الحياة مقاومة.. خيار حياة وليس ردّاً على مساومين / رشاد أبو شاور

رشاد أبو شاور – الثلاثاء 26/9/2023 م …




الحياة مقاومة لكل أسباب الفُرقة، والتلّف، والطائفية، والإقليمية، والتبعية. ولكّل ما يدفع المواطنين العرب للهرب والموت في البحار سعياً للخبز والعمل والاستقرار وتأمين حياة أطفالهم.

أمّا وأن فلسطيننا محتلة بقوة السلاح، وبعدوانية إجراميّة تبيح لنفسها كل أنواع البطش، بل والإبادة لعرب فلسطين، مدعومةً ومؤيدة بغرب استعماري عنصري تاريخه ملطخ بإبادات، واحتلالات نهّابة تتغطّى بشعارات مزوّرة وقحة تدّعي المدنية ونشر التحضّر، كما فعلت بريطانيا عندما انتدبت نفسها على فلسطين الوطن والشعب، وعندما سمحت لنفسها مع شريكتها فرنسا باقتسام المشرق العربي – بلاد الشام- وكان الهدف سرقة ثروات الأرض، وتجهيل الشعب صاحبها، بما تضمره من إجرام تجلّى بدعم وتثبيت المشروع الصهيوني في احتلال فلسطين، والتخلّص من شعبها، وزرع خنجر في القلب بين المشرق والمغرب العربي، والهدف تكريس الهيمنة على بلاد العرب بتجزئتها، وتمزيقها، ونشر التخلّف في ربوعها.. فلا بُدّ أن يكون الخيار فردياً وجماعيّاً لكلّ نساء ورجال الأمة العربيّة: الحياة مقاومة.

الحياة مقاومة ليس في مواجهة الشعار التضليلي “الحياة مفاوضات”، ذلك الشعار المزوّر للوعي، الذي قاد الشعب والقضيّة الفلسطينية إلى المأزق الراهن المُكلف دماً وخسارة أرض، وبدّد عدّة عقود ثمينة في السير وراء سراب (سلام الشجعان)، والدخول في العزلة، وتمكين كل المتآمرين التابعين لأقلمة القضية الفلسطينية وتحميل أصحابها المسؤولية..حتى بلوغ حقبة التطبيع من أنظمة إقليمية تابعة ضيقة الأفق، المحتلة بقواعد أجنبية، التي تضيّع ثروات هي من حق ملايين العرب، وتستخدمها في مؤامرات ومكائد تدمّر نسيج الأمة. أليس هذا ما فعلته بتآمرها على سوريا، وحربها على اليمن، ناهيك بعدائها للمقاومة العربية كُلّها، وتحديداً في لبنان وفلسطين؟

الحياة مقاومة لكل أسباب الفُرقة، والتلّف، والطائفية، والإقليمية، والتبعية. ولكلّ ما يدفع المواطنين العرب للهرب والموت في البحار سعياً للخبز والعمل والاستقرار وتأمين حياة أطفالهم، رغم كل ما يملكه الوطن العربي من ثروات يبدّدها من يتحكّمون بها، ويحرمون الأمة من توظيفها في نهوض الأمة، وانتشار العلم والمعرفة وتحقيق التقدّم والتطوّر، ولا يتعلمون من تجربة نهوض الصين من التشرذم والتخلّف إلى امتلاك ناصية العلم والمعرفة، وتوحيد أشلاء الصين، بحيث لم يبق سوى بعض الأجزاء لتكتمل وحدة الأمة العظيمة!

ومع ذلك لا نيأس، وفلسطين تقاوم، ولبنان يقاوم، واليمن يقاوم، وفي شعوب أمتنا تنتشر رياح المقاومة، ويترسّخ الوعي والانتماء رغم تكلفة المقاومة ومشقة السفر إلى التحرير والوحدة والنهوض.

الحياة مقاومة، خيار ثقافي للأفراد المتميزين بالوعي، وللشعوب التي تتلهف لتحقّق حريتها، وللأمم الحيّة، وشعب فلسطين العربي يُلهم عالمياً كل الشعوب المغلوبة، ويستنهض قدرات أمتنا رغم ثقل الأعباء على كاهله، وهو لن يبقى وحده في الميدان إن شاء الله.

الحياة مقاومة، والكتابة مقاومة، وهذا ما أردته في كل ما كتبته من رواية، وقصص قصيرة، ومقالات، وعمل صحافي وإعلامي، وسأبقى حتى الرمق الأخير من العمر. 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.