بيان مكاشفة صريح شديد اللهجة لحزب الجبهة الأردنية الموحدة
الخميس 6/10/2016 م …
الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي …
*البيان تناول حول حال الأردن في العديد من القضايا السياسية والإقتصادية والاجتماعية والديمقراطية والوطنية العليا ..
*البيان يحذر من قادم أسوأ ويدعو لحوار وطني شامل على مستوى الدولة ” لا الحكومة ” لا يشارك فيه فاسدون ولا ممولون أجنبياً..
*التعديلات الأخيرة تحمّل رأس الدولة أوزار الفاسدين ..
*سيحل الحزب نفسه في حال كانت نتيجة البيان ” صيحة في فنجان ” ..
أصدر حزب الجبهة الأردنية الموحدة بيانا شديد اللهجة انتقد فيه مجمل السياسات الأردنية الراهنة ، وحذر من قادم أسوأ في حال لم تجر مراجعة شاملة سريعة وتصحيحاً للمسار، واعتبر ان الأوضاع الأقتصادية تدفع الشباب للإنخراط في الإرهاب وأنه ليست مسؤولية الدولة نشر الجيش على نصف الكرة الأرضية بحسب البيان ، واتهم الحكومة ومعظم السياسيين بالفساد منتقداً التوريث في المناصب ، كما انتقد معاهدة وادي عربة التي في ظلها يقتل الأردنيون .. ودعا إلى حوار شامل على مستوى الدولة لا الحكومة لا يشترك فيه فاسدون ولا ممولون أجنبياً ، وقال أن هدف التعديلات الدستورية تحميل راس الدولة أوزار الفاسدين ، وأشار البيان إلى أنه في حال لم تكن هناك استجابة فسيقدم الحزب على حل نفسه لأنه يرفض ان يكون شاهد زور ، ومؤكداً إنتهاء فترة كان فيه يجامل ويصمت .
وفيما يلي النص الكامل للبيان
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان هام من حزب الجبهة الأردنية الموحدة
هذا بيان للناس وليوعظوا به
كان من المفترض أن يكون هذا البيان موجها إلى العقل الجمعي للدولة الذي يوصي بصياغة القرارات ويؤسس للإستراتيجيات على فرض أن هناك استراتيجيات تصاغ، والذي يشكل الحكومات ويرأس الرؤساء
ويزعم الرويبضة على رؤوس نبلاء الأمة والذي يقوم بعملية تدوير مؤسسات النهب والفساد ورؤسائها كما يتم تدوير النفايات في الغرب، غير أننا ومن خلال تجربتنا السياسية المريرة لسنوات طويلة نعترف أننا شاركنا فيها في المسايرة والمداهنة عل وعسى أن يصلح الحال أو أن ينتبه أحد لما نقول ونحن لا نبحث عن مال أو جاه
هنا، فـ ( لاجاه عندك تهديه ولا مال فليصلح القول إن لم يصلح الحال) . إن مؤسسة صنع القرار في الدولة تتصرف بتطرف غريب ، وتكاد توصل البلاد إلى الهلاك والدمار المحتم ، وهي ترى الإقليم يشتعل ناراً وشرره ولهيبه يصل إلى وجوه الأردنيين ، وما يزال النمط في التصرف نفسه، وهناك من يدفع باتجاه تدمير النظام السياسي الأردني والعقد الاجتماعي الموثق وتدمير الشعب الأردني الذي ضاق ذرعا بكل شيء ، بعد أن قضت مؤسسة الحكومات الأردنية المتعاقبة والتي لا فرق بين أي واحدة منها وما قبلها أو بعدها، إلا بمقدار ما تستطيع أن تصل فيه إلى أعمق أعماق جيوب المواطنين ؛ الذين تمت سرقتهم جهارا نهارا وعلى رؤوس الأشهاد، ودمرت كل القيم المجتمعية والأخلاقية والوطنية في نفوس المواطنين حتى صارت حالات الانتحار شبه يومية وبات الصراخ المكتوم للأردنيين، يصم الآذان دون أن يلتفت من بيده السلطان إلى ما يجري.
إن الله ليزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن، أما إذا كان السلطان والقرآن مغيبان تماما فإن الفوضى والتطرف سيحلان مكان ما تفتقده الأمة من أمن وأمان، الأمن ليس السكوت والهدوء، فالهدوء الأكثر صمتا هو ذلك الذي يسبق العاصفة، إن فقه الحكم وفقه السياسة المجتمعية يستدعيان أن يخلو العقل الجمعي للدولة بنفسه خلوة صوفية حقيقية لا مصلحيه ولا أنانية ولا رفع عتب ، وأن يتدارس الوضع وأن ينظر إلى ابعد مما هو أمام انفه فقط.
فتشكيل الحكومة والأعيان الأخيران على سبيل المثال لا الحصر لا يعبران عن فهم عميق لمقتضيات المصلحة العامة ، ولو أردنا أن نفصل في الموضوع لأوجعنا وتألمنا أكثر مما نحن فيه، حتى أن الرئيس وحسب الأخبار الموثقة والمنشورة يسأل رئيسا سابقا عن الاسم الرباعي لشخص ثالث يريد أن يعينه في مجلس الأعيان، ووزير يعين ثم يستقيل بعد 24 ساعة، وصلنا إلى هذا الحد من التسطيح وعدم الاكتراث.
وحتى لا يكون كلامنا مرسلا وبدون غاية أو هدف فإننا نعيد وللمرة الألف ربما التذكير بملفات الفساد، الفوسفات وأمنية ومن هي الأسماء التي تقف وراءهما، وسكن كريم والملكية وميناء العقبة وبرنامج التحول الاقتصادي ومصفاة البترول والبترول، وعشرات الملفات التي طويت طي السجل للكتب.
ولم يقم من يجب أن يقوم بذلك باستعادة الفاسدين المجرمين المحكومين الفارين من وجه العدالة والذي لم تكلف الحكومة خاطرها حتى بإصدار مذكرة جلب لهم، ونذكر بقضايا الكازينو وأراضي الدولة والمؤسسات الخاصة والصندوق الاستثماري الأخير المفصل على قدر أهل الفساد والفاسدين.
نذكر باللجان التي شكلت ولم تخرج بأي مخرجات ولا نتائج ولا قرارات ولا توصيات، نذكر بالأردنيين الذين باتوا يقتلون على حدود اتفاقية وادي عربة ولا بواكي لهم والحكومة تصمت صمت القبور، نذكر بأساليب الجباية والإفقار القسري لأبناء الشعب الأردني ؛ الفقير أصلا.
نذكر بالوطن الذي يكاد يصبح شركة مساهمة خاصة مقصورة على المحاسيب والمغاريب من الأصدقاء. إننا نرى كل منظومة القيم الإسلامية والوطنية ومفاهيم التعايش والتوافق الاجتماعي تتهاوى واحدة تلو الأخرى.
ونرى أن لا حكومة برلمانية ولا قانون انتخاب حقيقي ولا دور للنزاهة في الأداء الحكومي، ونرى أن المسألة لا تعدو كونها تدويراً للأسماء وتمشيا مع مبدأ التوريث في الوزارات والمؤسسات والدوائر والحكومة والدولة وغيرها.
ونرى أن لا دور للأحزاب فالدولة لا تريد أحزابا فاعلة، ونرى أن الأمور تسير إما بالقهر أو الابتزاز أو الرشا السياسية ، ونرى أننا ذاهبون الى نهاية واحدة محتمة، إذا لم نتدارك الأمر فورا ودون تأخير.
هذا هو الواقع المر، وهذه هي الحقيقة المجردة، والحكم يا صاحب القرار يدور مع علته وجودا وعدما، وما يجري يتبدى وكأنه يمهد لحدوث سنن كونية جبرية تطيح بالفاعل والمفعول به على السواء في وطننا ؛ الذي بات يعج بالفوضى السياسية والأخلاقية ، وصار النهب والسلب نوعا من الفهلوة السياسية والعمل العام.
لم نكن نريد أن نظهر هذا صريحا واضحا لأننا نخاف على الوطن من المستوطنين، والمواطن غير المستوطن والمسافر غير المقيم والذين يعيشون في قاعة ترانزيت غير الذين جذورهم ممتدة من أقصى وديان الشمال إلى أقصى وديان أم الرشراش الضائعة.
وإن الله يمهل ولا يهمل وقد أمهلنا طويلا ونخشى أن تغشانا غاشية والعياذ بالله فنصبح في ديارنا جاثمين ، وقد كممت الأفواه، وساد رؤساء الجباية ووزراء الخداع والتورية، فنسب البطالة إلي يدعي الوزراء بها غير صحيحة ونسب الفقر كذلك، وثلث الشباب الأردنيون عاطلون عن العمل ويقضون اليوم في المقاهي والملاهي، وإن سنحت فرصة لأحدهم بـ (السياحة الجهادية ) لا يتردد ولا يتأخر، ونسب الفقر لا يمكن وصفها ومن لا يرى لا يصدق ، وبات شبابنا يشكلون العمود الفقري للحركات الجهادية او المتطرفة ، سموها ما شئتم بل قادة ومؤسسين لها ، وذلك بفضل رؤساء وحكومات كالتي مرت علينا في السنوات الأخيرة.
إننا في حزب الجبهة الأردنية الموحدة ونحن نرى الخطر المحدق بالوطن من كل جانب، ونرى الفرص متاحة لكل الهواة وأصحاب الأجندات وممنوعة على أبناء البلد الحقيقيين ـ نستذكر مقولة رئيس وزراء وطني سابق ـ حينما كان هناك ذات يوم رؤساء وزراء أردنيون بحجم الوطن ، لا يحملون جنسيتين وليس لهم ولائين (أنه ما بحرث الأرض إلا عجولها ) لكن عجولها باتت للماء والحطب ، فتحكم أباطرة المال ومن خلفهم من السياسيين الذي يشتمّون روائح المال الحرام عن بعد، فأجروا التعديلات الدستورية التي تحمّل الملك ، كل تبعات أعمالهم ودقوا أسافين بين النظام السياسي والشعب، وجعلوا القاصي والداني يتندر بنا وبفسادنا وسرقاتنا وسطحيتنا في التعامل مع الدستور.
واقروا ازدواجية الجنسية لمن يريد ومن لا يريد من المسئولين وكبار رجال الدولة وزرعوا كل بذور الفتنة التي حينما تنمو وتزهر ستملأ الأرض شوكا وسما زعافا.
إن الأردن بحاجة إلى الرعاية الضرورية وليس دور الأردن رعاية النازحين واللاجئين فقط، ولا من أجل هذا خلق ولا هو مكلف بأن يكون كبش الفداء لكل أخطاء الأمة ، ولا الأردن مسئولا عن أزمات نصف دول العالم ، حتى يرسل جنوده كلما ألمت بأحد مشكلة، ولسنا حماة العالم العربي ولا نحن من يجب أن يستجدي معونة من هنا ومعونة من هناك، بينما نحن من نحمي حدود إسرائيل وكثير من الدول غيرها من الفوضى والمشاكل والحروب.
على من يسمون أنفسهم المجتمع الدولي ، أن يفهموا الحقيقة كاملة وأن يشطبوا ديون الأردن (قلم قايم ) وعلى أشقائنا العرب أن يفهموا أن لنا دينا في أعناقهم وأن مسئوليتهم أن يقفوا معنا وهناك ألف طريقة وطريقة لفعل ذلك.
والأردن يملك أوراقا لا ندري لماذا يحتفظ بها دائما في خزائن مغلقة ولا يستخدمها إلا إذا كان هناك مالا نعرفه ونشك بذلك.
إن الثقب أكبر من الرقعة ويحتاج إلى وطنيين أحرار وحكومة لا تسرق ولا تكذب ولا تجبي ولا ” تستهبل ” الناس ؛ حتى نبدأ بعملية الإصلاح ، وإلا فإن القادم أسوأ مما تتوقعون بكثير ، وسواء كانت الأجهزة الأمنية مقتنعة بما نقول أم لا ، فهذه هي الحقيقة المرة، والحكومات التي تعرف كل شاردة وواردة تعرف كل تفاصيل وأساليب النصب والاحتيال ؛ التي أفقرت الوطن ، كما في قضية الفوسفات، والتي تعرف أصحاب المقامات والقامات من أسماء تقف وراء الفساد ، عليها أن تتصرف أو تنصرف، فالأردنيون ضاقوا ذرعا بحكومات ضعيفة ، لا تملك إلا الابتسامات الصفراء تصرفها للأردنيين والتودد إلى الكيان الصهيوني وصرف المجاملات له رغم كل الخوازيق التي يدقها في أقفية الأردنيين.
إننا ندعو إلى أن تقوم الدولة وليس الحكومة بحوار جاد مع رجالات الأردن ومؤسسات المجتمع المدني والأحزاب، ولا نعني برجالات الأردن أولئك المستوزرين والمتسلقين والمرائين، ولا بمنظمات المجتمع المدني جماعات الـ NGO’s ، ولكن لا بد من حوار حقيقي جاد وهادف وسريع لأننا نرى العاصفة مقبلة من بعيد.
ونسأل الله أن يسترنا منها، وإذا كانت رسالتنا وبياننا هذا صرخة في فنجان، ولا يريد أحد أن يسمعنا ، فسنقوم وبراءة إلى الله بحل حزبنا على رؤوس الأشهاد ،لأننا لا نريد أن نكون شهود زور على كل ما يجري.
سوف يقوم بعض الرويبضة والوشاة وأصحاب الأجندات المعلنة والخفية وأصحاب الطرق والزوايا من جماعات البخور الأمريكي والليبرالي بتفسير بياننا على أوجه توغر صدر الديوان علينا، ولكننا لم نعد نأبه للوشاة والسحرة والمشعوذين، فبياننا وطني وخطابنا السياسي مخلص صادق، وصديقك من صدقك لا من صدقك، ونحن أحرص على النظام والدولة والوطن من الكذابين والمنافقين.
هذا بيان للناس وليوعظوا به، صدق الله العظيم
حزب الجبهة الأردنية الموحدة
** يذكر أن رئيس الحزب هو أمجد هزاع المجالي ؛ الذي تولى مناصب عديدة في الديوان الملكي الهاشمي والحكومة ، والعضوية في مجلس النواب .
التعليقات مغلقة.