مقتل “بلوغر عراقي” اشتُهِرَ بتشبّهه بالنساء وارتداء ملابسهن
الأردن العربي – الجمعة 29/9/2023 م …
رُغم أن العراق لا يزال ينظر في تطبيق قوانين رادعة لمُرتكبي الشذوذ الجنسي “المثليّة” تصل للإعدام، يبدو أن جهات تابعة لجهةٍ ما، لن تترك للقانون أن يأخذ مجراه في تطبيق العدالة بحق “المثليين” شكلاً، أو مضموناً، وتُريد قطع دابر الشواذ من العراق تماماً، وبالقتل المُباشر، في أقوى رسالة مُخيفة للشواذ، أو مُروّجي الشذوذ.
وناقش البرلمان العراقي بالفعل مُقترحات ومشاريع لقوانين منع وجود الأقليّات الجنسيّة والمُعاقبة بالسجن المؤبّد والإعدام لأفراد ما يُسمّى بمجتمع الميم الشهر الماضي.
“البلوغر” العراقي، وصانع المحتوى، نور محمد، المُشتبه بمثليّته، وارتدائه ملابس نسائيّة، يبدو أنه كان مضمون تلك الرسالة الصّارمة، حيث جرى قتله بعمليّة ليست عفويّة، وجرى ترتيبها تماماً، واشترك فيها اثنين على الأقل، وتنكّر أحدهم بلباس سائق توصيل مطعم.
وتمكّن المُنفّذ من قتل نور، ووفقاً للسومريّة نيوز، فإن الأخير قُتل بثلاث رصاصات اخترقت جسده، وهي حادثة تُثير الجدل في العراق، مع تفلّت السلاح، وحكم المليشيات على أرض العراق.
لا أحد يستطيع الجزم باسم جهة التي وقفت خلف اغتيال المؤثر المذكور، لكنها واحدة من الجهات التي ترفض انتشار المثليّة في العراق، فالمُؤثّر الجدلي قال مثلاً على العلن عبر لقاء في مواقع التواصل الاجتماعي بأنه “أفضل من ألف إمرأة”، ولكنّه أكّد في لقاء آخر بأن جنسه ذكر، وهو أحد الأسباب التي وضعته في خانة الشذوذ الجنسي، أو المُجاهرين فيه، ما أغضب الأحزاب والمليشيات في بلده.
ويرى نشطاء يرفضون طريقة حياة البلوغر المقتول، بأنه لا يحق لأحد إنهاء حياته بهذه الطريقة الدمويّة، ولعلّ هذه الحادثة بغض النظر عن خلفياتها، امتداد لحوادث اغتيالات لشخصيات إعلاميّة ونشطاء عراقيّة، وغيرهم، لأسبابٍ سياسيّة لإسكاتهم، ما يُصدّر عناوين “الفوضى الأمنيّة” في البلد المُمزّق طائفيّاً، وسياسيّاً.
وتزامن مقتل نور، قبل أيّام من الذّكرى السنويّة الخامسة لمقتل الناشطة تارة فارس، والتي قُتلت هي الأخرى على يد سائق دراجة ناريّة، ولأسباب تتعلّق بطريقة حياتها، ولباسها الخارجي.
وتحاول نشطاء مقطع فيديو لوالدة البلوغر المقتول، وهي تصرخ فوق جثّته “يما يا وليدي”، فيما أكّدت تقارير محليّة إصابة البلوجر بـ3 طلقاتٍ ناريّة في منطقة الرقبة والبطن، ممّا أسفر عن وفاته فورًا.
وتُكثّف القوّات الأمنيّة العراقيّة جُهودها للقبض على الجاني، الذي هرب فور إتمام جريمته، وسط تساؤلات حول نيّة الوصول للجاني الحقيقي، والجهة التي تقف خلفه.
ويُدافع بعض العراقيين عن دوافع الجريمة، بأنه يجب قتل الشاذ في الشريعة الإسلاميّة، فيما يعتبر ناشطون في ما يُوصف بمجتمع الميم بأن الجريمة تندرج تحت خطاب تزايد العنف، وخطاب الكراهية ضد المثليين في العراق.
ويبدو أن البلوغر المقتول، لم يتّعظ من التحذير الأوّل الذي وصله سابقاً، حيث تم خطفه من جهة مجهولة من قبل وتم تعذيبه وحلق شعره، ولم يرتدع، واستمر بالتردّد على النوادي الليليّة بصفته الشاذّة.
ويبلغ نور من العمر نحو 23 عامًا، ويُثير الجدل مُنذ أعوام عدة بتصويره مقاطع فيديو يضع فيها المكياج والشعر المستعار، ويرتدي الملابس النسائيّة، الأمر الذي عرّضه لانتقادات واسعة، ولكن اللّافت أنه يُتابعه نحو 100 ألف شخص على حسابه في “إنستغرام”.
وفيما الجدل لا يزال مُستَمرًّا حول القبض على الجاني في جريمة البلوغر المقتول، أثار رسم أظهر ألوان علم المثليّة “قوس قزح” في كتاب مدرسي للغة الإنجليزيّة، الصف الخامس العلمي، ما اعتبره البعض ترويجاً للمثليين في كتب مدرسيّة.
التعليقات مغلقة.