المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي ال48 ما بين محاولات الاسرلة والاحتفاظ بالهوية الوطنية الفلسطينية / سهاد كبها
سهاد كبها – الأحد 24/9/2023 م …
يواجه الفلسطينيون في أراضي ال48 تحديات كبيره ويبذلون جهودًا استثنائية لمواجهة ضغوط الأسرلة ونشر الوعي بالقضايا الفلسطينية على مستويات متعددة ، هذه الجهود تأتي استجابة للتحديات المتزايدة في ظل تصاعد سياسة الفصل العنصري(الابرتهايد) والتي بدأت تتكشف اكثر بوجود الحكومة الاسرائيلية المتطرفة , ,ومع التطورات السياسية في المنطقة تتطلّب جهودًا مستمرة للمحافظة على الهوية الثقافية الوطنية الفلسطينية وتعزيزها في وجه التحديات المناهضة لها, والصراعات السياسية في المنطقة .
الوضع الثقافي التاريخي:
يرتبط الوضع الثقافي في اراضي 48 بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقد تطورت مع مرور الوقت الهوية الثقافية لهذه الاراضي بسبب التأثيرات المختلفة من الاستيطان تنعكس في اللغة والعادات والتقاليد والطعام والعمارة والفنون.
فهذه الأراضي من الناحية الثقافية والتاريخية غنيه بالتنوع الثقافي والتاريخي بسبب التأثيرات المتعددة عبر العصور، وقد شهدت هذه المناطق تاريخيا تواجدًا للعديد من الشعوب والثقافات المختلفة.
تتميز هذه المناطق بتراث ثقافي غني ومتنوع من المعالم المهمة مثل القدس والتقاليد الفلكلورية والمأكولات التقليدية على مر العقود، ومن المعروف ان هذه الأراضي شهدت تبادلًا ثقافيًا بين مختلف الجماعات السكانية، المرتبطة بأحداث تاريخية هامة مثل الصراعات والاندماج الثقافي.
المثقف الفلسطيني وتحديات الواقع
يشعر الفلسطينيون في اراضي 48 بعد تجاهلهم في إطار المشروع الوطني الفلسطيني الرسمي، الذي تم التوصل إليه في اتفاقيات أوسلو، يشعرون بشدة بالرغبة الجامحة والحاجة القصوى في إحياء روابطهم مع التجمعات الفلسطينية في الشتات وأيضًا مع العالم العربي، وذلك من خلال التفاعلات الثقافية، وتنظيم فعاليات ثقافية متنوعة.
منذ عام النكبة 1948 والفلسطينيون الذين ظلوا ماكثين في بلادهم يناضلون من اجل الحصول على حقوقهم المدنية وحقوقهم السياسية.
يجد فلسطينيو 48 أنفسهم في مكانة حساسة بين الحفاظ على هويتهم الفلسطينية وبين التعامل مع الضغوط الثقافية والسياسية التي تفرضها السلطات الإسرائيلية والبيئة المحيطة، فهم يتعرضون لضغوط متعددة للرضوخ للواقع السياسي والاجتماعي في حين يسعون للمحافظة على هويتهم الثقافية والوطنية.
تجتمع هذه التحديات مع جهود النخب الثقافية الفلسطينية في البلاد للمحافظة على الهوية الفلسطينية وتعزيزها من خلال الفن والادب والموسيقى وغيرها من وسائل التعبير الثقافي.
وتشمل هذه التحديات توفير الحرية الثقافية والتعبير والتعامل مع التدخلات الإسرائيلية، بالإضافة الى المواجهة مع تحديات داخلية تتعلّق بتعزيز الهوية الوطنية والتنوع الثقافي.
تعد الاعمال الفنية والأدبية ووسائل الاعلام البديلة، وسائل اعلام هامة جدا لنقل القضايا الفلسطينية والتعبير عنها. ان إيجاد توازن بين هذه التحديات يستلزم استمرار التفاعل الثقافي والابداعي وتعزيز الروح الوطنية من خلال المشاريع والفعاليات الثقافية المحلية والعربية والدولية التي تساهم في تعزيز الهوية الفلسطينية والتواصل مع المجتمع المحلي العربي والعالمي. كما تتطلّب هذه الحالة استراتيجيات تكاملية وتستدعي جهودًا خاصة لتعزيز الهوية الوطنية والثقافية والتواصل الثقافي رغم التحديات.
في هذا السياق، قادت التغييرات في وسائل الاتصال المحلية المنتجين الثقافيين إلى التركيز على هويتهم الوطنية وإبداعاتهم في الساحات الثقافية العربية والغربية.
جدير بالذكر أن التغييرات في وسائل الاتصال وسائل الإنتاج الثقافي، حدت بالمبدعين المحليين للتشديد على هويتهم الوطنية والمساهمة في الساحة الثقافية العربية والعالمية، وقد لعبت شبكة الإنترنت العنكبوتية دورًا مهمًا في تعزيز الاستقلالية الفنية والإبداعية للشبان، مما سمح لهم بالمشاركة في مبادرات ثقافية فلسطينية وعالمية، وقد حمل هذا التطور معنى سياسيًا أيضًا، حيث ساهم في تشكيل أذواق ثقافية جديدة تجاوزت الحدود التقليدية والمؤسساتية.
الحراك الثقافي الفلسطيني في أراضي 48 -حيفا نموذجًا:
يلعب المكان الجغرافي دورًا حيويًا في تطور المشهد الثقافي في المدينة، ويعتبر، في صميمه، الدافع المناسب لظهور نشاطات ثقافية فلسطينية نابضة بالحيوية في محيط تميز بتاريخه وموقعه الاستراتيجي. ان اعتبار حيفا مؤخرا عاصمة للثقافة الفلسطينية لا يعتبر جزءا من ثقافة الشعب الفلسطيني فقط، وانما يضعها في موقع طليعة ثقافية.
لقد واصل الفلسطينيون داخل اراضي 48 المطالبة بحقوقه الوطنية والسياسية بهدف تحقيق حقوق ثنائيه وجماعية من خلال استقلال ذاتي. وفي هذا السياق، تم انشاء المسرح الوطني العربي “الميدان” في مدينة حيفا عام 1994 بتمويل حكومي، لكن مبدأ الاستقلال الثقافي، الذاتي واجه رفضًا رسميًا من الكنيست الإسرائيلي، وانتهت المسرحية بإغلاق المسرح في عام 2015 بسبب مضايقات سياسية.
مع ذلك، تحققت محاولات لإنجاز الاستقلالية الذاتية من خلال انشاء مؤسسات مستقلة تمامًا خارج إشراف الدولة المباشر، وكان لحيفا مكانة خاصة لتأسيس العديد من المؤسسات الفلسطينية غير الحكومية، وبعضها تخصص في المجال الثقافي. على سبيل المثال، تأسست جمعية الثقافة العربية عام 1998 في الناصرة وانتقلت إلى حيفا عام 2013، وبالتوازي تم افتتاح العديد من المقاهي الثقافية الفلسطينية بإدارة شبان فلسطينيين، مما فتح المجال للقاءات ثقافية ولعروض فنية ومعارض للفنانين الفلسطينيين. هذه المبادرات بدأت تظهر في حي الألمانية في حيفا في أواخر التسعينيات وامتدت إلى احياء أخرى مثل حي الهدار ومنطقة الميناء وسط المدينة، وقد اثرت الأوضاع السياسية بشكل عام على تطور حيفا، حيث بلغ التوتر والتصادم ذروته بين الدولة والمواطنين الفلسطينيين، بعد أحداث أكتوبر / تشرين الأول 2000، وهو بداية عام الانتفاضة الثانية.
هذه الأحداث شكلت منعطفًا حاسمًا في العلاقة بين المواطنين الفلسطينيين والدولة داخل حدود عام 1967.
بين محاولات الاسرلة والحفاظ على الهوية
يواجه المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي 48، العديد من التحديات والصعوبات. واحدة من أبرز هذه التحديات هي التحديات بين محاولات الأسرلة والحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية..
تعد المؤسسات الثقافية الفلسطينية في اراضي48 أدوات هامة جدا للحفاظ على الهوية الفلسطينية وتعزيز الثقافة الفلسطينية..
وتشمل هذه التحديات القيود القانونية والسياسية، وتحديات التمويل، والتهميش الثقافي، والتعايش مع المجتمع المحلي، والتحكم في الإعلام ووسائل الاتصال.
التحديات السياسية والقانونية الاسرائيلية
التعليقات مغلقة.