أريد أن أمشي حافياً / د.محمود ذويب

 

د.محمود ذويب ( الأردن ) الخميس 12/2/2015 م …  

 

عندما كنت تلميذاً في المرحله الابتدائيه ، كنت فخوراً بأني أعرف أن كوالالمبور هي عاصمة ماليزيا ، وأن كوبنهاجن هي عاصمة الدنمارك ، ولا أدري لماذا هاتين العاصمتين على وجه التحديد .

لم أكن قد كبرت بعد ، عندما إحتلت إسرائيل قلب فلسطين سنه 1967م، ولا أدري لماذا سميت أنذاك بالضفه الغربيه ، مع أن مدينه قلقيليه لم تكن تبعد عن المتوسط أكثر من 13كم .

في أيلول الذي تبع حزيران عام 1967 م كنت سأترفع للصف الرابع الابتدائي ، ولم أكن أحب المدرسه ، رغم أني كنت دائماً أحصل على المرتبه الاولى ، ولذلك كنت و بعض مشاطري كُرهنا للمدرسه ، نتمنى أن قوات الاحتلال تقوم بهدم المدرسه و لحسن الحظ لم يحدث هذا.

عندما ذهبت الى جامعة دمشق سنة 1976م ، كانت ثروتي القوميه التي في جيبي هي 40دينار ، ثم أصبحت هذه الثروه القوميه 240 ليره سوريه ، أقبضها كل شهر من وزارة التربيه القريبه من الجسر الابيض ، مع أني لم أشاهد لا جسراً أبيض ولا أسود هناك .

لم تكن دمشق في ذلك الحين مدينه مزدحمه ، ولا يوجد فيها جسور ولا كباري بشعه، وكنت أذهب للجامعه وأعود منها الى سوق ساروجه (قصر أم نادر)  سيراً على الاقدام كل يوم ، و كانت النزهه من الجامعه في البرامكي مروراً بمعرض دمشق الدولي و فندق المريديان ، و قصر الضيافه في أبو رمانه و إنتهاءاً بالمالكي ، مسيره ممتعه خصوصاً إذا كانت بصحبة صديقه جميله ، و تخللها فنجانيين من القهوه في فندق الميرديان فقط بليرتين سوريتين .

لم يكن يستوقفك شرطي ولا رجل أمن عندما تمر أمام قصر الضيافه ، ولا حتى قريباً من قصر الرئاسه .

أحياناً كنا نتمنى أن تأتي ثوره تبيد ضفادع بردى ، حتى لا نضطر لخلع قلبها حياً، لنعرف تأثير الإدرينالين و الاستيل كولين عليه ، مع أن صديقنا واصل أبو يوسف ، لم يكن مضطراً لذلك ، لانه كان يلجأ الى إحدى الجميلات الدمشقيات للقيام بالمهمه عنه ، مع أنه الآن أمين عام جبهة التحرير الفلسطينيه .

كَــــبرنا ….. وأصبح الذي لا يريد أن يذهب للمدرسه أو الجامعه يحلم بثوره ، وشاطره في ذلك المطلوب للخدمه العسكريه، والمطلوب للضريبه ، أو المطلوب بجنحه تهريب ،أو جريمه قتل أو سرقه.

 ولن يمانع الموظف الذي لا يكفيه راتبه في حل مشكلته عن طريق ثوره ما ، و لا يهمه إن جاءت هذه الثوره من الشرق أو الغرب ، المهم ثوره ولا سلام ولا قانون.

أنا شخصياً أعاني من نيوروباثي في قدّمَي، ولا يخف الحقل الكهرومغناطيسي فيهما إلا بعد تعاطي  دواء لا أحبه، وأن أمشي في الحديقه حافياً .. ولكن المشي حافياً سلوك مُخجل و غير حضاري ، ولذلك تروقني الثوره حتى أتخلص من الخجل من المشي حافياً ، لانك في الثوره تستطيع عمل أشياء كثيره حتى المشي حافياً ، و قد أفكر في تأجير قدمي لشركة الكهرباء لتوليد الطاقة مما قد يمنع زيادة أسعار الكهرباء .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.