الساعة قد حانت / المحامي عبدالكريم الكيلاني
المحامي عبدالكريم الكيلاني ( الأردن ) – الثلاثاء 17/10/2023 م …
( يجب ان نكون مستعدين لحدث هائل في النظام الالهي ، نسير نحوه بسرعة ينبغي ان تثير كل المراقبين ، وقد اعلنت النبوءات المروعة ان الساعة قد حانت )
كذلك قال رينيه غينو الفيلسوف الفرنسي ، في خاتمة كتابه (ملك العالم ) .
يعد غينو و احدا من اهم الشخصيات و اكثرها تاثيرا ونفوذا في علوم ( ما وراء الطبيعة ) metaphysical analysis .
وقد لقب ب ( عقل فرنسا السجين ) فمؤلفاته لم تلاق انتشاراً واسعا بين العامة و بقيت محصورة بالاهتمام من مراكز الحكمة في مطلع القرن العشرين .
وما لاشك فيه ان تاثير هذا الفيلسوف اتخذ مظاهر عدة ، احداها ، النبوءات المرتكزة على فهمه للعدل ، الانتصار للمظلوم.
فقلب المفاهيم التي تتحدث عن قيام الساعة ، ونهاية العالم واعاد تعريفها ليضعها في مكانها الصحيح من السنن الكونية .
فقيام الساعة و نهاية العالم كما تصورها في كتابه (ازمة العالم الحديث )، تعني نهاية (عالم ما ) توافرت عناصر نهايته ، كالظلم و الطغيان و الاستبداد ، و تعني ايضا خلق (عالم ما ) جديد ، لاحت بروقه و التمعت ، من وراء السحب المحملة بالبشائر .
، و لم تكن نبوءات رينيه ، ضربا من التخييل لكنه صاغ نظرياته بناءا على البراهين و الادلة العقلية .
وبينما كان العالم غارقا في ويلات الحروب العالمية ، كان رينيه عاكفا في صومعته ، مشمرا لخوض معركة اخرى ، نقد من خلالها العقل الغربي ونظرته للشرق ، عبر ابحاثه الجادة وعناوينه الموحية بطاقة هذا المفكر :
من ( كراهية السر ، كتاب شرق وغرب ، اللب و القشرة ،الليلان)
ورينيه الذي يحركه ظمأ روحي يحركه ايضا ايمان صادق ، بان الشرق يمتلك ثراءا تاريخيا وروحية خالدة فيه ، و لوكان في آخر الركاب مدنيا و علميا .
ومن هنا ، ادهش رينيه ، العالم الغربي المتبجح بامتلاك اسرار التفوق ، و الاختراعات التي ابهرت البشرية صارخا في وجه الحضارة التي نشأ فيها ، ان هذا التفوق يجعل العالم الغربي ، في امس الحاجة الى التعامل مع ثقافة الشرق وفق علاقة ندية لا فوقية ، لان هذه الثقافة القائمة على المساواة هي الكفيلة ، بان يبحر الربان في السفينة الى شاطيء الامان ، من خلال العثور على الحقيقة المفقودة ،التي تربط الانسان بالكون الواسع وادراك التوازن الحكيم .
تلك الحقيقة التي انقطعت بعض خيوطها ، تحت ضغط ثقافة العصر ، فاعاد الشيخ رينية ، احياء مفاهيم العطف و المساواة و الحب ، عوضا عن القسوة و الاستعلاء و الكراهية
فنبذ الاحتلال و الاستعمار واحل مفاهيم التنمية و الحوار ، توقف طويلا في سرديته على الرموز و الاشارات في الكتب و الاسفار المقدسة كالماء و النور ، و الخاتم ، و الارض المقدسة ، قدس الاقداس التي رآها تحت ظل الحراب .
فسعى لترشيد الوعي الانساني، بالأمن و السلام العادل ، مهمته الكبرى التي عاش من اجلها في حياة تشبه حياة الرهبان ، وفي ( دار فاطمة ) بحي من احياء القاهرة استقر به الترحال الطويل، لم تكن تلك دار القرار فحسب ، بل دار المقام ايضا وأي مقام ؟؟ قضى عبدالواحد الشيخ رينيه نحبه شاهدا وشهيدا ، على موعد هناك، وقد بلَّغ و بلغ منتهى الغايات في سيره الى الله ، مرددا اسماء الله الحسنى اسما اسما باعتبارها مراتب السير، و يختبر استعداداه الباطني في الترقى (لمقام القربة) ولفظ مع انفاسه الاخيرة اعظم الاسماء ( الله الله) معلنا نهاية ساعته ، ليحتفي العالم بذكراه ، في شهر نوفمبر من كل عام .
فهل آن الوقت لساعة نبوئته ؟ اجل قد آن.
التعليقات مغلقة.