كواليس وتفاصيل خطّة (حماس) التي أهانت الكيان.. العقل الفلسطينيّ: المُسيَّرات واللاسلكي وإعطاب الشبكات الإسرائيليّة حتى اقتحام المستوطنات.. أكثر من مائتي أسير بغزّة واقتراح بتحرير جميع الأسرى الفلسطينيين بالسجون مقابلهم

الأردن العربي – الإثنين 9/10/2023 م …




كشفت مصادر عسكريّة وأمنيّة إسرائيليّة، وُصِفَت بأنّها رفيعة المُستوى، كشفت النقاب ليلة أمس الأحد عن أنّ أجهزة اللاسلكي التي استخدمتها حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) كانت مختلفةً عمّا كانت المخابرات الإسرائيليّة تعرف عنها وتعلم عن حيثياتها وطرق عملها، بل قامت باستعمال شبكة بثٍ غيرُ معروفةٍ لسلطات جيش الاحلال وجاز الأمن العّام (شاباك)، وفي نهاية المطاف فإنّ التحضيرات للعملية من قبل (حماس) مرّت تحت الرادار الإسرائيليّ، الذي لم يتمكّن من معرفة أيّ شيءٍ عن تجهيزات حماس للهجوم المُباغِت.
ووفقًا للمصادر عينها، فإنّ الضربة الأولى تمّت عن طريق القناصّة والطائرات المُسيّرة، إذْ هاجم مقاتلو (حماس) القاعدة العسكريّة، التي تتخذها فرقة غزّة مقرًا لها، حيث تمكّن المقاومون من قتل الجنود الذين كانوا يُراقبون ومن ثمّ قاموا بتخريب شبكة اللاسلكيّ الإسرائيليّ والتشويش نهائيًا على شبكة الإنترنيت، التي خرجت عن الخدمة بتاتًا، الأمر الذي قطع الاتصال بين مقّر القيادة وباقي الوحدات الإسرائيليّة الفاعلة في المنطقة، وشدّدّت المصادر عينها على أنّ الوسائل التي استخدمتها حركة (حماس) رخيصة، ومع ذلك نجحت في إخراج الشبكات الإسرائيليّة، التي تقدر قيمتها بمئات ملايين الدولارات عن الخدمة..
وشدّدّ المراسل العسكريّ في القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ، نير دفوري، على أنّه بعد العملية والسيطرة على مقّر القيادة، اندفع مئات المقاتلين من (حماس) إلى المستوطنات في الجنوب، وقاموا عمليًا باحتلالها، واختطاف الرهائن والعودة بهم إلى قطاع غزّة، دون أنْ يشعر الإسرائيليون بذلك.
وبحسب المصادر العسكريّة التي تحدّت للقناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ، فإنّه ووفقًا للتحقيق مع أحد الأسرى من مقاومي حماس، فقد كشف النقاب عن أنّ الحركة تدربت على تنفيذ الخطّة، التي أصابت إسرائيل في مقتلٍ، لمّدة سنةٍ على الأقّل، وأنّ حركة (حماس) لم تأخذ بعين الاعتبار عدم ردّ الجيش الإسرائيليّ على اقتحام الحدود والسيطرة على المستوطنات فيما يُعرَف بمستوطنات غلاف غزّة، علما أنّ الردّ الأوليّ من جيش الاحتلال جاء بعد خمس ساعات من عملية اقتحام السياج الحدوديّ والدخول إلى جنوب الكيان.
على صلةٍ بما سلف، ونظرًا للأعداد الكبيرة من الإسرائيليين، الذين تمّ أسرهم من قبل مقاتلي (حماس) واقتيادهم إلى قطاع غزّة، فجرّ قائد المنطقة الجنوبيّة السابق في جيش الاحتلال، الجنرال المتقاعد طال روسو، مفاجأة من العيار الثقيل، حيث اقترح على الحكومة الإسرائيليّة إطلاق سراح جميع الأسرى السياسيين الفلسطينيين المسجونين في باستيلات الاحتلال، مُقابِل موافقة (حماس) على إعادة الأسرى الإسرائيليين من جنودٍ وضبّاطٍ ومُستوطنين لدولة الاحتلال، وأوضح في لقاءً مع القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ أنّه لا يُمِن بأيّ حالٍ من الأحوال استعادة هذا الكمّ الكبير من الأسرى عبر مفاوضاتٍ عن طريق طرفٍ ثالثٍ، مُشدّدًا على أنّ إطلاق سراح جميع الأسرى من كافة التنظيمات الفلسطينيّة هو الحلّ الوحيد لإخراج دولة الاحتلال من هذه الأزمة، علمًا أنّ الإعلام العبريّ بات يتحدّث عن عدد الأسرى لدى حركة (حماس) قد يصِل إلى مائتي أسير أوْ أكثر، فيما وصل عدد القتلى إلى 800 قتيل إسرائيليّ، في حين لفت المصادر في تل أبيب إلى أنّ الرقم ما زال مرشحًا للارتفاع وبشكلٍ كبيرٍ.
في السياق كشفت صحيفة (هآرتس) العبريّة أنّ حزب الله اللبنانيّ يملك عتادًا عسكريًا أكثر تقدمًا من حركة حماس، مع أنّ الأخيرة تمكنت من ضرب دبابة إسرائيليّة من طراز (ميركافا) وإعطابها إخراجها كليًا عن الخدمة، ونقلت الصحيفة عن المصادر أنّ ما جرى في الجنوب مع حماس، هو لعبة أطفالٍ صغارٍ إزّاء ما سيجري مع حب الله في الشمال، محذّرةً من أنّ المعركة ستكون قاسيةً جدًا في الشمال ضدّ حزب الله.
من ناحيتها سلطت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية الضوء على أوجه القصور التي كشفتها عملية المقاومة التي أطلق عليها (طوفان الأقصى) وبدأت صباح السبت، وتسببت في “إهانة رباعية” للاحتلال الإسرائيلي.

وذكرت الصحيفة أنّ “3.5 مليار شيكل، هي تكلفة السياج الفاصل مع غزة، من فوق الأرض وتحتها؛ جساسات، وكاميرات، وفي يوم نشوب الحرب، انهار وأصبح سورا من ورق“.

وأوضحت أنّ “سلاح الجو استخدم 40 طائرة لسد الثغرة في السياج ومنع الدخول من غزة إلى إسرائيل والعكس، الجهد كبير والتأخير فظيع”، مضيفة أنّه “في الجيش يطلبون تأجيل الكلام عن التقصير، وترك رئيس الأركان والجنرالات ليركزوا على القتال، والتحقيقات ستأتي لاحقًا“.

وأضافت: “لو نجح الجيش الإسرائيلي في تطهير جيوب المسلحين في مستوطنات غلاف غزة، فإنّ المهام التي سيتصدى لها في الأيام القادمة معقدة وكثيرة المتطلبات، وأولاً وقبل كل شيء مشكلة الأسرى في غزة، ومشكلة الردع تجاه الساحات الأخرى“.

ولفتت إلى أن “ملايين الإسرائيليين دهشوا وتخوفوا، من الحرب التي لم يعدّ لها أحد، في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023. كانت إهانة عظمى، إهانة لم يشهد لها الجيش الإسرائيلي مثيلا في كلّ سنواته”، موضحة أن “الإهانة الأولى كانت استخبارية، مرة أخرى، مثلما في 1973، رأت المنظومة كل المؤشرات الدالة لكنها استنتجت بغرورها أن هذه مجرد مناورة، وتدريبات عابثة“، على حدّ تعبيرها.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.