التصعيد الإعلامي الاميركي / ناجي الزعبي
ناجي الزعبي ( الأردن ) الجمعة 7/10/2016 م …
التصعيد الاميركي الذي تزامن مع معركة تطهير حلب تصعيد متوقع ومعتاد بالتزامن مع كل المعارك الاستراتيجية التي خاضها الجيش السوري وحلفاؤه ضد الارهابيين وهو خطوة تندرج تحت عناوين شتى أهمها تحسين شروط التفاوض والنفخ في نيران حرق سورية واستنزاف جيشها وقدراتها الاقتصادية ، اضافة لتصعيد المجابهة والحرب الباردة تجاه الدولة الاتحادية الروسية
ان تلويح اميركا الأخير باستخدام النووي وقصف ٢٨٨ هدف سوري بالطائرات لن يثني الجيش السوري وحلفائه عن المضي باجتثاث الاٍرهاب ولن يدفعها للرضوخ للهيمنة الاميركية وهو تصعيد متوقع مشابه لحملات تصعيدية سابقة تزامن مع كل معركة حاسمة .
لقد أتى (كولن باول الكاذب) بقائمة مطالبه لسورية اثر الغزو الاميركي الهمجي للعراق واحتلاله لها وتواجد عشرات الألوف من القوات الاميركية المسلحة متضمنة الطلب من سورية التخلي عن المقاومة والتحالف
السوري الإيراني ، لكن سورية رفضت في الوقت الذي ارتعدت به فرائص العالم كله من السطوة الاميركية .
كما نذكر كيف غادر الجيش الاميركي العراق تحت ضربات المقاومة العراقية بحفل اجري بمنتصف الليل ، والمنتصر لا يغادر بالظلام .
ثم لوحت اميركا بالقصف الجوي وبوارجها تجوب المتوسط ، ولم ترضخ سورية للتهديد وعلى العكس فقد اضطر الوهن الاميركي الروس لإيجاد ذرائع تخلي سورية عن الكيماوي ليغادر الأسطول المتوسط يجر اذيال الخيبة والهوان .
لا تستطيع اميركا تحمل كلّف الحرب من الناحية الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأخلاقية ، بسبب حروبها التي خاضتها ضد الشعب العراقي والأفغاني ، وفي حال قيامها بأية خطوة مجنونة فهناك موازيين قوى جدت على المستوى الدولي والاقليمي مناهضة للجموح الاميركي وهي جاهزة للتصدي والانخراط في الدفاع عن التحولات التاريخية التي أنهت الى غير عودة هيمنة القطب الاميركي الأوحد .
كما ان هناك مسألتين تفاقمان الوهن الاميركي : أولهما العدو الصهيوني الذي ستصبح ساحته ميدان حريق شامل ، وبنك الأهداف الذي يشمل القواعد الاميركية على امتداد الوطن العربي وتركيا ، وربما ستدخل بعض من الدول التي تدور بالفلك الاميركي في قائمة الأهداف .
الكاوبوي الاميركي لم يعد قادرًا على النيل من ضحاياه ولم يعد مطلق السراح كما في السابق .
التصعيد الاميركي لا يعدو سوى جعجعة واسلوب عفى عليه الزمن لتحسين شروط التفاوض ، واي خطوة اميركية مجنونة لابد ان تتذكر ان في الخندق الاخر التنين الصيني الذي أبدى حرصاً وقام بخطوات غير مسبوقة للدفاع وحماية مصالحه ، يضاف للدب الروسي الذي يبدي حزما صريحاً واضحاً ويضع مستقبله على ذمة انتصاره في سورية ، ومنظومة المقاومة سورية وحزب الله وإيران وآخر هذه القوى كاحتياط استراتيجي هو كوريا الشمالية التي قد تكون بيضة القبان .
التعليقات مغلقة.