قانون جاستا / ناجي الزعبي
ناجي الزعبي ( الأردن ) الثلاثاء 4/10/2016 م …
قانون محاسبة السعودية والسماح للمواطنين الأميركيين المتضررين بمحاكمتها امام المحاكم الاميركية بذريعة تورطها بجريمة ١١ أيلول وتدمير برج التجارة العالمي درس للأدوات الاميركية بان اميركا لا تتورع عن سرقة حتى اخر قطرة من دمائهم .
ومسرحية الفيتو الرئاسي لاوباما ( هواة مقفي) ، اي موقف لشخص مغادر لمسرح الأحداث ) فهو ذاهب للتقاعد ولا باس من ان يحقق شخصيا مكاسب مادية تضاف لارصدته وبنفس الوقت يظهر وكأنه وفيًّ لأصدقائه السعوديين ، وبان قرار الكونجرس قرار ديمقراطي عبّر عن إرادة ومصالح الشعب الاميركي – في لعبة تبادل للأدوار – ولا يملك لا الرئيس ولا احد مصادرة إرادة الشعب .
لصوص العصر يبتزون حتى أنفسهم فما بالك اذا كان من يودون ابتزازها هم ” هوامير” الخليج كما اصطلحوا على تسميتهم .
قلنا قبل عدة شهور ان : الغد هو عالم الغاز وان دول النفط أصبحت في مراتب ثانوية من دائرة الاهتمامات والمصالح الاميركية ، كما ان عجز السعودية وقطر عن إنجاز مهامها وأدوارها في مصر والعراق وسورية واليمن جعل منها اداة غير مفيدة وعبئاً اخلاقيا واستراتيجياً بحيث يمكن التعاطي مع هذه الأدوات بعد استنفاذ ثرواتها في الحروب وصفقات الأسلحة التي تورطت بها على قاعدة ( البزنس ) الاميركية فالجشع الاميركي لا يولي اي اعتبار آزاء اي عميل او حليف او صديق الا بالقدر الذي يَصْب في مصالحه .
ولو عاد منطق الأشياء ليفرض قواعده في وطننا العربي لكانت اول الخطوات المطلوبة هي توقف السعودية والخليج عن اثخان جراح جسد الوطن العربي ولدرأت العدوان الاميركي الأطلسي على بلدانه وحشدت قواها المادية والمعنوية ضد العدو الصهيوني فكسبت بالتالي انحيازاً شعبيا عربيا عارماً ، وتظافراً رسميا عربيا يعزز موقفها امام الهجمة الاميركية الدموية الاميركية الجشعة وامام هوامير المؤسسات الاميركية المتمرسة في فن الابتزاز والسرقة ويؤسس لموقف دولي متظافر معها من منطلق حماية الدول لأنفسها من هذا القانون
ولإعادت النظر في اوهام العداء الإيراني وبنت علاقات وثيقة مع ايران وتركيا ودوّل الإقليم .
على ان يسبق هذه الخطوات اعادة بناء مؤسسات الحكم المحلي والعودة للسياسات الأكثر رصانة على الصعيدين المحلي والخارجي .
كما انه على السعودية ان تعيد النظر بسياسة الإطاحة باقتصاديات الدول المناهضة للإمبريالية كفنزويلا وروسيا والبرازيل وإيران بإعادة النظر بسعر برميل النفط ، والتوقف عن ربط تبادل النفط بالدولار وهو امر سيصيب دوائر صنع القرار الاميركي بالهلع
خلاصة القول العودة عن سياسة الاذعان والرضوخ لاميركا التي لا تلفت سوى لمصالحها التي باتت تضع السعودية على مفترق طرق مصيري ، والالتفات للمصالح الاستراتيجية للشعب والنظام السعودي والعربي .
التعليقات مغلقة.