المؤلفة قلوبهم… .. تجار الكلمة / حسين بني هاني
مثل هؤلاء لهم نظير في عالم السياسة ، هم في الغالب نخب فكرية ،يعرفون ان مواهبهم اللغوية سلعة يحتاجها الساسة ، ولها ثمن يجب ان يدفع خارج اطار القانون ، يبسطون أياديهم وأقلامهم، كي يغرسوا حروفهم بقصد هندسة العقول تمهيدًا لتطويعها.
مثل هؤلاء أيضا لاتطالهم وللأسف أية قوانين ،ولا حتى قوانين الآداب العامة. يؤمنون بالتقية السياسية ، كي توفر لهم مكانًا وثيرًا يكسوه الحرير، يتقنون فن اللعب على الحروف ، ويلوون ألسنتهم وأقلامهم بعربية فصحى ، لاتعكس سريرتهم ، يحسبهم الناس جميعًا وقلوبهم شتى ، بل يحسبهم البعض من الملة الوطنية ، وبينهم أكثر الناس كفرًا بها، وأشد وطأة عليها من بعض المارقين على القانون ، وهم أقل ما يقال فيهم انهم مثل المركبات الهجينة (هايبرد) التي تعمل بنظامين لحرق المسافات على الطرق كي توصلهم الى بر الأمان.
مرةً أخرى اقول ان مثل هؤلاء (المؤلفة قلوبهم) سيبقى وجودهم أخي القارئ ، حاضرًا في كل زمان ومكان ، وهذا ما جعل واحدًا من أهل التقوى، يقول واعظًا ابنه ….. يابني عليك ان تتأكد ان الرجل منهم كلما تحدث كثيرا عن الفضيلة ، فاعلم أنها تنقصه.
التعليقات مغلقة.