بعد فشل كل جولات المصالحة.. هل يكون “المؤتمر الوطني الشامل” بوابة الخروج من نفق الانقسام الفلسطيني ؟!

 

الثلاثاء 4/10/2016 م …

الأردن العربي …

دعوات اطلقتها احزاب سياسية وشخصيات فلسطينية مستقلة، دعت من خلالها طرفي الانقسام “فتح و حماس”، لضرورة بلورة حوارات المصالحة الثنائية، وصياغة البديل الاخر، والمتمثل بانعقاد المؤتمر الوطني الشامل الذي من خلاله تتحاور جميع الوان الطيف الفلسطيني تحت مظلة واحدة، ويمكن من خلاله انهاء حالة الانقسام الموجودة بين شطري الوطن.

هذه الدعوات والنداءات، تبدو محل ترحيب من كافة الفصائل والشخصيات الفلسطينية السياسية، حيث ابدى الجميع تفاؤله بفكرة عقد حوارًا وطنيًا شاملًا، دون وضع اي عراقيل او اي حسابات من شأنها افشال فكرة تطبيقه .

اتهامات متبادلة

حركة فتح وعبر الناطق بإسمها، د.”فايز ابو عيطة”، ثمنت فكرة انعقاد الحوار الوطني الشامل، بشرط توفر ارادة سياسية حقيقية لدى حركة حماس، تنهي من خلاله الانقسام الحاصل.

وقال، في تصريح لـ”دنيا الوطن”، “ان حماس تعرقل اي اتفاق وطني يُنهي حالة التشرذم السياسي الحاصل، مشيرًا الى ان حكومة الوفاق الوطني، هي ايضًا وليدة توافق وطني وقّعت عليه حماس بوجود غالبية الفصائل، ورغم ذلك لم تسمح حماس للحكومة بإخذ دورها في قطاع غزة”.

ودعا ابو عيطة، حركة حماس، لضرورة احترام كافة الاتفاقيات الموقعة، والعمل بنوايا صادقة، للخروج من نفق الانقسام البغيض الذي يُعطي الاحتلال الفرصة للإنقضاض على المشروع الوطني الفلسطيني.

اما الناطق بإسم حركة حماس، “حازم قاسم”، فأكد ان لدى حركته قرارًا، بضرورة مشاركة جميع الفصائل الفلسطينية في اي جولة مصالحة قادمة، حتى يطّلع الجميع الفلسطيني على كافة القضايا المتفق عليها او التي مثار جدل.

وقال قاسم، ان الحوار الوطني الشامل، يضمن الخروج من نفق الانقسام المظلم، ومن خلاله يلزّم حركة فتح بتطبيق بنود اتفاقيات المصالحة، مشيرًا الى ان فتح تتهرب من استحقاقات المصالحة في كل مرة وفق تعبيره.

الفصائل: “الثنائية دمرت الحوارات السابقة”

اما القيادي في الجبهة الديمقراطية، “طلال ابو ظريفة”، فذكر لدنيا الوطن، ان الجبهة، تدعم بكل قوة لعقد الحوار الشامل خاصةً وان القضايا التي يتم تداولها في جولات المصالحة ذات شأن وطني وليست لحزب معين، مضيفًا بإن: حركته أجرت تقييماً شاملاً لكل الحوارات الثنائية بين فتح وحماس، وكان في المُحصِلة الفشل الذريع طوال 10 سنوات. 

وتابع: “لايجوز لحماس وفتح الانفراد مجدداً باللقاءات الثنائية دون اشراف ومشاركة جميع القوى السياسية الفلسطينية”.

مصدر في حركة الجهاد الإسلامي، قال بإن حركته تدعم عقد الحوار الوطني الشامل الذي يجمع جميع الفصائل والاحزاب والشخصيات وفئات الشعب الفلسطيني.

واضاف المصدر لدنيا الوطن، ان المصالحة الفلسطينية يتحكم بها الدول الإقليمية، فكلما نتقدم خطوة نعود للخلف خطوتين، دون تحقيق اي انجاز سياسي على الارض، مشيرًا الى ان حركته تدعو للحوار الشامل في اقرب وقت، وتطبيق كافة الاتفاقيات الصادرة عنه.

وعودات زائفة

الكاتب والمحلل السياسي، “أكرم عطا الله”، يرى بإن الإرادة الحقيقية والنقاش السياسي الجاد بين فتح وحماس هو السبيل للخروج من المأزق السياسي الحالي وانغلاق الافق، مؤكداً على ان اللقاءات التي عقدت في العواصم العربية، طوال عقد من الزمن لم تشهد سوى المزيد من الوعودات الزائفة، التي لم تقدم شيئاً للشعب الفلسطيني. 

 وقال عطا الله لمراسل “دنيا الوطن”، انه على حماس وفتح تغليب المصالح الوطنية العليا على المصلحة الحزبية، مشددًا على ضرورة اشراك الشعب الفلسطيني في جميع الحوارات القادمة، فهو المتضرر الوحيد في استمرار الانقسام بين شطري الوطن.

 

واعتبر المحلل السياسي، انه يتوجب على الفصائل الفلسطينية لعب دورًا حقيقيًا، وعدم الاكتفاء بدور المتفرج خاصة وان بعض الحوارات الثنائية، شهدت مشاركة احزابًا وشخصيات وطنية، دون الخروج بنتائج تنهي حالة الانقسام الى الأبد.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.