تصريحات صادمة لولي العهد السعودي: “نقترب” من التطبيع مع إسرائيل!!

الأردن العربي – الخميس 21/9/2023 م …




الاناضول: نفى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان صحة تقارير تفيد بإيقافه محادثات تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مؤكدا أنهم يقتربون كل يوم من التطبيع.
جاء ذلك في مقتطفات مصورة من مقابلة باللغة الإنجليزية لولي العهد السعودي مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، نقلتها قناة “الإخبارية” السعودية الخميس مترجمة إلى اللغة العربية، وتابعتها الأناضول.
وردا على سؤال من المحاور عن “وجود تقارير تفيد بأنك أوقفت المحادثات”، أجاب ابن سلمان: “هذا ليس صحيحا.. وكل يوم تتقدم وسنرى إلى أين ستصل”.

وتابع: “في حال نجحت إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن بأن تعقد اتفاقا بين السعودية وإسرائيل، فسيكون أضخم اتفاق منذ انتهاء الحرب الباردة (1947-1991)، والاتفاقيات المرتقبة مع الولايات المتحدة مفيدة للبلدين ولأمن المنطقة والعالم”.

وأضاف: “بالنسبة لنا القضية الفلسطينية مهمة للغاية، نحن بحاجة إلى حلها ولدينا مفاوضات جيدة مستمرة حتى الآن، وسنرى إلى أين سنتوصل في هذه المفاوضات”.

وأردف: “نأمل أن نصل إلى حل يسهل حياة الفلسطينيين ويعيد إسرائيل كعنصر في الشرق الأوسط”.

ومنذ أبريل/ نيسان 2014، توقفت مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لأسباب بينها تمسك تل أبيب باستمرار البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة وتنصلها من قيام دولة فلسطينية مستقلة وفقا لمبدأ حل الدولتين.

وسأله المحاور: “هل تعتقد أنك قريب من حلها (قضية التطبيع)؟”، ليجيب ولي العهد السعودي: “كل يوم نقترب أكثر من ذلك”، دون تفاصيل أكثر.

 

“لدينا علاقات مميزة مع بايدن”

كما تحدث ولي العهد عن العلاقات مع الولايات المتحدة، وقال “بيننا وبين واشنطن روابط أمنية مهمة… لدينا علاقة مميزة مع الرئيس (جو) بايدن وهو شديد التركيز ويحضر نفسه جيدا”.

وتابع الأمير محمد أن السعودية تريد أن تأتي الشركات الأميركية والأجنبية للاستثمار في بيئة آمنة في الشرق الأوسط.

ومضى يقول “نحن من أكبر خمسة مشترين للأسلحة الأميركية، وانتقالنا لشراء الأسلحة من دول غير الولايات المتحدة ليس من مصلحتها”.

 

سلاح نووي

 

المحاور تطرق إلى طهران، حين سأل: “هل أنت قلق من امتلاك إيران سلاحا نوويا؟”، فأجاب ابن سلمان: “نحن قلقون من امتلاك أي دولة للسلاح النووي، هذا تحرك سيئ.. لا تحتاج إلى امتلاك سلاح نووي؛ لأنك لا تستطيع استخدامه”.

وأردف: “أي دولة تستخدم السلاح النووي هذا يعني أنها تخوض حربا مع العالم بأكمله، والعالم لا يريد أن يشهد هيروشيما أخرى”.

وتابع: “إذا رأى العالم مئة ألف شخص من القتلى، فهذا يعني أنك في حرب مع العالم أجمع، لذا الوصول لسلاح نووي جهد ضائع؛ لأنك لا تستطيع استخدامه، وإذا استخدمته ستخوض معركة كبرى مع العالم أجمع”.

وكثيرا ما واجهت إيران اتهامات من دول إقليمية وغربية، في مقدمتها السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة، بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها النووي مصمم للأغراض السلمية، بما فيها توليد الكهرباء.

وعاد المحاور متسائلا: “إذا امتلكوا (الإيرانيون) واحدا (سلاحا نوويا) هل ستملكونه أيضا؟”. فأجاب ولي العهد السعودي: “إذا حصلوا على واحد فعلينا الحصول عليه”.

وبوساطة من الصين، استأنفت السعودية وإيران علاقتهما الدبلوماسية، بموجب اتفاق في 10 مارس/ آذار الماضي، أنهى قطيعة استمرت 7 سنوات.

وأكد ولي العهد السعودي أن المملكة تريد من إيران أن تعمل مع دول المنطقة بشكل إيجابي.

وأضاف ولي العهد السعودي في المقابلة اليوم الخميس، أن إيران تتعامل مع المصالحة التي أجريت مع المملكة بشكل جدي.

وأوضح المملكة يجب أن تكون المنطقة مستقرة لنحقق أهدافها، وأنها تتطلع أن تنعم المنطقة وكافة دولها بالأمن والاستقرار لتتقدم اقتصاديا.

يذكر أن السعودية وإيران اتفقتا في العاشر من مارس/آذار الماضي، في بكين على استئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين البلدين منذ 2016 وإعادة فتح بعثاتهما الدبلوماسية.

وفي يونيو الماضي، توجه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى طهران في زيارة رسمية التقى خلالها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، مؤكداً في حينه أن طهران قدمت تسهيلات لعودة عمل البعثات الدبلوماسية.

كما شدد حينها على أن “العلاقات بين الجانبين تقوم على ضرورة الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”.

وبشأن مجموعة بريكس، قال ابن سلمان إن “المجموعة لا تُمثل أي نوع من المنافسة الجيوسياسية لأمريكا أو الغرب، ومشروع الربط بين الهند وأوروبا (عبر دول في الشرق الأوسط بينها السعودية) سيختصر الحركة الاقتصادية ما بين 3 إلى 6 أيام”.

وفي أغسطس/ آب الماضي، دعت بريكس كلا من السعودية والإمارات وإيران ومصر وإثيوبيا والأرجنتين إلى الانضمام بداية من يناير/ كانون الثاني المقبل إلى التكتل الذي تأسس في 2006 ويضم حاليا الصين وروسيا والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا.

 

أسواق النفط والطاقة

وتطرق ولي العهد السعودي أيضا إلى الحديث عن ملفات اقتصادية، حيث أكد على أن المملكة تراقب العرض والطلب في سوق النفط، وتتخذ ما يلزم من إجراءات من أجل استقرار الطاقة.

وأضاف “دورنا في أوبك+ سد الفجوة” بين العرض والطلب، في إشارة إلى التحالف الذي يضم أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وبعض كبار المنتجين خارجها ومن بينهم روسيا.

وتابع قائلا “مهتمون باستقرار أسواق الطاقة ونفعل ما يلزم بهذا الشأن”.

وقال ولي العهد السعودي في المقابلة إن قرارات خفض إنتاج النفط هدفها استقرار السوق وليس مساعدة روسيا في حربها بأوكرانيا.

وتابع ولي العهد “إننا فقط نراقب العرض والطلب، فإذا حدث نقص في المعروض فإن دورنا في أوبك+ هو سد هذا النقص. وإذا كان هناك فائض في المعروض فإن دورنا في أوبك+ هو ضبط ذلك من أجل استقرار السوق”.

“أكبر قصة نجاح”

وعلى صعيد الاقتصاد السعودي، أكد الأمير محمد على أن المملكة هي “أكبر قصة نجاح في القرن الحادي والعشرين، وهي قصة هذا القرن”، مشيرا إلى أن بلاده الأسرع نموا حاليا في جميع القطاعات.

وقال إن استقطاب السياحة مرتبط بتطوير القطاعات ومنها الرياضة والترفيه والثقافة، مضيفا “لا نمانع تطوير قطاع الرياضة كما أنه أصبح فاعلا في العوائد الاقتصادية”.

ومضى يقول “نعمل كي تسهم الرياضة بنسبة 1.5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي قريبا”.

 

 

وعن الازمة  في اليمن اليمني قال ولي العهد السعودي “حان الوقت للسعي لإنهاء الصراع في اليمن”.

ورد على سؤال بشأن مقتل الصحفي خاشقجي عام 2018 بالقول إنه يعمل على إصلاح النظام الأمني للتأكد من عدم تكرار هذا النوع من “الأخطاء” مرة أخرى.

في شأن آخر، قال ولي العهد السعودي إن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن كان عدوا للسعودية كما كان عدوا لأميركا.

 

ورد ولي العهد السعودي على سؤال بشأن حكم الإعدام الصادر بحق رجل انتقد المملكة على وسائل التواصل الاجتماعي بالقول إنه يأمل أن يرى القاضي القادم الذي ينظر القضية الأمور بشكل مختلف.

وأجاب على سؤال آخر عن مزاعم “الغسيل الرياضي” قائلا: “إذا كان ذلك سيضيف 1% للناتج المحلي، فسوف نستمر فيه”.

ويُقصد بـ”الغسيل الرياضي” ضخ استثمارات في قطاع الرياضة العالمية لتحسين صورة دولة ما، وهو ما نفت السعودية مرارا القيام به، مشددة على أن استثماراتها جزء من رؤية 2030 التنموية.

وتضخ السعودية استثمارات ضخمة في قطاعات متنوعة، منها الرياضة والطاقة المتجددة والتكنولوجيا والزراعة والسياحة والفنون، بهدف تنويع وتوسيع اقتصاد المملكة بعيدا عن الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات في ظل تقلبات أسعاره واتجاه العالم نحو الطاقة النظيفة غير الملوثة للبيئة.

وتكتسب المُقابلة أهمية بالغة لكونها تأتي في سياق تحولات ومُستجدات إقليمية وعالمية.

يذكر أن قناة “فوكس نيوز” الأميركية بثت مُقابلة مع ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، وأجراها معه كبير المُذيعين السياسيين في القناة بريت باير من مدينة نيوم.

وكانت القناة قد أصدرت بياناً إعلامياً، نوهت فيه إلى أن هذه المُقابلة ستُغطي مجموعة من المواضيع حول مستقبل المملكة والعلاقات مع الولايات المتحدة وستُذاع في برنامج Special Report وهي الأولى لولي العهد مع شبكة إخبارية أميركية كبرى منذ عام 2019.

وبثت قنا”فوكس نيوز” الأميركية مُقابلة مع ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، أجراها معه كبير المُذيعين السياسيين في القناة بريت باير من مدينة نيوم.

وتأتي مقابلة المحطة المحافظة مع ولي العهد السعودي في وقت تسعى فيه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن جاهدة للدفع للتوسط من أجل إقامة علاقات بين إسرائيل والسعودية، أبرز حليفتين لواشنطن في الشرق الأوسط.

وبثت المقابلة بعد اجتماع بايدن برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اللذين تعهدا فيه بالعمل معا من أجل تطبيع العلاقات الإسرائيلية السعودية بما قد يعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط. كما قالا إن إيران لا يمكن السماح لها بالحصول على سلاح نووي.

وبينما يصر مسؤولون أمريكيون على أن أي انفراجة بشأن العلاقات لا تزال بعيدة المنال، فإنهم يروجون في الدوائر الخاصة للمنافع المحتملة بما يشمل إنهاء نقطة أساسية في الصراع العربي الإسرائيلي وتقوية التكتل الإقليمي المناهض لإيران والتصدي لصولات وجولات الصين في منطقة الخليج إضافة إلى تحقيق بايدن لنصر في السياسة الخارجية في وقت يسعى فيه للفوز بفترة جديدة في انتخابات نوفمبر تشرين الثاني 2024.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.