وصول 5 أمريكيين إلى قطر ضمن اتفاق لتبادل السجناء مع إيران وبايدن يشكر الدوحة وسلطنة عُمان ويتعهّد باستمرار فرض عُقوبات على طهران والإفراج عن 6 مليارات دولار من أموالٍ إيرانية مُجمّدة بكوريا الجنوبية (صور)
الأردن العربي – الإثنين 18/9/2023 م …
تعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين “الاستمرار في فرض عقوبات على إيران بسبب أعمالها الاستفزازية في المنطقة” بعد عملية تبادل الأسرى بين طهران وواشنطن.
وقال بايدن “عاد أخيرا خمسة أميركيين أبرياء كانوا محتجزين في إيران إلى الوطن”، و”سيلتم شملهم قريبا مع أحبائهم بعد سنوات من الألم وعدم اليقين والمعاناة”.
وشكر الرئيس الأميركي الحكومات التي شاركت في المفاوضات وهي قطر وعُمان وسويسرا وكوريا الجنوبية لعملها “الدؤوب” إلى جانب الأميركيين من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق مع إيران.
كذلك، أعرب بايدن عن امتنانه “الخاص” لأمير قطر وسلطان عمان “اللذين ساعدا في التفاوض على هذا الاتفاق”.
وحذّر الديموقراطي “حاملي جوازات السفر الأميركية من عدم الذهاب” إلى إيران.
وأشار بايدن إلى أن “لم شمل الأميركيين المحتجزين بشكل غير قانوني في الخارج مع عائلاتهم كان أولوية لحكومتي منذ اليوم الأول” قائلا إنه أعاد “العشرات من مواطنيه”.
ومن أحدث هؤلاء لاعبة كرة السلة بريتني غراينر التي كانت محتجزة في روسيا وأطلق سراحها في كانون الأول/ديسمبر 2022 في مقابل الافراج عن تاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت الذي كان مسجونا في الولايات المتحدة.
ووصل خمسة أمريكيين إلى الدوحة قادمين من إيران اليوم الاثنين في إطار تبادل للسجناء شمل أيضا الإفراج عن خمسة إيرانيين كانت تحتجزهم الولايات المتحدة وتحويل ستة مليارات دولار من أموال طهران، وذلك في اتفاق نادر بين الدولتين اللتين تناصبان بعضهما العداء منذ فترة طويلة.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان “سيعود اليوم خمسة أمريكيين أبرياء كانوا محتجزين في إيران إلى وطنهم أخيرا”، مضيفا أنهم “سيلتئم شملهم قريبا مع أحبائهم بعد سنوات من العذاب وعدم اليقين والمعاناة”.
ولم يتضح ما إذا كان تبادل السجناء سيحقق تقدما في القضايا العديدة الشائكة بين البلدين، ومنها البرنامج النووي الإيراني ودعم طهران للفصائل الشيعية في المنطقة ووجود القوات الأمريكية في الخليج والعقوبات الأمريكية على إيران.
وقال مصدر مطلع لرويترز إن طائرة أرسلتها قطر التي توسطت في الاتفاق نقلت المواطنين الأمريكيين الخمسة واثنين من أقاربهم خارج طهران بعد أن تأكد الجانبان من تحويل الأموال إلى حسابات في الدوحة.
ورأى شاهد من رويترز الطائرة في أثناء هبوطها في مطار الدوحة الدولي.
وقال الشاهد إن مسؤولين أمريكيين استقبلوا الأمريكيين الخمسة بعد نزولهم من الطائرة القطرية في الدوحة. وأضاف أن سفير سويسرا لدى إيران رافقهم على متن الطائرة إلى الدوحة.
وقال مسؤول أمريكي في وقت سابق إن اثنين من الإيرانيين الخمسة وصلا إلى قطر. وفضل ثلاثة منهم عدم العودة إلى إيران.
ومن المقرر أن يستقل الأمريكيون الخمسة الذين يحملون أيضا الجنسية الإيرانية طائرة تابعة للحكومة الأمريكية من الدوحة ثم يتوجهون إلى الولايات المتحدة. وظل أحد هؤلاء الأمريكيين محتجزا في إيران لمدة ثماني سنوات بتهم رفضتها الولايات المتحدة ووصفتها بأنها لا أساس لها.
ومن شأن الاتفاق المبرم بعد محادثات استمرت شهورا في قطر أن يزيل مصدرا كبيرا للتوتر بين واشنطن التي تضع إيران على قائمة الدول الراعية للإرهاب، وبين طهران التي تصف الولايات المتحدة بأنها “الشيطان الأكبر”.
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية إن الاتفاق لم يغير علاقة العداء بين واشنطن وطهران لكن الباب ما زال مفتوحا أمام الوسائل الدبلوماسية بخصوص برنامج إيران النووي.
وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته “إذا رأينا فرصة فسوف نبحثها، لكن في الوقت الحالي ليس لدي ما أتحدث عنه”.
وتضم قائمة الأمريكيين مزدوجي الجنسية المفرج عنهم سياماك نمازي (51 عاما) وعماد شرقي (59 عاما) وهما من رجال الأعمال بالإضافة إلى الناشط البيئي مراد طهباز (67 عاما) الذي يحمل الجنسية البريطانية أيضا. وأخرجتهم السلطات الإيرانية من السجن ووضعتهم رهن الإقامة الجبرية الشهر الماضي.
كما أُفرج عن أمريكي رابع ووضع رهن الإقامة الجبرية بينما كان الخامس رهن الإقامة الجبرية في المنزل بالفعل لكن لم يكشف عن هويتيهما.
وقال مسؤولون إيرانيون إن الإيرانيين الخمسة الذين أطلقت الولايات المتحدة سراحهم هم مهرداد معين أنصاري وقمبيز عطار كاشاني ورضا سرهنك بور كفراني وأمين حسن زاده وكاوه أفراسيابي. وقال مسؤولان إيرانيان من قبل إن أفراسيابي سيبقى في الولايات المتحدة دون أن يكشفا مصير باقي المحتجزين.
وفي أول خطوة من تنفيذ الاتفاق، طبقت واشنطن إعفاء مؤقتا من عقوبات للسماح بتحويل ستة مليارات دولار من الأموال الإيرانية من كوريا الجنوبية إلى قطر. وجمدت كوريا الجنوبية، وهي واحدة من أكبر مشتري النفط الإيراني، الأموال عندما فرضت واشنطن عقوبات مالية قاسية على طهران وبالتالي لم يتسن تحويلها.
وبموجب الاتفاق، وافقت الدوحة على مراقبة طريقة إنفاق إيران للأموال لضمان أنها ستوجه لشراء السلع الإنسانية غير الخاضعة للعقوبات مثل الغذاء والدواء.
وأثار تحويل الأموال الإيرانية انتقادات من الجمهوريين الأمريكيين الذين يقولون إن الرئيس الديمقراطي جو بايدن يدفع في الواقع فدية للمواطنين الأمريكيين، بينما دافع البيت الأبيض عن الاتفاق.
وكانت مصادر قد قالت لرويترز إن الدوحة استضافت ما لا يقل عن ثماني جولات من المحادثات شارك فيها مفاوضون إيرانيون وأمريكيون أقاموا في فنادق منفصلة وتحدثوا عبر وسطاء قطريين. وركزت الجلسات السابقة بشكل رئيسي على القضية النووية الشائكة فيما ركزت الجلسات اللاحقة على إطلاق سراح السجناء.
التعليقات مغلقة.