العرب والمُسلِمون نيامٌ: أين سلاح النفط؟ أصواتٌ غربيّةٌ تُطالِب بمقاطعة إسرائيل لإجرامها.. “الاحتلال يُمطِر غزة بآلاف الصواريخ ويتعهد بترك 2.2 مليون شخص جائعين وعطشى ودون كهرباء…الكيان يرتكِب جريمة حربٍ وإبادةٍ جماعيّةٍ مبرمجةٍ

الأردن العربي –  السبت 28/10/2023 م …




ليس سرًا ولا جديدًا أنّه في الوقت الذي يغطُ فيه النظام العربيّ الرسميّ والإسلاميّ على حدٍّ سواء، حيّال ما يجري في قطاع غزّة، فإنّ النظام الرسميّ الأمريكيّ والأوروبيّ ينحاز دائمًا لإسرائيل، ويُبرر الاعتداءات التي تنفذها ضدّ الشعب الفلسطينيّ، ولكن مع دخول الحرب ضدّ غزّة يومها الـ 22 بدأت ترتفع الأصوات الغربيّة المُعارضة لإسرائيل.

فقبل أسبوعٍ، قدّم المسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية جوش بول استقالته؛ بسبب تعامل إدارة الرئيس جو بايدن مع الحرب الدائرة في قطاع غزة، وقال إنّه لا يستطيع دعم المزيد من المساعدات العسكرية الفتاكة الأمريكية لإسرائيل، ووصف سلوك الإدارة الأمريكيّة بأنّه “رد فعل متهورٍ قائم على الإفلاس الفكري”.

وكتب بول في معرض تقديمه خطاب استقالته المسوغ أنّه “لا يستطيع قبول الاستمرار في وظيفة تسهم في مقتل مدنيين فلسطينيين”.

وتحدث بول إلى موقع (هاف بوست) وقال، إنّه شعر بأنّه يجب عليه القيام بذلك؛ لأنه كان يعلم أنه لا يستطيع الضغط من أجل سياسة أكثر إنسانية داخل الحكومة الأمريكية، مضيفًا “عندما تأكدت من أنني لا أستطيع تغيير أي شيء استقلت”.

وبعد هذه الاستقالة بيومٍ واحدٍ، أرسل 411 موظفًا في مكاتب أعضاء الكونغرس الأمريكي رسالة مفتوحة تحث المشرعين على الدعوة لوقف إطلاق النار بقطاع غزة.

أمّا في أوروبا فقد كان موقف النرويج مختلفًا كثيرًا عن غالبية الدول الأوروبية؛ فقد حذّر رئيس الوزراء النرويجي يوناس ستوره من تدهور الأوضاع في غزة، وصولاً إلى ما وصفها بـ “كارثة إنسانية”، وأدان ستوره الحصار على قطاع غزة والإجراءات التي تستهدف المدنيين في القطاع.

كما أعلنت وزيرة الخارجية أنيكن هويتفيلدت رفضها حصار غزة، ورصدت مبالغ مالية جديدة لدعم المدنيين في القطاع المنكوب، لافتةً إلى أنّه “لا يحق لإسرائيل فعل ما تشاء للدفاع عن نفسها”.

بدورها، اتخذت أيرلندا موقفًا حازمًا من الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة. وقال رئيس وزرائها ليو فارادكار، إنّ إسرائيل تمارس عقابًا جماعيًا في غزة، وليس لها الحقّ في انتهاك القانون الدولي.

كما دعا رئيس الوزراء الأيرلندي إلى فتح ممر إنساني للسماح بوصول المساعدات إلى الفلسطينيين، وقال للتلفزيون الأيرلندي إنّه “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكن ليس لإسرائيل الحق في الظلم”. وأعرب عن قلقه مما يراه يحدث في غزة في الوقت الراهن.

وأوضح أنّ إسرائيل تنتهك القانون الإنساني من خلال معاقبتها للمدنيين الفلسطينيين، وأنّ أيرلندا ستسعى إلى فتح ممر إنساني للسماح بوصول المساعدات إلى غزة.

كما انتقد النائب الأيرلندي ريتشارد بويد باريت، في كلمة أمام برلمان بلاده، سياسة الاحتلال الإسرائيلي تجاه غزة، وقال، إنّ إسرائيل “تمطر غزة بآلاف الصواريخ، وتتعهد بترك 2.2 مليون شخص جائعين وعطشى ودون كهرباء”.

ولاحقًا قاد باريت مظاهرة ضخمة لدعم فلسطين، وصف فيها إسرائيل بـ”الدولة الإرهابية”، مؤكّدًا “نحن أمام جريمة حرب متكاملة، وفق اتفاقية جنيف”.

أمّا وزيرة الحقوق الاجتماعية الإسبانية إيوني بيلارا، فقد أدانت ما تفعله إسرائيل في قطاع غزة من أفعال قالت، إنّه يمكن أنْ نعدّها “جريمة حرب وإبادة جماعية مبرمجة”.

وأكدت بيلارا، في تصريح لها تعليقًا على تطورات الأوضاع في قطاع غزة، أنّ إسرائيل تركت مئات الآلاف من الأشخاص دون كهرباء ولا طعام ولا ماء، وتقصف المدنيين، مما يعدّ عقابًا جماعيًا ينتهك بشكل خطير القانون الدولي الإنساني، ويمكن أنْ نعدّه جريمة حرب، كما قالت.

واتهمت الاتحاد الأوروبي وواشنطن بتشجيع إسرائيل على ممارسة سياسة التفرقة والعنصرية والعدوان التي تنتهك، حسب الوزيرة الإسبانية، حقوق الإنسان بصورة خطيرة، مطالبة الاتحاد الأوروبي بتطبيق عقوبات اقتصادية ضد المسؤولين سياسيًا عن هذه الإبادة الجماعية، خاصة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانط، وبقية القادة السياسيين.

ومضت بيلارا أكثر من ذلك حين طالبت بتقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب “جرائم حرب”، كما طالبت حكومتها بتعليق العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل على الفور.

وعلى مستوى إسبانيا، أيضًا، أجبر البرلمان الأوروبي النائب الإسباني مانو بينيدا على خلع الكوفية الفلسطينية قبل إلقاء كلمته في جلسة عامة كانت تناقش الحرب في غزة. وهاجم بينيدا البرلمان واتهمه بازدواجية المعايير، خاصة أنّه كان مسموحًا ارتداء (الكيباه) أو الطاقية اليهودية للتعبير عن الدعم لإسرائيل.

وفي إنجلترا دعا رئيس حزب العمال البريطاني السابق جريمي كوربن الساسة البريطانيين إلى عدم تسويغ ما وصفها بـ”جرائم الحرب”، أو الجوع والحرمان من الدواء التي يفرضها الاحتلال على المحاصرين في غزة.

أما وزير مالية اليونان السابق يانيس فاروفاكيس فقال، “لقد شاركنا في هذه الجريمة ضد الإنسانية لعقود، لأنّنا أغلقنا أفواهنا طالما كان الفلسطينيون هم من يموتون وليس المحتلين”.

وأدان فاروفاكيس أوروبا، ودعا الغرب عموما إلى “التكفير عن خطاياه”، وإلى أنْ تتحول الأحداث إلى نداء يقظة للأوروبيين لأخذ خطوة حاسمة نحو السلام في فلسطين، بنظام الفصل العنصري

جديرٌ بالذكر أنّ الأنظمة العربيّة الرسميّة قادرةٌ على وضع حدٍّ للغطرسة والعربدة الأمريكيّة والإسرائيليّة، لو امتلكت الشجاعة واستخدمت سلاح النفط كما فعلت مرّةً واحدةً في الماضي.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.