لماذا لم يأمر السيد بالسيطرة على الجليل”تقدير موقف بعقل بارد” / د. محمد صادق الحسيني

د. محمد صادق الحسيني ( لبنان )  – الأربعاء 25/10/2023 م …




لماذا قرر حزب الله الدخول في المعركة بشكل متدحرج ولم يقرر السيطرة على الجليل بضربة واحدة وفوراً ، وهي خطوة حماسية محببة لجمهور المقاومة في كل مكان لو حصلت ، كما فعلت القسام في السيطرة على غلاف غزة!؟

خاصة وان القابد العام للمقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله كان قد صرح في وقت سابق وبكل وضوح ، بانه قد يأتي وقت قد تطلب منكم قيادة المقاومة السيطرة على الجليل..

لماذا اذن لم يحصل هذا الان بالذات ، هل لان ذلك لم يحن وقته بعد، ومتى يحين وقته!؟

١- هل لان مثل هذه الخطوة العالية السقف الان ستنقل المعركة فوراً الى حرب اقليمية وربما عالمية خارج السيطرة لا يريدها احد حتى الفلسطينيين .!؟

٢- هل لان مثل هذه الخطوة الان قد تدفع بالراي العام العربي و الدولي للاصطفاف على غير ما تريده غزة ويريده محور المقاومة ، حتى لا يتم تصوير المعركة وكأنها معركة ايرانية امريكية يستغلها العدو لغمط حق الفلسطينييين في الدفاع كما في الهجوم!؟

٣- هل لان مثل هذه الخطوة الان قد تضعف زخم عملية طوفان الاقصى لتصبح تفصيلا في معركة اكبر واوسع ، فتعطل بعض مفاعيل ما توخته غزة وقيادتها من طوفان الاقصى !؟

٤- من هنا جاء القرار بالدخول الى مسرح العمليات بالطريقة التي تمت وهي ذاهبة الى ابعد الحدود وحيث تتطلب مفاعيل طوفان الاقصى على ان تكون بايقاع متدرج يكون فيه زمام المبادرة بيد المقاومة في غزة وفي المحور ، لا بيد العدو ، اي ايلام العدو بالضرب التصاعدي المتدرج، ومشاغلته بقوة بهدف ثنيه عن الحشد البري ضد غزة والتخفيف عن جبهتها وتعزيز وترسيخ انتصارها التاريخي ، بحيث يبقى زمام المبادرة بيدنا ، نأخذ فيها العدو حيث نشاء نحن لا حيث يشاء هو .

بانتظار كسر العدو الاسرائيلي وسيده الامريكي واجبارهما على الرضوخ والاقرار بالهزيمة بالتوقيت الفلسطيني التشريني الجديد الخارق لكل قواعد الاشتباك ، وهو ما نعتقد انه حاصل بالتاكيد في كل الاحوال.

اما اذا تمادى العدو ولم يراعي ولم يكتف بهذا المقدار من الهزيمة، وذهب في حماقة غير محسوبة الى ما هو غير معقول ، فعندها سيكون لحزب الله ومحور المقاومة كلام آخر وفعل آخر ، ليس اقله وضع كل الكيان المؤقت على محك الزوال، وخروج سيده الامريكي من المنطقة .

ما يجري على جبهة جنوب لبنان مع فلسطين المحتلة، من قتال تصاعدي محسوب بميزان دقيق ، وما يواكبه من ضرب هادف ودقيق في رأس قيادة العدوان الامريكية من باب المندب الى بغداد وصولاً الى الجولان ، والباب المفتوح من جهة الهضبة الايرانية ، قد تعجل في قرار السيطرة على الجليل ، ولكن دائما وابداً بتوقيت غزة، حارسة الامل الفلسطيني.

بعدنا طيبين قولوا الله

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.