وتزامناً مع استمرار الاشتباكات، نفى المكتب الإعلامي لقيادة حركة “فتح” وفصائل “منظمة التحرير الفلسطينية” في لبنان، في بيان توضيحي، ما نُسب إلى المسؤول الفلسطيني فتحي أبو العردات، عبر منصات التواصل مفاده: “مطلبنا تسليم القتلة الإرهابيين للعدالة اللبنانية، وإلا الخيار العسكري مطروح”.
ودعا المكتب الإعلامي لحركة “فتح”، الجميع إلى توخي الدقة في نقل الأخبار، مؤكداً أن قيادة حركة “فتح” والفصائل ملتزمون بالبيان الذي صدر أمس الخميس الذي يدعو لتسليم المطلوبين للقضاء اللبناني.
واندلعت اشتباكات في مخيم عين الحلوة، الخميس، حيث سمعت أصوات طلقات رشاشة وقذائف صاروخية في أنحاء مدينة صيدا، مما تسبب بسقوط عدة إصابات وبأضرار مادية في المنازل والسيارات في تعمير ومخيم عين الحلوة.
ومساء أمس، جرى التوصل لاتفاق بين الأطراف كافة لوقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة، إلا أنه تم تسجيل عدّة خروقات، حيث تُسمع بين الحين والآخر أصوات رصاص وقذائف.
وكان المخيم شهد، في 29 تموز/يوليو الماضي، اشتباكات عنيفةً بين حركة “فتح” ومنظمات متشددة، بعد استهداف مسؤول في أحد التنظيمات، يدعى “أبا قتادة”، أُصيب في إطلاق نار مباشر. واشتدت وتيرة الاشتباكات في المخيّم بعد اغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا، أبي أشرف العرموشي، و4 من مرافقيه.
وتسبّبت الاشتباكات حينها بنزوح أكثر من 20 ألف شخص، بينهم 12 ألف طفل، بحسب ما أعلنت “هيئة إنقاذ الطفولة”، التابعة للأمم المتحدة.
من جهتها، طالبت الأمم المتحدة، الجمعة، العناصر المسلحة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، بإخلاء مدارس “أونروا” التابعة للمنظمة الدولية “فورا”.
جاء ذلك في نداء عاجل أطلقه المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا، تعليقا على وقوع اشتباكات مسلحة على فترات متفاوتة في المخيم، كان آخرها مساء أمس الخميس، ما أسفر عن إصابة 20 شخصا.
وطالب ريزا، في بيان، المجموعات المسلحة في عين الحلوة بـ”وقف القتال، وإخلاء المدارس فورا” التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.
وقال إن “الاشتباكات المستمرة في مخيم عين الحلوة للاجئي فلسطين، إلى جانب الاستيلاء المستمر على 8 مدارس تابعة للأونروا، تمنع وصول ما يقرب من 6 آلاف طفل على أعتاب العام الدراسي إلى مدارسهم”.
وأضاف أن استخدام المجموعات المسلحة للمدارس، بمثابة “انتهاك صارخ لكل من القانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الإنساني الدولي”.
وشدد على أن استمرار الاستيلاء على المدارس “يعرض حق الأطفال في الحصول على بيئة تعليمية آمنة للخطر، ويهدد مستقبلهم ومستقبل مجتمعهم”.
وفي السياق، دعا المسؤول الأممي إلى “تسهيل عمل الأونروا وغيرها من المنظمات الإنسانية، من أجل توفير الحماية والمساعدة الضروريتين لكل العائلات المحتاجة في المخيم، إضافة إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، ووضع حد لاستخدام البنى التحتية المدنية لأغراض القتال”.
التعليقات مغلقة.