هجوم حمص السورية… إرهاب بأجندة سياسية / د.خيام الزعبي

د. خيام الزعبي ( سورية ) – الجمعة 6/10/2023 م …

يبدو اليوم أن قدر سورية أن تتصدى للإرهاب الأسود من جديد، لكن هذه المرة فإن المعركة أكثر عنفا وشراسة، لم تمر أسابيع على استشهاد عسكريين بعد استهداف حافلتهم في البادية على طريق المحطة الثانية جنوب شرق دير الزور، حتى أطل الإرهاب بوجهة القبيح مرة أخرى، حاصداً أكثر من 100شهيداً وعشرات الجرحى جراء استهداف  التنظيمات الإرهابية المسلحة حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية في حمص عبر مسيّرات تحمل ذخائر متفجرة وذلك بعد انتهاء الحفل مباشرة.




طرح التفجير العنيف الذي طال الكلية الحربية في مدينة حمص، تساؤلات واستفسارات كبيرة عن ماهية التفجير ومسبباته، في مشهد مدبر، يشير لأياد إرهابية صهيونية ذات احترافية وخبيرة  تقف وراء التفجير ، بالتالي لا يمكن قراءة العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف الطلاب الضباط في الكلية الحربية بمعزل عن تحولات المسرح الدولي، وتطورات المنطقة، ومجريات الميدان السوري في المقدمة.

هذه المسيّرات التي نفذت الاعتداء على الكلية الحربية قد انطلقت من أوكار التنظيمات الإرهابية في البادية، فأمريكا نشرت أدواتها المختلفة من “قسد، و”داعش”، و”تحرير الشام”، و”الحزب الإسلامي التركستاني”، في محيط حماة وحمص ومناطق أخرى.

في هذا السياق كان هنالك عدد من طائرات الرصد الاستطلاعية التي كانت تجوب في الاجواء السورية وكانت في البحر المتوسط ومسيرات أمريكية كانت ترصد اجواء منطقة وسط سورية، بالإضافة الى طائرات استطلاع اسرائيلية  تقوم بالرصد الجوي من اللواء 122 الاستطلاعي الاستخباري الاسرائيلي الذي لم يفارق المنطقة بالفترة الاخيرة وكانت هنالك طائرات استطلاع اسرائيلية تحلق فوق التنف وترصد وسط سورية.

لن تكون سلسلة التفجيرات الإجرامية التي وقعت في حمص أول أو آخر عمليات القتل بل أراها إحياء لأسلوب الإرهاب والإجرام لتدمير سورية وإرباك المشهد السياسي هناك، بالإضافة الى انتقام المجموعات الإرهابية المهزومة ميدانياً التي تحاول بجرائمها اللاانسانية هذه التعويض عن احباطاتها المستمرة في مواجهة الجيش السوري، فضلاً عن تأجيج  حالة عدم الاستقرار في المنطقة، لذلك إن ما شهدته الكية الحربية في حمص خلال هذه الفترة من عمليات إرهابية، يدق ناقوس الخطر من جديد، ويلفت الانتباه إلى مآلات الفكر المتطرف الذي يسعى الى هدم المجتمعات، وضرب استقرار الشعوب في مختلف مناطق العالم.

وبموازاة ذلك لا يخفى على أحد أن هناك أطرافاً دولية وإقليمية ودول جوار لا يسرها وصول سورية إلى حالة من الأمن والاستقرار، وأن تمضي في طريق التنمية التقدم والإزدهار، حيث ترعى هذه الأطراف الإرهاب والتطرف وتمده بالمال وبكل أدوات القتل والدمار لنشر الإرهاب والفوضى في مختلف مناطق سورية، كونهم يريدونها مفككة وملغاة من دورها في الصراع العربي الإسرائيلي حتى ينجح مشروع الشرق الأوسط الكبير ضد الوجود العربي والقضاء على فكرة القومية العربية وإبقاءها خاضعة للهيمنة الصهيوأمريكية.

وبالتالي إن محاولات ترويع وإرهاب السوريين بتلك التفجيرات الإرهابية لا يمكن أن تحقق أهدافها ولن تكسر عزيمة السوريين أو إرادتهم، بل ستزيدهم توحداً وعزماً وإصراراً على مواجهة هذا الإرهاب والقضاء عليه وإقتلاعه من جذوره من أرض سورية، التي تعتبر أرض المحبة والسلام، فهذا الإرهاب لن يغير حلم السوريين وتطلعاتهم إلى وطن مستقر آمن خال من التطرف، لأنهم قادرين على مواجهة مخططات الإرهاب والمؤامرات المشبوهة وإفشالها بوحدتهم الداخلية وبإرادتهم وجيشهم العربي التي لن تستطيع اي قوة أو إرهاب أن تكسرها.

ويبقى القول هنا، إنهم واهمون بأن يفكروا ولو لحظة من الوقت بأن بإمكانهم الإنتصار على إرادة الشعب السوري وخياره في المستقبل الجديد، وواهمون من يحلمون بإستمرار الأوضاع الحالية إلى ما لا نهاية، وواهمون من يمارسون مهنة خفافيش الظلام أن يطول ليلهم،  فالنور لابد من أن يقهر الظلام ويكسره، فأحلامنا بسورية الجديدة  كبيرة ولا حدود لها وسعينا لبلوغ ذلك لا شك سيكون النجاح حليفنا مهما طال الزمن، لذلك ليس أمام سورية سوى خيار الإنتصار، فلنعمل سوياً من أجل أن تنتصر سورية، وليرفع إنتصارها راية وحدة وطنية في وجه الغرب وكل أعداء سورية.

وأخيراً يمكنني القول إن سورية ستبقى صامدة بوجه الإرهاب الدولي والإقليمي من جهة، وبوجه الإرهابيين والقتلة من جهة ثانية مهما طال أمد الازمة، وما يؤكد إستطاعة سورية على الصمود بوجههم، هوإستعادة الجيش السيطرة على كثير من الأراضي التي إحتلها تنظيم داعش والمجموعات الأخرى.

 وبإختصار شديد إن كل  هذه الحوادث لا تهز الدولة السورية لأن للدولة السورية، لها مواقف في التاريخ، فيها إنتصارات باهرة مسطرة بأحرف من نور، ومن لا يعلم هذا يرجع للتاريخ، فيجد آلاف المواقف الوطنية والقومية، توضح له بأنه أمام دولة كالجبال، هدفها الرئيسي الدفاع عن الوطن، ولأن تلك الحرب التى تخوضها دمشق ضد الارهاب هي مسألة حياة او موت، فقد كان السوريين بالمرصاد لهم في كل زمان ومكان.

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.