الأردن العربي – الإثنين 16/10/2023 م …
معلومات هامة ومثيرة حول حسابات إلكترونية متعلقة بالكيان الصهيوني في المغرب. تلك الحسابات تقوم بنشر محتوى يؤثر بشكل خطير على الرأي العام في المغرب، وتتعامل بشكل سلبي مع موقفه من التطبيع.
هذه الحسابات تنشط في زعزعة السلم وزرع بذور العداوة بين الشعبين المغربي والجزائري.
وكشفت منصة “إيكاد” أنها أثناء متابعتها لأحداث “طوفان الأقصى”، لاحظت وجود حسابات “مغربية” تظهر بقوة وتدعم تل أبيب بشكل قوي، بالإضافة إلى انتقادها لكتائب القسام وتشويه المقاومة وللعملية العسكرية والقصف للعدو الإسرائيلي.
التحريات التي قام بها فريق “إيكاد” كشفت لأول مرة عن حقيقة هذه الحسابات وعن علاقتها المريبة بتل أبيب.
وفقًا للمنصة إيكاد، يمكن القول إن هذه الحسابات ليست نشاطًا فرديًا، بل هي جزء من جهد منظم وممنهج. تهدف إلى خلق رأي عام وهمي يظهر تأييد المغاربة لإسرائيل.
من خلال استعراض نشاط هذه الحسابات وتحليل عينة كبيرة منها، لوحظ أن معظم هذه الحسابات تم إنشاؤها أو زيادة تفاعلها قبل كانون الأول (ديسمبر) 2020، وهو الوقت الذي شهدت فيه عدة صفقات للتطبيع العربي الإسرائيلي، بما في ذلك تطبيع المغرب مع إسرائيل. هذا يشير إلى أن هذه الحسابات تم إنشاؤها في الأساس بهدف التأثير على القرارات المتعلقة بالتطبيع وخلق دعم شعبي له.
وما يثير الاهتمام هو أن هذه الحسابات شهدت زيادة كبيرة في العدد والتفاعل منذ آب (أغسطس) 2022، وهذا الارتفاع غير منطقي من الناحية الزمنية إذا لم يتم التفسير بسياقه. هذا التوقيت يتزامن مع اكتشاف لجان إسرائيلية مصرية وسعودية أخرى، وهذا يشير إلى وجود جهة واحدة تقف وراء هذه الأنشطة وتعمل بشكل منهجي لنشرها في مختلف البلدان العربية والإقليمية، بهدف تعزيز أجنداتها والتأثير على المغردين والمواطنين في هذه البلدان.
المعلومات التي قدمتها منصة إيكاد تكشف عن وجود نشاط رقمي مشبوه يتعلق بحسابات إلكترونية وهمية في مواقع التواصل الاجتماعي. يبدو أن هذه الحسابات تم استخدامها بشكل ممنهج لنشر معلومات كاذبة وتأثير على الرأي العام، بغض النظر عن الأخبار الحقيقية أو المعلومات.
ما هو مهم في هذا السياق هو أن هذه الحسابات الوهمية تستخدم لخلق تأييد افتراضي لقضايا معينة أو للتلاعب بالرأي العام في بلد معين. كما يظهر من التحليل أن بعض هذه الحسابات تتنكر بأسماء وهويات مغربية وتتحدث باللغة العربية، لكنها تخدم أجندات خارجية، إسرائيلية بالتحديد.
تحليل فريق المنصة لتلك الحسابات على تويتر كشف عن وجود أدلة تشير إلى أنها تابعة للجان إلكترونية منظمة وأنها تستخدم أساليب وسمات مشتركة تدل على هذا النوع من التنسيق. وهذه بعض السمات التي تم التعرف عليها:
تكرار الجمل: الحسابات تكرر الجمل بدقة، مما يشير إلى أنها تستخدم نصوص معينة مسبقًا وتقوم بنشرها بشكل دوري.
استخدام رموز تعبيرية متكررة: تستخدم الحسابات نفس الرموز التعبيرية بنفس الترتيب، مما يظهر وجود نمط متكرر في تعبيرها.
تغيير موقع التغريدة: بينما تظهر الحسابات في البداية بأنها تغرد من مكان آخر، لاحظ فريق المنصة أنها بدأت في التغريد من المغرب. هذا يشير إلى أنها تحاول تغيير مكان المنشأ لزيادة مصداقيتها.
التفاعل مع الحسابات المعروفة: يبدو أن هذه الحسابات تتفاعل بشكل معين مع حسابات أخرى على تويتر، وربما تحاول زيادة انتشار رسائلها من خلال التفاعل مع حسابات معروفة.
تلك السمات تشير بشكل واضح إلى وجود تنسيق وتنظيم في نشاط هذه الحسابات، وتقدم دلائل على أنها تابعة لجهة منظمة تهدف إلى التأثير على الرأي العام ونشر رسائل معينة.
ما تم كشفه من قبل فريق المنصة حول الشخصية المزعومة “دكتور ديفيد ليفي” يشير إلى وجود نشاط مشبوه ومضلل يهدف إلى إنشاء شخصيات وهمية محكمة الترتيب واستخدامها لنشر رسائل معينة أو زرع الفتنة والصراعات بين المجتمعات.
الاستنتاج الأساسي هو أن دكتور “ليفي” شخصية مزيفة، وأن الصورة المستخدمة له غير حقيقية وتم إنشاؤها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
هذا يعني أن هذا النشاط يمكن أن يكون جزءًا من جهود تلاعب رقمي أو ترويج لأجندات معينة، وقد يكون موجهًا بشكل خاص نحو إثارة التوترات بين الجزائريين والمغاربة.
وحري بالذكر أن “إيكاد” هي منصة عربية للتحليل ومراقبة وسائل التواصل الاجتماعي تهدف إلى رصد وفحص النشاطات الرقمية والمعلومات على منصات التواصل الاجتماعي بشكل دقيق. تستخدم منصة إيكاد التحليلات الرقمية المتقدمة لتتبع التوجيهات والأجندات الرقمية المختلفة، وكشف الحسابات الوهمية، ومراقبة الأنشطة المشبوهة على الإنترنت.
تهدف منصة إيكاد إلى تقديم رؤى مفصلة حول سلوكيات المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي والتفاعل مع المعلومات الرقمية. يمكن أن تساعد هذه المنصة في رصد وتحليل الحملات الرقمية والتلاعب الرقمي والأنشطة غير المشروعة عبر الإنترنت.
التعليقات مغلقة.