«الفوضى والنظام» … معرض للسفير الفنزويلي في عمان
الأردن العربي ( الجمعة ) 13/2/2015 م …
وسط مجموعة من اللوحات متنوعة الأحجام والألوان، الناطقة بألوان تجمع ما بين الطبيعة وما يفرض نفسه عليها، أقام جاليري نبض في العاصمة الأردنية عمان معرضا للفنان والسفير الفنزويلي في عمان فاوستو بورهي بعنوان «الفوضى والنظام» افتتحته الأميرة عالية الطباع.
ووفقاً للفنان فاوستو بورهي، فإن أعماله مستلهمة من العناصر والقوى الأولية التي تقف وراء هذا الكون.
ولهذا السبب، يقول الفنان: «تجدون أن أعمالي تتّسم بالفوضى والنظام في الوقت نفسه». وفي تعريف الفنان لمعرضه يوضح في منشور المعرض «يصعب دائماً على المرء، خاصةً الفنان، أن يكتب عن عمله، لكنني أشعر بأني ملزمٌ أن أعبّر عن نفسي، وأظن أن هذا الشعور موروث منذ بداية خلقنا أو مغروس في حمضنا النووي. من ناحية أخرى، فإنني استطيع القول وبشكل استطرادي، إنني استلهم عملي من العناصر والقوى الأولية وغير المرئية التي تقف وراء حركة هذا الكون. لذلك أقول أن عملي هو عمل منظّمٌ وفوضويٌ في الوقت نفسه.
فهناك دائماً بنية أعمل على أساسها ولكنها تتغير كما يبدو عبر قوى فوضوية وغير منظمة. كما أنني أحب أن يبدو عملي عريقا وغامضا لا توجد فيه حوافٌ حادة ورسائل واضحة. دعونا لا ننسى أيضاً، أننا نجهل تماماً أمور الحياة والطبيعة، ولعله من المستحيل أن نتمكن من الوصول إلى فهمٍ شاملٍ للعوامل التي تشكّل عالمنا هذا.
في حديثه مع «القدس العربي» لا يعتبر بورهي أن هنالك أي تناقض ما بين الفوضى والنظام، والدليل الأكبر على ذلك هو الطبيعة التي تجمع بينهما وهذه هي الرسالة التي يسعى لإيصالها من خلال هذا المعرض.
ونفى أن يدعي نفسه فنانا واقعيا، إنما يقترب أكثر من العمل الفني البنائي، كونه مجال دراسته الجامعية في الهندسة الميكانيكية، حيث اعتمد في عمله الفني الحاضر على مواد من الطبيعة وأهمها الخشب، كما أنه رسم أغلب اللوحات باستخدام يديه ولم يعتمد على الفرشاة.
المعرض الذي احتوى أعمالا متنوعة في الألوان والأحجام، بررها بورهي بأن اللوحات الصغيرة من الأعمال السهلة التي لا تستغرق وقتا طويلا ولا تحتاج إلى جهود كبيرة، بينما لا يجد تفسيرا واضحا حول الألوان المختارة، حيث يقول «الألوان الشيء الوحيد الذي يختارني ولا اختاره».
وحول الجمع بين السياسة والفن، يقول بورهي «هنالك الكثير من الدبلوماسيين الذين كانوا فنانين وأدباء وشعراء مثل الشاعر التشيلي بابلو نيرودا الذي عمل دبلوماسيا وحصل على جائزة نوبل للآداب، والكاتب المكسيكي كارلوس فوينتيس. وفي أمريكا اللاتينية هنالك تقاليد بأن من يعمل دبلوماسيا لا بد ان يكون في واحدة من المجالات الأدبية».
وما يدفع الفنان نحو الإبداع، لا يتعلق البتة بالسياسة بل بالمخفي، الشيء الذي لا يرى، الواقع غير الموجود، وما نراه نحن لا يشكل شيئا من ذاك العالم الكبير غير المرئي.
وفي تعريفه لمعرض بورهي «الفوضى والنظام» يقول خالد خريس، مدير عام المتحف الوطني للفنون الجميلة «تأخذنا أعمال الفنان الفنزويلي فاوستو بورهي في رحلة بصرية تخاطب عيوننا وحواسنا ومساماتنا، فنحن أمام سطوح تصويرية حقيقية لا تنتمي للوهم، وإنما للمادة نفسها، فكل ما يتشكل أمامنا من سطوح ونتوءات ومعاجين وأشكال وألوان، هي وليدة لحظة الإبداع حيث عين الفنان الثاقبة وخبراته المتراكمة».
ويضيف خريس «تتميز أعمال بورهي بأن لكل عمل فني كيانه وخصوصيته وهو يجمع بذلك بين الوحدة والتنوع، الوحدة في هذا التوجه التجريدي المنبثق من الواقع والتأكيد على المادة بصيرورتها وتفاعلاتها، والتنوع في أعمال تنحو نحو التمظهر على شكل ما، وأخرى حرة لا شكلية، وكلاهما ضمن تنويعات لونية ذات طابع مونوكرومي واضح».
وفي نهاية حديثه أشار خريس إلى أن أعمال فاوستو تجمع بين سهولة الإدراك الحسي وتعدد إمكانيات التأويل للنفاذ إلى أبعد من ذلك، لكن ضمن شروط وطبيعة بنائية العمل الفني لديه. وفي هذا المعرض المتميز نجد أنفسنا أمام فنان يعكس رؤية فنية ذات مذاق خاص، وتجربة فنية غنية متنوعة.
يذكر أن الفنان فاوستو بورهي ولد في كوستاريكا عام 1950، ودرس النقش والحفر على يد المعلم كريشنا ريدي في جامعة نيويورك، كما تعّلم الرسم لدى عصبة طلاب الفنون في نيويورك أيضاً بين الأعوام 1980 و1983.
ويحمل فاوستو شهادةً في علم الجمال وماجستير في علم الاجتماع من جامعة بوردو في فرنسا، ومنذ عام 1982، أقام فاوستو عدة معارض فردية في بوردو، وبايون بفرنسا، وفي كاراكاس بفنزويلا، كما شارك في عدة معارض جماعية في الولايات المتحدة وفرنسا وفنزويلا. ويعيش ويعمل حالياً في عمان كسفير لجمهورية فنزويلا البوليفارية في الأردن.(القدس العربي – آية الخوالدة)
التعليقات مغلقة.