التنظيمات الإرهابية وحقيقة الصراع على الشرق الأوسط / مي حميدوش

 

ميّ حميدوش ( سورية ) الأحد 25/9/2016 م …

يشهد العالم اليوم حراكاً سياسياً مختلفاً عن كل ما سبق في سنوات الصراع العالمي من الحروب العالمية إلى الحرب الباردة ولم تكن منطقة الصراع مختلفة فما تسمى بمنطقة الشرق الأوسط هي أصل القضية لكن الاختلاف اليوم يأتي عبر تسارع الأحداث حيث بات اللعب مكشوفاً وعلى شاشات التلفزة كيف لا والعالم بات اليوم قرية صغيرة.

صراع ظاهره الحرب على الإرهاب وباطنه إعادة رسم الخارطة السياسية على مستوى العالم فسياسة القطب الواحد سقطت ولابد من توزيع الأدوار ولكل حلف دوره ومكانه وأسلوبه في إدارة الصراع.

عملية الصراع هذه لم تقف عند بوابة بلاد الشام أو الرافدين بل امتدت على مستوى العالم فالمطلوب اليوم تجزئة ما هو مجزء وزيادة الخلافات وبث روح التقسيم حتى في المجتمع الأوروبي.

إن الولايات المتحدة الأمريكية وبعد نجاحها في فرض واقع الحرب الباردة حاولت الدخول إلى المنطقة من باب مكافحة الإرهاب وعلينا هنا أن نذكر بأن الإدارة الأمريكية أطلقت أول تنظيم إرهابي في أفغانستان أثناء عملية تفكيك الاتحاد السوفيتي ومن ثم كان لابد من ترويض هذا الوحش واطلاقه مجدداً في العراق ومن ثم في سورية كل ذلك بإشرف من مملكة آل سعود وخدمة لمصالح بني صهيون.

تقول القاعدة من أجل إطلاق تنظيم إرهابي لابد من وجود محفز للإنتماء لهذا التنظيم وهنا تم استثمار الفكر الوهابي التكفيري فكان تنظيم طالبان ومن بعده  تنظيم القاعدة  والنصرة وصولاً إلى تنظيم داعش الإرهابي.

الولايات المتحدة الأمريكية أرادت تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية متناحرة تذوب عبرها مكونات هذه المنطقة الحضارية وإبقاء كيان الاحتلال قائماً تمهيداً لإقامة سلام الضعفاء والاذلاء وصولا إلى التطبيع الكامل فكان الخريف العربي.

ما يجري اليوم في المنطقة يثبت بأن الفوضى الخلاقة لم تكن مجرد نظرية بل تحولت إلى أمر واقع يطبق عبر سلسلة من المفاوضات السياسية وبرضى من مختلف الأفرقاء.

إلا أن المراهنة الأمريكية لم تنجح والسبب هو صمود سورية ومحور المقاومة ونحن هنا لا نتحدث من فراغ وبالتالي كان لابد من إيجاد خطط  بديلة فكان لابد من تغيير ما سمي بالثورة إلى الحرب ضد الإرهاب والمشكلة الجديدة التي واجهت المشروع الأمريكي بأن فشل التنظيمات المدعومة أمريكياً بالخفاء اضطرها إلى التدخل مباشرة ومابين الهدنة وفشلها ارتفعت وتيرة الصراع الأممي ولم تعد إدعاءات واشنطن صالحة للإستثمار.

إن الموقف الروسي بات واضحاً وتصريحات لافروف في مجلس الأمن شكلت رسالة واضحة للخصم الأمريكي كما ان تصريحات السيد علي الخامنئي شكلت ضربة أخرى لكل من تواطئ ضد سورية والاستعراض العسكري الأخير أثبت قدرة محور المقاومة على الاستمرار في الحرب ضد الإرهاب.

والسؤال الأبرز إلى متى ستبقى حالة الصراع هذه قائمة ؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.