مناهجنا .. هل هي إهانة الكبار؟ / د. ذوقان عبيدات
عادة ما توظف المناهج أسماء الشخصيات الوطنية المتميزة من شخصيات أدبية وفكرية ووطنية، لتكون ملهمة للأجيال! ولم أرَ وظيفة لها في تغييب هؤلاء! فالمناهج في ظل وزارة التربية كانت تقصي شخصيات تاريخية مثل الشاعر الفيلسوف عرار، وتبعده عن المناهج باعتباره كان حرًا في أقواله وأفعاله، لكنها لم تفكر أبدًا في إهانته، فكانت تكتفي باستبعاده وحرمان الأجيال من أفكاره وأحاسيسه وتوجهاته، لكن ما الذي حدث في مناهجنا بعد نقلها إلى المركز الوطني للمناهج بهدف إبعادها عن الثقافة التقليدية للوزارة؟
صدرت الدفعة الأولى من كتب اللغة العربية للصفوف الأول والرابع والسابع والعاشر، وهي عيّنة قد تكون ممثلة لتفكير المركز الوطني للمناهج؛ ولذلك أكاد أقول، لم تحوِ الكتب الأربعة أي إشارات إيجابية لكلٍ من عرار وناصر الدين الأسد! قد يبرّر المركز الوطني ذلك بأن هذه جزء من الكتب وليس كلها! انتظرونا في بقية الكتب حتى ننصف عرارًا وغير عرار! وهذا مقبول لكن لماذا قدمتم عرارًا والأسد بشكل غير لائق في هذه الكتب؟ وهذه أدلتي:
1- في كتاب الصف السابع ص(٥٥) صورتان لناصر الدين الأسد واللاعب محمد صلاح!
طلب الكتاب أن يختار الطالب إحدى الشخصيتين، وأن يبني خطة للتحدث عنها!! بالله عليكم: من سيختار ناصر الدين الأسد؟ ولو كان حفيده في الصف هل سيختار غير محمد صلاح؟
إذن؛ كأننا وضعنا الأسد “حشوة” لنشاط لن يختاره أحد! محمد صلاح “فخر العرب” يعيش مع الشباب يوميًا! وأنتم لم تعرّفوهم بناصر الدين الأسد!
فهل الإساءة مقصودة أم قصر نظر؟ لا ألوم المؤلفات والمؤلفين بل علماء المركز الوطني من ذوى الرواتب فائقة الارتفاع ومجالسه العتيدة والعديدة! وألوم مجلس التربية الذي أقرّ الكتاب!
٢- في كتاب الصف العاشر ص(٩٥) حشرتم عرارًا دون أي مضمون، ودون أي ذكر مسبق له، لتقولوا اسمه مصطفى وهبي التل؟ ما هذا التعريف بعرار الذي لم ينجب الأردن ولا غير الأردن مثله فكرًا وجرأةً وربما شعرًا وإصلاحًا! شكرًا لكم فقد قدمتم عرارًا لطلبة العاشر بشكل لا قيمة فيه، وقد تمتحنون الطلاب بسؤال: ما اسم عرار الحقيقي؟ وهل سيتكرم المؤلفون بوضع نص لعرار في الكتب التالية؟
هذه القضايا؛ كيف يقدمها مركز محترف للمناهج؟ أين آليات كشف الخطأ؟
وهل سترسلون الكتب التالية لنفس المجالس؟
قال أحد علماء اللغة هذه مناهج تعود بنا سنوات إلى الوراء!
التعليقات مغلقة.