ندفع رواتبكم.. لماذا لم تُقاتلوا؟ “خفايا صيدا” لماذا تحدّث الرئيس الفلسطيني “بانفعالٍ” مع أركان أمن السلطة؟ وخسائر فادحة لمُقاتلي “فتح” في مُواجهةٍ مع تنظيمٍ جديد وشاب والجواب الأكثر إثارة: لا تنسيق.. وهؤلاء أولادنا أقاربنا

الأردن العربي – الإثنين 2/10/2023 م …




أخفق تقرير أمني عُرض على طاولة الرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤخرا بالإجابة على تساؤلات الرئيس والتي طرحها بصورة انفعالية في الاجتماعات الأمنية عن طبيعة ما حصل من صدام في مخيم صيدا للاجئين الفلسطينيين في لبنان بين مقاتلين يتبعون أحد التنظيمات الاسلامية الجديدة في المخيم  ومقاتلين محسوبين على أمن السلطة الفلسطينية وقواتها والتي تحظى بمعدل كبير من الرواتب والنفقات المالية.

وكانت مصادر فلسطينية في لبنان قد تحدّثت عن استغراب الرئيس الفلسطيني في اجتماعات أمنية حضرها مدير المخابرات العامة الفلسطينية اللواء  ماجد فرج من سقوط ضحايا وقتلى وعدد كبير من المقاتلين التابعين له في مواجهات مسلحة استمرت لثلاثة ايام فقط من جانب القوات المحسوبة على السفارة الفلسطينية في لبنان مقابل عدم سقوط لا جريح ولا قتيل واحد حتى من التنظيم الذي يحمل اسم الشباب الإسلامي وعدد مسلّحيه وفقا لتقارير السلطة الأمنية لا يزيد عن ألف مسلح.

وأبلغ الرئيس الفلسطيني مسؤولين أمنيين كبيرين في السلطة بانه ينتظر منهما تقريرا مفصلا عن ما حصل وأسباب الخسائر الفادحة بالقوات الفلسطينية المحسوبة على سُلطته حيث قُتل العديد من المقاتلين الفلسطينيين التابعين للسلطة وحركة فتح مقابل أكثر من 57 جريحا من بين تلك القوات فيما لم تسجل لا إصابة ولا حالة قتل واحدة في الطرف الآخر بعد الصدام العسكري.

 وهنا طُرح الرئيس عباس أسئلة محددة لماذا حصل الصدام أصلا و كيف تمكن هذا التنظيم المسلح من الاستحكام في المخيم بهذه الطريقة ؟ولماذا بعد المواجهات القتالية المباشرة خسرت القوات الفلسطينية النظامية عددا كبيرا من الكادر المسلح فيما لم يخسر التنظيم الآخر ولا يزال قويا وتمكّن من الاحتماء في بعض المقرّات والمدارس؟

واضح أن الإجابات التي تلقّاها رئيس السلطة الفلسطينية في مسألة صيدا لا تبدو مقنعة له لكن التقديرات الأولى تشير إلى خلافات بين قادة الأجهزة التي يُديرون الوجود العسكري الفلسطيني في مخيم صيدا قد تكون وراء خسارة المواجهة.

خلافا لذلك عباس أشار إلى أن سلطته والخزينة الفلسطينية تدفعان رواتب ومخصصات مالية لأكثر من 6000 مقاتل مسلح في لبنان، ثم تساءل الرئيس عن هذه الأموال أين تذهب وأين تُنفق؟

وتبيّن بعد التدقيق الامني بأن مجموعة واحدة فقط من القوات المسلحة والمجاميع المسلحة في مخيم صيدا  التابعة للسلطة والتي تأتمر بأمرها هي التي تصدت في الاشتباكات العسكرية على غفلة وان بقية المجموعات بما فيها المجموعات المسلحة الني تحظى برواتب ومخصصات شهرية  لم  تشارك في هذه الوجبة القتالية، الأمر الذي اثار تساؤلات متعددة في هذا السياق ودفع باتجاه تشكيل لجنة امنية للتحقيق بما حصل وتوجيه اسئلة لقادة المجموعات المسلحة في مخيمات الفلسطينيين في لبنان.

وبعض هؤلاء القادة أشاروا إلى أن الصدامات حصلت بدون غرفة تنسيق عمليات وبدون توجيه أوامر وتعليمات محددة وعلى نحوٍ مُباشر ومُفاجئ وبموجب قرارات ميدانية اتخذها أحد القادة فقط وبدون التنسيق مع بقيّة القادة لا داخل مخيم صيدا ولا في محيط المخيمات الأخرى.

وتمّت الإشارة في سياق هذه السّجالات التي فجّرتها داخل أركان السلطة ومطابخها وأجهزتها تساؤلات المشهد الفلسطيني في مخيم صيدا مؤخرا بعنوان  ليس فقط ما حصل.

ولكن سبب عدم مُشاركة من يحصلون على أسلحة وذخائر  ورواتب شهرية في القتال.

 وتبيّن حسب بعض الإفادات هُنا بأن بعض هؤلاء امتنعوا عن المشاركة في القتال ليس فقط بسبب عدم وجود أوامر أو تنسيق أو توجيهات.

ولكن أيضًا بسبب وجود أقارب لهم وشباب من نفس العائلة احيانا في تلك  التنظيمات التي تصل أوامر من رام الله بالتصدّي العسكري لها وهو أمر اعتبر من الإعاقات وعبّر بعض القادة في إفاداتهم عن عدم  استعدادهم للتورط بصراعات دم لها علاقة بالبنية  الاجتماعية أو العائلية أو العشائرية في المُكوّن الفلسطيني في لبنان.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.