين طرفي الاقتتال على محاور البركسات الطوارئ وحي البستان، الذي لم تتجاوز خروقاته ليلاً حدود الرشقات النارية والقاء القنابل التي انعدمت مع ساعات الصباح. كما ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية.

وعلى خط استتباب الهدوء على جبهة المخيم، عقد اجتماع في منزل أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينة لمتابعة تطبيق قرارات هيئة العمل الفلسطيني المشترك وعلى رأسها التزام تثبيت وقف اطلاق النار وصولاً إلى آلية تسليم المطلوبين في قضية أبو أشرف العرموشي وتمكين القوة المشتركة من القيام بمهامها لجلبهم بصيغة تضمن عدم استمرار الاضرار بأمن وأمان المخيم والجوار وتحقيق بند اخلاء المسلحين من مدارس الأونروا.

وتجددت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة مساء الخميس بين مسلحين من حركة “فتح” والأمن الوطني الفلسطيني من جانب وفصائل مسلحة متشددة من جانب آخر، أسفرت عن إصابة أكثر من 20 شخصًا.

من جانبه قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، السبت، إنه أصدر تعليمات مشددة لتحقيق التهدئة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه من رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.

وذكرت الوكالة أن عباس تلقى السبت اتصالا هاتفيا من ميقاتي، “وتباحثا في الأحداث الجارية بمخيم عين الحلوة”.

وأشارت الوكالة الفلسطينية إلى أن عباس “شدد خلال الاتصال الهاتفي على أنه أصدر تعليمات مشددة على ضرورة تحقيق تهدئة كاملة وشاملة في المخيم من الأطراف كافة”.

وأضافت: “أكد الرئيس حرصه على تحقيق هذه التهدئة، وأن يتم معالجة الأمور وفق القانون اللبناني، وبالتنسيق مع الدولة اللبنانية”.

وتأسس مخيم “عين الحلوة” للاجئين الفلسطينيين عام 1948، وهو الأكبر في لبنان، إذ يضم حوالي 50 ألف لاجئ مسجل بحسب الأمم المتحدة، بينما تفيد تقديرات غير رسمية بأن عدد سكانه يتجاوز 70 ألفا.

ولا يدخل الجيش أو القوى الأمنية اللبنانية إلى المخيمات بموجب اتفاقات ضمنية سابقة، تاركين مهمة حفظ الأمن فيها للفلسطينيين أنفسهم، بينما يفرض الجيش اللبناني إجراءات مشددة حولها.

وتزامناً مع استمرار الاشتباكات، نفى المكتب الإعلامي لقيادة حركة “فتح” وفصائل “منظمة التحرير الفلسطينية” في لبنان، في بيان توضيحي، ما نُسب إلى المسؤول الفلسطيني فتحي أبو العردات، عبر منصات التواصل مفاده: “مطلبنا تسليم القتلة الإرهابيين للعدالة اللبنانية، وإلا الخيار العسكري مطروح”.

ودعا المكتب الإعلامي لحركة “فتح”، الجميع إلى توخي الدقة في نقل الأخبار، مؤكداً أن قيادة حركة “فتح” والفصائل ملتزمون بالبيان الذي صدر أمس الخميس الذي يدعو لتسليم المطلوبين للقضاء اللبناني.

واندلعت اشتباكات في مخيم عين الحلوة، الخميس، حيث سمعت أصوات طلقات رشاشة وقذائف صاروخية في أنحاء مدينة صيدا، مما تسبب بسقوط عدة إصابات وبأضرار مادية في المنازل والسيارات في تعمير ومخيم عين الحلوة.

ومساء أمس، جرى التوصل لاتفاق بين الأطراف كافة لوقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة، إلا أنه تم تسجيل عدّة خروقات، حيث تُسمع بين الحين والآخر أصوات رصاص وقذائف.

وكان المخيم شهد، في 29 تموز/يوليو الماضي، اشتباكات عنيفةً بين حركة “فتح” ومنظمات متشددة، بعد استهداف مسؤول في أحد التنظيمات، يدعى “أبا قتادة”، أُصيب في إطلاق نار مباشر. واشتدت وتيرة الاشتباكات في المخيّم بعد اغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا، أبي أشرف العرموشي، و4 من مرافقيه.

وتسبّبت الاشتباكات حينها بنزوح أكثر من 20 ألف شخص، بينهم 12 ألف طفل، بحسب ما أعلنت “هيئة إنقاذ الطفولة”، التابعة للأمم المتحدة.

من جهتها، طالبت الأمم المتحدة، الجمعة، العناصر المسلحة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، بإخلاء مدارس “أونروا” التابعة للمنظمة الدولية “فورا”.

جاء ذلك في نداء عاجل أطلقه المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا، تعليقا على وقوع اشتباكات مسلحة على فترات متفاوتة في المخيم، كان آخرها مساء أمس الخميس، ما أسفر عن إصابة 20 شخصا.
وطالب ريزا، في بيان، المجموعات المسلحة في عين الحلوة بـ”وقف القتال، وإخلاء المدارس فورا” التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.

وقال إن “الاشتباكات المستمرة في مخيم عين الحلوة للاجئي فلسطين، إلى جانب الاستيلاء المستمر على 8 مدارس تابعة للأونروا، تمنع وصول ما يقرب من 6 آلاف طفل على أعتاب العام الدراسي إلى مدارسهم”.

وأضاف أن استخدام المجموعات المسلحة للمدارس، بمثابة “انتهاك صارخ لكل من القانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الإنساني الدولي”.

وشدد على أن استمرار الاستيلاء على المدارس “يعرض حق الأطفال في الحصول على بيئة تعليمية آمنة للخطر، ويهدد مستقبلهم ومستقبل مجتمعهم”.

وفي السياق، دعا المسؤول الأممي إلى “تسهيل عمل الأونروا وغيرها من المنظمات الإنسانية، من أجل توفير الحماية والمساعدة الضروريتين لكل العائلات المحتاجة في المخيم، إضافة إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، ووضع حد لاستخدام البنى التحتية المدنية لأغراض القتال”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.