مواجهة حتر برصاص الغدر / د. فهد الفانك
د. فهد الفانك ( الأردن ) الثلاثاء 27/9/2016 م …
ناهض حتر أراد أن يسخر من بعض مفاهيم مدرسة داعش الإرهابية فكانت النتيجة أن تلك المدرسة أثبتت بارتكاب الجريمة النكراء أنها تستحق أكثر من السخرية.
الإرهاب ليس جديداً فله جذور ضاربة في أعماق التاريخ ، والاغتيال السياسي والفكري ليس جديداً ، وهناك أمثلة عديدة في تاريخنا بدأت باغتيال الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعاً.
المجرمون الذين ارتكبوا جرائم الاغتيالات على مر التاريخ ذهبوا إلى مزبلة التاريخ ، أما ضحاياهم فقد نالوا شرف الشهادة ، وظلوا منارات تهتدي بها الإنسانية.
ناهض حتر وغير ناهض حتر من الكتـّاب يصيبون ويخطئون ، وباب الرد عليهم مفتوح على مصراعيه ، ولكن الطرف المفلس صاحب العقل المغلق يلجأ إلى الإرهاب ، وهو الوسيلة الرخيصة المتاحة للإرهابيين.
تقول وزارة الأوقاف أن المجرم ليس موظفاً رسمياً فيها ، ولكنها كلفته بالإمامة وكأنها لم تجد من هو أفضل منه ، بالرغم من أن الأهالي اشتكوا من تطرفه وسلوكه الإرهابي ، وتقول أنها لا تدفع له راتباً شهرياً ولكنها تدفع أجرة بيته وربما فواتير الماء والكهرباء والهاتف!. وهو مفوض بإلقاء خطبة الجمعة على المصلين في شرق عمان أسبوعياً ، لنشر سمومه كممثل لمدرسة داعش الإرهابية.
هل كان هذا المجرم الاستثناء الوحيد ام أن لداعش وجوداً وصوتاً عالياً يتحرك بحرية ويتواطأ معه كثيرون. وهل تدفع الوزارة أجرة بيوت اخرين.
ناهض حتر تلقى تهديدات صريحة بالقتل لم يجر تحقيق مع أصحابها ، وطلب من الحاكم الإداري بإلحاح توفير الحماية له في الذهاب إلى المحكمة ، لكن الحاكم الإداري تجاهل الطلب وترك الضحية هدفاً مكشوفاً لرصاص الغدر.
جلالة الملك ذهب إلى آخر الدنيا ، إلى الأمم المتحدة وخاطب العالم بأسره لينفي عن الإسلام تهمة الإرهاب والعنف والفكر الهدام ، ولكن الإرهاب كان في الوقت نفسه يضرب في مدينة أميركية بعد أخرى ويقتل أبرياء ، ولم تسلم عمان من أعمال إرهابية تمارسها أطراف معروفة ومعلنة ومتروكة تسرح وتمرح وتقتل كما تشاء.
في حياته كان ناهض حتر كاتباً حاداً وجريئاً وصاحب صوت عال ٍ فيما يراه حقاً. ولكنه صار بعد اغتياله على أيدي الجبناء أكثر حدة وجرأة وأعلى صوتاً في إدانة العنف والفكر الهدام. رحم الله ناهض
التعليقات مغلقة.