الأئمة القادمون ( 1/2 ) / المحامي عبد الكريم الكيلاني




المحامي عبد الكريم الكيلاني ( الأردن ) – الأربعاء 20/9/2023 م …

،،،المحرومون  عند القائد  اللبناني (موسى الصدر ) ، اشفق عليهم فاستمال غلبتهم  اليه ، واستقرت قوتهم عنده

وصفهم القذافي في حالة من  هستيريا  الهلع التي اصابته ،بالفئران ، ليدفع عن نفسه خوفا مسكونا فيه ،

أليس هو القائل ( آهٍ كم اعشق هدير الجموع الثائرة  ، وكم اخشاه)

هم الجماهير ، في شوارع المحروسة ، كما رآها ناصر ، و الفلول في مذهب  الاخوان ، والبركان الذي تنبأ به هيكل في ايران الشاه ، فألف كتابه الشهير  ، (ايران على فوهة بركان ) .

ليسقط نظام الشاه  كما تنبأ له هيكل  ، و لكن بعد عقود ثلاثة  من النبوءة ، و المفارقة ان الانفجار  البركاني الذي تنبأ به  ، وصل الى القاهرة قبل ان يصل الى ايران ليكون فاروق ، الملك الاخير من الاسرة العلوية ويسقط قبل سقوط الشاه بثلاثين سنه.

يراهم  البعض ، الغوغاء والدهماء ، و العامة ، ايا كانت فهم غلبة مستضعفة من الشعب ، و خروجهم ، يعني واحدة من العلامات الكبرى للساعة وأي ساعة !!!، ساعة السقوط لكل نظام آفل .

لساعة خروجهم اشراط ، ذكرها السابقون في الخبر ورايناها في الاثر .

اما الخبر ، فقد شغل آباء ، المفكرين ، و المنظرين  فابن خلدون  تناول في عبره حياة الأمم من نشأتها حتى زوالها المظاهر و الاسباب ، و حاول السبكي في تحفته ان يرشد الحكم و الرعية فوضع القواعد في (معيد النعم ومبيد النقم ) ، اما الكواكبي، فقد سبق كتابه  الاصلاحي (طبائع الاستبداد )، سقوط الدولة العثمانية ، ولات ساعة مندم .

خروج ، المستضعفين من القمقم ، امر حتمي ، وسنة ربانية ، تقتضي سقوط غيرهم عن العرش ، فيهوِي عند تلك الساعة رجال  لا يخلو منهم نظام آفل ليُرى  ذلك المشهد كواحد  من الاهوال ، و عامة الشعب احد ابطاله ، ولوغشيهتم غاشية من الذهول و علت رؤوسهم علامات التعجب ، تملأ الاجواء .

كيف حصل هذا !!!

كيف سقط اهل الصولة والجولة والمواكب ؟؟؟

اين الحصون  المشيدة التي  سكنوها ، لا يعتريهم وجل ، و لا يروعهم روع !!!

فيأتي  الجواب، مخايل ابهة  خادعة لمن أترفوا فيها وسحروا اعين الناس و عبر شاشات التلفاز يتسمر امامها المشاهدون ، يرون  صور اولئك  الرهط الذين  توسدوا سدة الحكم ردحا ، فصاروا بين عشية و ضحاها اصحاب الحلة الزرقاء او الحمراء !!!!.

تأتيهم ساعة على غير ميعاد، ليكون  السقوط  مدويا ، لمن  توهموا  الخلود على كراسي السلطة ، و تغيب معهم انظمة تاخرت كثيرا و لم تلفظهم في فسحة من الوقت ، ضيعها كل نظام آفل بين التراخي والوهن .

تلك هي الساعة ذات المخاض  ،في شرق المتوسط وغربه امبراطوريات  دثرت و ممالك غابت ، وجمهوريات ذهبت الى زوال ، انظمة سقطت ،

و اخرى ولدت، سواء  طالت ساعة المخاض ام قصرت ، يسيرا كان  المخاض ام عسيرا ،فلا احد يمكنه الجزم ، بتوقيتها  ، فهي   مباغته في قيامتها .

اما  تصريحات السياسيين ، بعد وقوع الفاس بالراس ، فهي  بلا وزن او تاثير  ، لا نها تشبة لقاءات  خبراء الزلازل ،بعد حصول الكارثة !!!

او ربما ، كتدوين ساعة  الميلاد بعد الولادة  ، للمتفائلين بالمولود الجديد .

المهم

صاحب السبق ، هو من يتنبأ  بها قبل وقوعها ،

فلا اطيل على القاريء باسباب ، اصبحت  مجرد كلاشيه ، رغم اهميتها إلا ان تكرارها افقدها التاثير ، كضعف  القيادة و تصارع رؤوس الحكم ، و ضياع المرجعيات الجامعة في رحلة التيه  ، و المقامرات السياسية وتفشي الفساد وعجز النظام عن تحقيق مصالح  الدول التي تضمن استمراريته و بقاءه بما يحتاج اعادة التموضع

و اعادة التنظيم ، لن أسهب باي من ذلك .

،،،فبيت القصيد في  المقال  هو انفجار المهمشين ، الذي قد يكون سابقا ، اولاحقا ، او متزامنا مع الثورات و الانقلابات .

و دون توافر اسباب الانفجار لمن استضعفوا فيها ، يصعب اسقاط اي حكم ، و لا يحل نظام مكان آخر ، دون ثورة الشعب او تاييده او مباركته وسكونه  ، هكذا تحكي كل الحكايا من (البيروستريكا) السوفيتية وحتى (الدسترويكا) شرقا وغربا .

،  لم تنجح ثورة او انقلاب في الجلوس على كراسى الحكم ، دون تحالف مع المستضعفين، استمر ، او انتهى و لكن لا بد منه لاطلاق  الشرارة.

انفجار طبقة المهمشين ، الذي حاول بن علي ان يطفئه ، وهو يقول: (الآن فهمتكم)

وحاول عمر سليمان ، ان يتنصل من مسؤوليته عنه بقوله ( الاخوان خدعونا) .

، وحاول الاخوان ان يهربوا من مواجهته بوصفة موجعة فقالوا 🙁 انهم لم يقدروا اوزان القوى الفاعلة على الارض ) .

ولكن احدا من اولئك لم يفلح في حبس المارد بالخروج من المصباح السحري ، صانع الثورات المباغتة.

انفجار المهمشين شروطه واشراطه ، من ( مناطق العمل المعتمة  ، مرورا بفاقد الامل  و العزل الفيزيائي ، وتصدع اعمدة سقف العرش ،وانتهاءا بارتداء البيجامة السياسية .

ذلك ، ما ارجو ان يدركه  القلم، في الحلقة ٢ و الاخيرة من الائمة الوارثين .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.