الفعل ورد الفعل المدروس وارد في السياسة الا مع واشنطن التي لاتفهم الا لغة واحدة ” القوة” ؟؟ / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الأحد 24/9/2023 م …
مصطلح علاقات متوازنة ليس موجودا في قواميس الاشرار والتمنيات وجبر الخواطر لن تجدى نفعا مع المستعمرين والتصريحات الصحافية والمؤتمرات الاعلامية من اي مسؤول كان اذا لم تقترن بعمل جاد تقف وراءه قوة فهواشبه بمن ينفخ بقربة مخرومة خاصة عندما تتعامل مع ” دولة ” هي اشبه ب المافيا ” الدولية وتبقى التجربة الافغانية هي الاقرب للتخلص من عتاة السياسة اصحاب الرؤوس الساخنة وسبقتها تجارب في فيتنام وشبه الجزيرة الكورية.
التعامل مع المستعمر اي مستعمر كان عندما يتعمد اهانة الاخر او محاولة الاستخفاف به او اذلاله لاسيما وقد خبرنا ممارسات سادة البيت الابيض منذ غزو واحتلال العراق كيف كانوا ولازالوا يتعاملون مع الحكام يالعراق منذ عام 2003 وحتى الان وهذا يتطلب موقفا دبلوماسيا ووطنيا شجاعا يستند الى قوة .
خلاف ذلك كما يبدوا يصبح مجرد تمنيات لن تكترث بها ” ماما امريكا” لانها في طبيعة ” جينات حكامها وهذا ما عرف عنهم انها دولة مستهترة لاتقيم وزنا للدبلوماسية الحصيفة ولا تحترم الاخر مهما كان وزنه وتتعامل باستعلاء وغطرسة ليس مع الدول التي تحتل اراضيها فقط ” العراق ” مثالا بل وحتى مع الدول الاخرى مهما كان حجمها ووزنها الدولي.
تتعامل حتى في حواراتها من منطلق ” اتريد ارنب اخذ ارنب اتريد غزال اخذ ارنب.؟؟.
انظروا كيف تتعامل واشنطن مع روسيا منذ ازمة اوكرانيا التي افضت الى الحرب الدائرة حاليا وعندما نبحث عن اسباب اندلاع هذه الحرب فان الغرب يقف وراءها منذ تنصله وعدم التزامه بمقررات مينسك عام 2014 اتي شاركت فيها فرنسا والمانيا الى جانب روسيا واوكرانيا المتعلقة بمصير الشعب الروسي في دونباس .
وانتظرت موسكو ثماني سنوات لكن الغرب والولايات المتحدة خدعوا روسيا وكذبوا عليها مما اضطر موسكو الى عملياتها العسكرية الحالية والتي بداتها عام 1922 وتتواصل حتى الان جراء الدعم الامريكي والناتوي العسكري والمادي .
لقد انكشف ان اكثر ما يزعج الولايات المتحدة الحديث عن سحب قواتها من العراق ان ذلك خطا احمر بالنسبة لها وان من يتفوه بذلك عليه ان يدفع ثمن ما ينطلق عن لسانه اما تعامل واشنطن مع العراق منذ غزوه واحتلاله فهو تعامل فوقي يرقى الى مستوى استعباد الحاكم لان العراق اصبح من وجهة نظر سادة البيت الابيض ” ولاية امريكية” عندما ياتون له عبر قواعدهم العسكرية التي لايعرف احد ما يدور بدخلها ولن يستاذنوا احدا ولن يتصلوا باخد فعلها الرئيس ترامب وغيره من كبار المسؤولين الامريكيين .
اما التدخل في الشان العراقي الداخلي فتتكفل به السيدة السفيرة الامريكية المتصهينة رومانسكي التي تتجول في مكاتب المسؤولين العراقيين تملي توجيهات ماما امريكا عليهم .
انسوا الديمقراطية والحرية الامريكية الكاذبة التي تسوقها الولايات المتحدة في العالم.
اين هو قرار مجلس النواب العراقي بمطالبة واشنطن سحب قواتها انه في سلة المهملات وان ” القوات الامريكية والاجنبية” وبالالاف موجودة في العراق تحت ” لافتة ” واكذوبة ” الحرب ضد الارهاب” او الاستشارات او التدريب لعقدين من السنين .
السوداني سبق وكرر من ان العراق والقوات الامنية ليست بحاجة الى قوات اجنبية للتدريب وهذا ما لايعجب الولايات المتحدة حتى ان تسمعه لان عليه ان يقول ابقوا الى يوم يبعثون لانكم رسل سلام ومحبة ووجود قواتكم وبالالاف على ارض العراق فيه ” بركة” من رب العالمين.
وان على العراق ان يرفع راسه وفق واشنطن بان ” السفارة الامريكية وسط بغداد ” هي قاعدة عسكرية تضم الاف الجواسيس يجب ان يتفاخر بها العراقيون والا فخلاف ذلك سوف لن يروا الكهرباء في حياتهم ولا ابسط مستلزمات العيش الكريم وسوف تبقى قيمة الدينار العراقي في الحضيض بصرف النظر عن السرقات والنهب التي تعلم بها واشنطن ولن يستيقظ الدينار من كبوته حتى لو امتلك العراق كل ثروات الدنيا الطبيعية ويبقى الدولار هو الحاكم” دوما والسيف الذي يحز الرقاب ما ان تشعر ماما امريكا بحركة لاتعجبها .
الحديث يدور عن موقف السوداني وردة الفعل الطبيعية على الاستخفاف الامريكي خلال وجوده في نيويورك مؤخرا وعليه ان يقوي موقعه بين اهله من خلال حملات جادة ضد الفساد والتخلص من الحيتان المتاجرين بالوطنية بشعاراتهم البالية التي لاتطعم جائعا ولا توفر عملا شريفا لانهم اشبه بالكارثة اتي حلت بالبلاد .
قوة السوداني تكمن في التعامل الصادق والجاد بقوة مع كبار الحيتان وعدم مجاملتهم وتجسيد ما يتحدث به على الواقع وليس على الورق لوضع حد لماساة عقدين من الدمار والنهب .
هذه ليست المرة الاولى التي تتعامل بها واشنطن باستخفاف مع المسؤولين العراقيين فحيدر العبادي تعرض للاهمال في فينا بالنمسا من قبل الرئيس الامريكي الاسبق اوباما عندما كان رئيسا للحكومة العراقية ويتحمل ذلك العبادي نفسه لانه والمحيطين به جهلة لايفقهون بالبرتكولات الدولية لكنه بلع الاهانة جراء جهله.
ثم عادل عبدالمهدي اهمل ايصا وجاء الدور للسوداني وزيارة موسكو ليست جريمة هاهي السعودية اقامت علاقات مع موسكو وتنسق في مجال الطاقة لاضير في ذلك علما ان السعودية ترتبط بعلاقات تاريخية مع الولايات المتحدة لكنها باتت تشعر ان العالم بدا يتغير وعليها ان تسير في هذا الطريق .
الرئيس الروسي بوتين فعلها مع الرئيس الفرنسي الماكر ماكيرون في احدى زياراته ال موسكوعندما حاول الخروج على البرتكول فرد عليه بوتين بتصرف كان بمثابة اهانه لماكيرون الذي قدم نفسه زورا ” كحمامة سلام” في الحرب ضد اوكرانيا.
وكم من المرات فعلها الرئيس بوتين مع الرئيس التركي اردوغان عندما الح على قدوم بوتين الى اسطنبول للقائه لكن الكرملين كسر البرتكول جراء تصرفات انقرة وعدم الاتزام ببعض الاتفاقات مع موسكو واضطر اردوغان بالتوجه الى سوجي الروسية للقاء بوتين.
لاباس ان يتصرف السوداني من منطلق الرد على شعوره بالاهانة لكن الرد يجب ان يكون مدروسا و محسوبا ومدعوما بقوة لمواصلة المشوار لا ان يتحول الى مجرد ” نقطة ” رد فعل تتبخر لاحقا بل عليه ان يبني موقفا مدعوما شعبيا في التصدي للاستخاف لامريكي اذا كان جادا وصادقا لان مسامعنا اصابها التشويش ولم نعد نصدق احدا من الموجودن في سلطة ما بعد 2003 رغم التصريحات والتهديد والوعيد الذي تغرق به شاشات الفضائيات ووسائل الاعلام لكن ” بالمشمش ” ؟؟؟.
التعليقات مغلقة.