سورية ترسم ملامح العالم الجديد بعيداً عن الاستعراضات / مي حميدوش

 

ميّ حميدوش ( سورية ) الخميس 12/2/2015 م …

 

قد يستغرب البعض ما نتحدث عنه لكن الواقع اليوم يفرض معادلات جديدة وعمليات الفرز بدأت منذ أن تم الترويج لخديعة الربيع العربية وتحت مسمى الثورات الشعبية كان الهدف الحقيقي هو إعادة تيار الإخوان المسلمين إلى الواجهة السياسية عبر سيطرته على الحكومات العربية وبالتالي يتم الالتحاق بالركب الصهيوني لكن عبر بوابة تركيا الاردوغانية.

ما يجري اليوم على الساحة الدولية والإقليمية يشكل مشهداً مختلفاً عن ما كان عليه قبيل إطلاق خديعة الربيع العربي والعدوان على سورية والذي تحول إلى نصر جديد شكل حالة من الانقسام الدولي وبدأت عملية إعادة التموضع بالنسبة إلى كافة اللاعبين السياسيين.

وإذا قرأنا الخارطة السياسية قبل بدء الحرب على سورية نجد بأن حركة الإخوان المسلمين العميلة وتحت مسميات مختلفة قد سيطرت على مقاليد الحكم في كل من تونس وليبيا ومصر وهي موجودة أصلا في أنقرة ولم يتبقى لاستكمال الطوق إلا سورية أما بالنسبة لفلسطين فهي تحت سيطرة الاحتلال الصهيوني من جهة وتحت سيطرة التيار الإخواني متمثلاً بحركة حماس من جهة أخرى أما في لبنان فصورة الحرب الأهلية ما تزال ماثلة في الأذهان والتيار المتآمر على المقاومة ما يزال يمتلك المبادرة على الأرض بشكل أو بآخر وفي باقي بلدان المغرب العربي تخضع إلى التيارات السلفية الناشئة تحت ظل الإخوان المسلمون أما دويلات الخليج والأردن فقد تحولت إلى ناديا للملوك والأمراء انتقالا إلى السودان واليمن فقد تمت التجزئة وأيضا تحت راية الإخوان المسلمون وهنا نجد بأنه لم يتبق سوى العراق وسورية.

اليوم وبعد الصمود السوري والحكمة السياسية للقيادة السورية والانجازات الميدانية للجيش العربي السوري بدأت الأمور بالتغير وبدء سقوط التيار الإخواني في مختلف الدول وأثبت السوريون أنهم يمتلكون مفاتيح القرار في المنطقة.

ما يجري اليوم على الساحة الإقليمية والدولية يتبين لنا بأن معادلة ما سمي بالربيع العربي قد سقطت وباتت من الماضي الأليم والعالم اليوم يمضي نحو إعادة رسم للخارطة السياسية وروسيا باتت هي وكل الحلفاء اللاعب الرئيسي وزيارة الرئيس بوتين إلى مصر هي رسالة إلى من تبقى من تحالفات منهارة بأن معادلة جديدة قد فرضت وعلى الجميع الالتزام بها.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.