العراق … الصدر في صدد التحضير لـ«قافلة الطوفان» الإغاثية: القدس لنا وإسرائيل كيان غاصب
الأردن العربي – الجمعة 13/10/2023 م …
دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الجمعة، إلى التحضير لما سمّاها «قافلة الطوفان» الإغاثية لإيصال الماء والغذاء إلى قطاع غزة المحاصر منذ نحو أسبوع، وفيما شدد على وجوب غلق السفارات الإسرائيلية في الدول العربية والإسلامية، أكد أن «القدس لنا وإسرائيل كيان غاصب لأرضنا».
وتجمع الآلاف من أتباع الصدر في ساحة التحرير وسط العاصمة الاتحادية بغداد، للتعبير عن احتجاجهم إزاء موجة القمع الوحشية التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة المحاصر.
وفي خطبة صلاة الجمعة تلاها نيابة عن الصدر رجل الدين مهند الموسوي، وسط حشود المتظاهرين القادمين من مدن العراق إلى العاصمة بغداد، خاطب الرئيس الأمريكي جو بايدن قائلا: «زحفك نحو الشرق الأوسط سيسبب لك ما لا تتوقعه من ردة فعل، لا من الخانعين، بل من المجاهدين في فلسطين، ومن يؤازرهم» مبينا أن «كل الشعوب العربية والإسلامية على أهبة الاستعداد للتضحية بالغالي والنفيس، وإنها لتنتظر إشارة واحدة من ذوي الإيمان والصلاح والعلم الجهاد لا من الفاسدين والمهادنين».
ودعا المتظاهرين السلميين في العراق إلى التحضير لـ«قافلة الطوفان» من الماء والطعام، وتجهيزها، قائلا: «عسى أن نستطيع إيصالها لأهلنا في غزة بعد التنسيق مع سوريا أو مصر، وإن لم نستطع فتلك، وصمة عار في جبين التاريخ الإسلامي والعربي».
وأضاف أن «الكيان الصهيوني إرهابي بكل ما للكلمة من معنى وهو عازم على إرهاب المؤمنين في غزة».
وأشار إلى أن «كل الشعوب الإسلامية مستعدة للتضحية في سبيل فلسطين» لافتا إلى أن «التظاهرة المليونية اليوم هي مساندة للحق الفلسطيني المغصوب».
وأوضح أن «مطالب تظاهرة نصرة فلسطين هي مواجهة التطبيع وغلق السفارات الإسرائيلية في الدول العربية والإسلامية» مختتما بالقول: «القدس لنا وإسرائيل كيان غاصب لأرضنا وقدسنا».
وفي وقت سابق من مساء أول أمس، وجه الصدر، دعوة للقوات الأمنية وشيوخ العشائر، للمشاركة في التظاهرات المليونية.
وقال في «تدوينة» له إن «هذه دعوة خاصة لقواتنا الأمنية الجيش والشرطة حصرا لحضور المظاهرة وحمايتها أيضا» كما دعا أيضا «شيوخ العشائر المحترمين وأساتذة الجامعات وطلبتها الأحبة نساء ورجالا، فالقضية الفلسطينية تهمنا جميعا».
تعليمات
وكانت اللجنة المركزية المشرفة على التظاهرة الصدرية، قد أصدرت جملة تعليمات من نقاط عدة إلى المشاركين في التظاهرة، في ساحة التحرير، تضمنت منع اللباس العسكري أو حمل السلاح، كما حثت المتظاهرين على عدم التدافع نحو المنصة وتوحيد الهتافات ولبس الأكفان، والاكتفاء برفع العلمين العراقي والفلسطيني.
في الموازة، أكد خطيب الجمعة من داخل جامع أبو حنيفة النعمان في منطقة الأعظمية في بغداد، أحمد حسن الطاهر، على أن الشعب الفلسطيني ضرب أروع الأمثلة في الدفاع عن أرضه، فيما أشار إلى أنه، إن لم ننصر إخواننا في غزة «فقد يكون الدور لغيرهم».
وقال إن «فلسطين تعاني منذ 70 عاما الاضطهاد والحرمان والتهجير، وبعد كل هذه الوقاحة تظهر دول أوربية وأمريكا لتعتبر هجمات وانتهاكات إسرائيل دفاعا عن النفس» مبينا أن «غزة فيها مئات الآلاف من الناس رغم صغر مساحتها إلا أنها تعاني الآن من قطع للماء والكهرباء وهذه أساليب إبادة جماعية تنتهجها إسرائيل».
ولفت الى أن «أي فئة تحالفت مع الإسلام اعتبرت إرهابية، وكذلك العكس إذا تحالفت مع قوى أخرى لم يطلقوا عليها هكذا وصف».
وأشار الى أن «أهالي غزة محاصرون من دون مساعدات وهم مظلومون «، متسائلا: «أين الإنسانية وأين حقوق الإنسان وأين حقوق الحيوان التي يتبجح بها الغرب والدول الساندة للكيان الصهيوني؟».
احتجاجات موحدة في بغداد لنصرة غزة ودعوة للدول العربية لغلق سفارات الاحتلال
وأكد رجل الدين السني أن «الحق مع المجاهدين الفلسطينيين، وعدوهم معتد وأثيم وفاجر والمقاومة الفلسطينية أشد رهبة من سلاحهم، وخوف جيوشهم خير دليل على ذلك».
وأفاد بأن «الشعب الفلسطيني ضرب أروع الأمثلة في الدفاع عن أرضه» منوها الى أن «الدائرة ستدور إن لم ننصر إخواننا في غزه فقد يكون الدور لغيرهم».
ودعا الحكومة المصرية إلى «فتح منفذ رفح ومد جسور التعاون» مضيفا: «يؤسفنا أن هنالك بعض الدول لم تحرك ساكنا وكأنهم أصيبوا بالشلل».
وفي رسالة صريحة للحكام العرب، حذر خطيب صلاة الجمعة «من السكوت على هتك حرمة الأقصى وفلسطين، وربما غدا سيغزون الكعبة المشرفة ويهتكون المزيد من المقدسات والحرمات» داعيا في الوقت عينه إلى «طرد السفراء من الدول الإسلامية كنوع من الاحتجاج والاعتراض ضد الانتهاكات الإنسانية» في إشارة إلى الدول العربية المطبّعة.
وختم قائلا: «على الشعوب العربية الضغط باسم المروءة على حكامها للتدخل في فتح منافذ لمساعدة غزة ودعمها ورفع الحصار عنها».
يحدث ذلك في وقت اتخذت القوات الأمنية العراقية إجراءات مشددة لحماية مقار البعثات الدبلوماسية في العاصمة بغداد، فضلا عن غلق الشوارع والطرق والجسور الحيوية وسط العاصمة، تحسبا لأي طارئ.
إجراءات مشددة
وحسب وثيقة عسكرية مسرّبة، وجهت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع بتعزيز الإجراءات الأمنية على السفارات الموجودة في العاصمة بغداد.
وشددت قيادة العمليات ضمن نداء موجه لمديرية شرطة حماية السفارات والدبلوماسيين، على ضرورة «تعزيز الإجراءات الأمنية على السفارات التي كانت دولها بموقف سلبي من القضية الفلسطينية لما جرى في الأحداث الأخيرة».
وأوعزت العمليات المشتركة بـ«تعزيز القطعات الماسكة من المديرية للإجراءات الأمنية لكل من: المركز الثقافي التركي في منطقة الوزيرية، والسفارات الأوكرانية والبحرينية في منطقة المنصور، والفرنسية في شارع السعدون قربة ساحة كهرمانة».
وأضافت: «فيما يخص السفارتين الأمريكية والبريطانية في المنطقة الخضراء، الإيعاز إلى قيادة الفرقة الخاصة لاتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة».
وسبق أن وجه رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، أول أمس، بإرسال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة. وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان، إنه «تأكيدا لمواقف العراق الثابتة والمبدئية من القضية الفلسطينية، وجه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بإرسال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر من قبل قوات الاحتلال الصهيوني».
وأضاف: «وذلك بالتنسيق مع السلطات المصرية لغرض إيصال المساعدات التي تتضمن مستلزمات طبية وعلاجية، واحتياجات إنسانية عاجلة لأبناء الشعب الفلسطيني الشقيق».
على المستوى السياسي، بحث الأمين العام لمنظمة «بدر» هادي العامري، ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، في اتصال هاتفي تطورات المعركة في فلسطين أمام الاحتلال الصهيوني.
وقال خلال الاتصال حسب بيان لمكتبه، إن «ما حققته المقاومة هو وسام فخر واعتزاز وعز لكل المقاومين والمجاهدين ومحبي القضية الفلسطينية في المنطقة، وما قمتم به أثلج قلوب الجميع وأدخل السرور والأمل الى قلوب كل محبي القدس والقضية الفلسطينية في العالم، فقد بيضّتم وجوهنا، ونسأل الله أن يبيّض وجوهكم يوم تسود الوجوه».
وأضاف: «نعتز بكم وبهذا النصر، وهو نصر لكل الأمة ولكل المجاهدين والمقاومين في المنطقة، فجزاكم الله خير الجزاء، ونحن في العراق حكومة وشعبا وقوى سياسية ومقاومة، معكم في هذه المعركة التاريخية».
وبين أن «ما يقوم به العدو من قتل وتدمير وحرب إبادة لشعبنا الفلسطيني وبحماية كاملة من أمريكا والغرب دليل على انكساره وهزيمته في المعركة العسكرية، وما يقوم به الكيان الصهيوني الغاصب ضد شعبنا في غزة لا يزيد الشعب الفلسطيني إلا إصرارا وتلاحما مع مقاومته الشريفة».
أقسى هزيمة لإسرائيل
في حين قال هنية، حسب البيان، «نعرب عن شكرنا وتقديرنا العميق للعراق شعبا، وحكومة وقوى سياسية ومقاومة. نحن نشعر أن العراق بكل أطيافه يقف معنا، ونحن نعتقد أن العراق لن يتركنا وحدنا، وأملنا بكم كبير، بارك الله بكم».
وأوضح أنه «كان من المقرر أن أزوركم وتأجلت زيارتي بسبب هذه العملية الكبيرة، وإن شاء الله سنزور العراق ونحن نزف له نصرا أكبر يثلج قلوب كل الشعب العراقي».
كذلك، حذر الأمين العام لحزب «الدعوة الإسلامية» نوري المالكي، الدول من تقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل، فيما اعتبر عملية «طوفان الأقصى» بأنها أقسى هزيمة لإسرائيل منذ تأسيسها.
وذكر في كلمة مصورة بأن «أي مساعدة عسكرية تمثل مشاركة فعلية في الحرب ضد الشعب الفلسطيني وتتحمل مسؤولية ما يترتب عليه من إمكانية اتساع نطاق الحرب».
وأضاف: «ما تواجهه إسرائيل الآن هو أقسى هزيمة لها منذ عام 1948 والمقبل أعظم بأذن الله» مشيرا إلى أن «الاحتلال أثبت ومنذ 7 عقود أن اتفاقية السلام والهرولة خلف التطبيع مع الكيان الصهيوني ليس أكثر من كذبة أسقطها المجاهدون الفلسطينيون». وعد «داعش والصهيونية وجهان لعملة واحدة ومن منبت وامتداد واحد».
ومضى يقول: «نحيي الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية واللبنانية في معركة الدفاع عن الحق ومواجهة الكيان الصهيوني» مؤكدا أن «طوفان الأقصى عملية بطولية خاضها أبطال فلسطين بمساندة المواقف المشرفة من الشعوب العربية».
واعتبر أن «ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة من قتل منظم تقوم به الآلة العسكرية الصهيونية يمثل استمرارا للعقيدة الصهيونية في الإبادة الوحشية» لافتا إلى أن «ما يحصل في فلسطين المحتلة وصمة عار في جبين الدول التي تقول إنها تدافع عن الحقوق وتحرض الكيان الصهيوني على ارتكاب الجرائم».
وتساءل المالكي: «أين الأمم المتحدة والنظام الدولي وأين حقوق الإنسان وهل هناك أسوأ مما نشاهده اليوم من دعم لآلة الحرب الصهيونية الغادرة؟».
وأشار إلى أن «ما يهمنا هو مواقف إخواننا المسلمين والعرب الذين يتوجب عليهم الوقوف إلى جانب إخوانهم الفلسطينيين والحق المقدس».
في السياق أيضا، جدد رئيس تيار «الحكمة الوطني» عمار الحكيم، المطالبة بإيقاف التصعيد الإسرائيلي على غزة. وقال في بيان إن «أهلنا المقاومين الصابرين في مدينة غزة المحاصرة يرزحون تحت وطأة ظروف إنسانية عصيبة جراء الحصار المطبق الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي عليهم برا وبحرا، في ظل قصف جوي كثيف حوّل المدينة إلى أرض منكوبة على وفق المعايير الإنسانية التي تنص عليها المواثيق الأممية».
وأضاف: «نجدد مطالبتنا بوقفة جادة ومسؤولة من قبل مجلس الأمن الدولي ومنظمة الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية وباقي الفعاليات الدينية والسياسية والإنسانية في العالم أن تتحمل مسؤوليتها لإنقاذ الشعب المنكوب هناك، والعمل على إيقاف التصعيد الإسرائيلي، وإطلاق حملات إغاثة إنسانية عاجلة وسط أنباء عن نفاد الماء والأدوية والغذاء ومتطلبات المعيشة في قطاع غزة، ما ينذر بكارثة إنسانية عصيبة».
ولم يقتصر الموقف العراقي تجاه القضية الفلسطينية على المستوى الداخلي، بل عبر عنه في اجتماعات اللجنة التنفيذية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين المنعقدة في جنيف.
وأكد السفير عبد الكريم هاشم مصطفى، ممثل العراق لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، خلال إلقائه كلمة العراق في اجتماعات اللجنة التنفيذية للمفوضية الأممية، «موقف العراق الثابت تجاه القضية الفلسطينية، ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني في تحقيق تطلعاته ونيل كامل حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف، بما فيها حق تقرير المصير، والحق بالعودة، والحق بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف».
واعتبر الدبلوماسي العراقي، حسب بيان لوزارة الخارجية، أن «العمليات التي تجري في الأراضي المحتلة اليوم هي نتيجة طبيعية للقمع الممنهج الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ عهود مضت على يد القوة القائمة بالاحتلال، التي لم تلتزم يوما بالقرارات الدولية والأممية» داعيا المجتمع الدولي إلى «التحرك لوضع حد للانتهاكات الخطيرة واحترام قواعد القانون الدولي الإنساني».
التعليقات مغلقة.