تساؤلات !! / سماك العبوشي
سماك العبوشي ( العراق ) – الثلاثاء 24/10/2023 م …
ما هي الدلالات والمؤشرات:
أولا … لوصول طائرة نقل عسكرية بريطانية أرض تل أبيب تحمل أعتدة وأسلحة حربية أعقبه هبوط رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك Rishi Sunak منها حيث كان باستقباله مسؤولون صهــاينة!!؟
ثانيا … لوصول الرئيس الأميركي ( الخرف ) جو بايدن الى إســرائيل الأربعاء المنصرم في “زيارة دعم” في اليوم الثاني عشر من الحرب الإسـرائيلية الوحشية العدوانية المتواصلة على قطاع غزة، حيث أشارت وكالات الانباء والقنوات الفضائية العالمية والعربية الى هبوط الطائرة الرئاسية الأمريكية في مطار بن غوريون قرب مدينة تل أبيب، دون أي مراسم استقبال، حيث استقبل الرئيس الإسـرائيلي إسحق هرتسوغ نظيره الأمريكي بحضور رئيس الوزراء الإسـرائيلي النتن ياهو، حيث عانق المسؤولان بايدن وصافحاه بحرارة، أطلق بايدن بعدها تصريحاته مؤكدا أن دعم بلاده لإسرائيل “صلب كالصخر” و”راسخ”!!، علما أنه قد سبق زيارة الدعم هذه وصول حاملة طائرات أميريكية قبل أيام وركونها أمام السواحل الفلسـطينية المحتلة!!؟
فماذا الذي يعنيه ذلك!!؟
لعل المؤشر الأكبر الذي يُستنتج ويُفْهَم من هذين المشهدين هو الانحياز الغربي التام والمطلق عموما، والأميركي والبريطاني على وجه الخصوص، لدولة الاحتلال الصهـيوني، وبالتالي الوهم الكبير الذي عاشته الأنظمة العربية ( خاصة الأنظمة المطبعة منها) من شعارات رعاية السلام وَأضغاث أحلام ووهم إقامة الدولتين التي رفعتها الولايات المتحدة الأميركية وصدعت بها رؤوسنا طيلة العقود المنصرمة!!.
أما المؤشر الثاني الذي يُستشف منهما فيتمثل بحقيقة ما أقدمت عليه حركة حماس من عمل بطولي مخطط ومتقن بتاريخ 7 تشرين اول / أكتوبر 2023، والذي أطاح من خلال عملية ( طوفان الأقصى) بصورة الكيان الصهيـوني المهيبة المنيعة والتي لا تقهر، مما أثار الفزع الكبير لدى قوى الاستكبار العالمي وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا ودق ناقوس الخطر لديهما من احتمالية انهيار الطفل المدلل اسرائيل وضياع ركيزتهما في المنطقة العربية وتبخر أحلامهما بالسيطرة فيها!!
لقد تجلى الدعم الأميركي الكامل لدولة الاحتلال في كل الأطر حتى وصل الامر بها الى تبني كل الأخبار الواردة من إسرائيل من طرف أعلى قيادة في الولايات المتحدة، حتى وإن كانت تلك الأخبار مفبركة كما حدث مع خبر قطع حماس لرؤوس أطفال إسرائيليين الذي فبركته مصادر إسرائيلية وتحدث عنه الرئيس الأميركي جو بايدن، فضلا عن وسائل إعلامية غربية مشهورة!!.
لقد أثبتت حمـاس بما لا يقبل الشك وعلى وجه اليقين عبثية المفاوضات التي جرت لعقود خلت بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية والتي توقفت بفضل الله وعنايته بعد ان استشرى سرطان الاحتلال في قرى ومدن الضفة!!، علاوة على هراء عملية السلام التي رعتها الولايات المتحدة الامريكية والتي انحازت بشكل كامل وسافر مطلق للجانب الصهـيوني ، هذا كما أكد أن حمـاس تمثل نفيضة المقاومة المقارعة للاحتلال في ظل تقاعس السلطة الوطنية الفلسطينية وعدم حماية أبناء شعبها وانشغالها بالتنسيق الأمني في الضفة بين سلطة محمود عباس ودولة الاحتلال!!
ختاما …
لابد من القول بإن ما أقدمت عليه حماس كان إنجازا كبير وعظيما تمثل بإجهاض صفقة القرن المشبوهة والتي كانت تروم إنهاء القضية الفلسطينية من خلال المخطط الخبيث بتهجير أبناء الضفة وغزة الى الأردن ومصر، كما حركت المياه الراكدة فأعادت الاهتمام العالمي بقضية فلسطين من جديد!!
هذا… وما النصر الا من عند الله.
قال سبحانه: “وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ” [الروم: 47].
وقال سبحانه: “إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ” [غافر: 51، 52].
التعليقات مغلقة.