سورية الاسد ؛تستكمل مشروع التحرير 2/2
عبدالحفيظ ابوقاعود ( الأردن ) الإثنين 10/10/2016 م …
الذكرى الثالثه والاربعين لحرب إكتوبر– تشرين التحريريه 1973؛ محطة تاريخيه لتقييم نتأئجها على مسقبل الامه الحضاري ومكانتها في النظام الدولي القائم ومسار الصراع العربي – الصهيوني على القضيه الفلسطينيه،وفق المعطيات المستجدة لنتائج الحروب التي إستولدها المشروع القومي للتحريرلولوج حقبه تاريخيه للامه والمله في زمن ولادة نظام عالمي متعدد الاقطاب والثقافات . فالاستدارة الخجوله عند الامه العربيه لولوج عصر النهضه التنويري ممكن حصولها بعد إستكمال “سورية الاسد ” مشروع التحرير الذي بدأ عام 1973 بمشروع الشراكة السورية المصريه لتحرير الارض والانسان العربي من الاحتلال الصهيو-أمريكي 1971، لكن سرعان ما تعثر المشروع بعض الوقت بالتدخل الامريكي السافر بحماية المشروع الصهيوني في فلسطين المحتله والحفاظ على المصالح الحيويه الامريكية في المنطقة والاقليم بتغيير أهداف المشروع عبر تعديل قواعد الاشتباك في الجبهتين. هل بدأت عملية الاستبدال الحضاري للامه لقيادة المله،كما وردت في الايه 38 من سورة محمد ، لولوج الامه والمله دورة ثالثة في السلم الحضاري الانساني،ليكون لهما مكانا تحت الشمس في عالم متعدد الاقطاب والثقافات ؟!!!.وهل قيام الثوره الاسلاميه عام 1979 ، المتوافق مع تولي السادات بالامه عن مشروع التحرير بتوقيع كامب ديفيد 1979؛ يشكل مقدمة الاستبدال الحضاريى للامه بقة=وم ليس بامثالها ؟!!!وهل تتحول إيران من ولاية الفقيه الى ولاية الامه، بعد الحسم السوري في الميدان العسكري في العام 2016، وبالتكوين السياسي والتشابك الاقتصادي لمكونات الاقليم والمنطقه؟!!!. عصر الانبعاث الحضاري للامة والمله ، يبدأ بعد إستكمال “سورية الاسد” مشروع التحرير بزوال إسرائيل من الوجودعلى يد محور المقاومه العربي الاسلامي ،بعد ان اصبحت سورية نقطة الارتكاز لبيكار النظام الدولي الحديد ،وبحدوث إستدارة أمريكيه عن حماية المشروع الصهيوني في فلسطين المحتله بالتراجع عن شمولها بالمظله النووية الامريكيه ،بعد فشل الحروب الاقليميه والاحتلاليه المباشرة والحروب بالوكاله،ووصول المديونية الامريكيه (20) تريليون دولار لحماية مصالحها الحيويه في الشرق وضمان أمن إسرائيل لنهب الثروات الطبيعيه للامم والشعوب . وهل يتحقق التشابك الاقتصادي لدول الإقليم ،بدلا من الاشتباك بين هلال شيعي وقوس سني ؟!!!.هل الحروب الإقليمية والاحتلالية والفوضى الخلاقة ، والفساد والإفساد والإفقار من نتاج مسار السادات الاستسلامي بإخراج مصر من معادلة المقاومة ضد إسرائيل وعزلها عن محيطها العربي والإسلامي؟!!!،هل يدفع الشعب المصري في ثوراته الشعبية ضد الاستبداد والفساد والإفساد والإفقار، ثمن مسار السادات الاستسلامي و تواطؤ نظام خليفته حسني مبارك مع الأجنبي ؟!!!.. الاستبدال التاريخي؛ فالتحليل المنطقي لمستقبل الامه ؛يشير الى ان مسارالزعمين الاسد والسادات رسما مستقبل الأمة وخياراتها المستقبلية بين ترسيخ ثقافة التسوية والاستلام والتواطؤ مع الأجنبي ضد مصالح الأمة ،واستعادة المسار الطبيعي للصراع العربي – الإسرائيلي ” دورات حروب “،لتحرير الأراضي العربية المحتلة و حصل الاستبدال التاريخي للامة لقيادة المله. فالأسد عمل على تحقيق التوازن الاستراتيجي الكاسر مع إسرائيل في زمن قياسي ،حيث تحقق أول انتصار للمقاومة بالانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان 2000،وتوالت الانتصارات ،فكان الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في العام 2000،وانتصارألمقاومة الإسلامية في لبنان في حرب تموز العام 2006،والصمود الأسطوري للمقاومة في حربي تدمير غزه 2008- 2009،و2012. علامات فارقة بين الزعيمين؛ فالسادات ونظامه استضاف الإمبراطور المخلوع في مصر حليف الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن مات ودفن فيها ،وأمد العراق بالسلاح الروسي إبان الحرب العراقية الإيرانية 1980- 1988.وقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع طهران ،في حين أقام الأسد مع إيران تحالفا استراتيجيا ،لبناء محور المقاومة والممانعة العربي الإسلامي ،وساندها في الحرب مع العراق بقطع علاقاته مع العراق الأسد والسادات ؛ شريكا حرب أكتوبر- تشرين التحريرية هما ؛في حكم التاريخ ،لان لكل زعيم منهما.مساره في تاريخ الأمة ،ولأنهما بعد أن وضعت الحرب أوزارها بسنوات قليلة ؛ افترق الزعيمان كل واحد منهما في طريق ومسار،حيث حددت الإحداث الكبرى التي إستولدتها أحداث هذين المسارين المتضادين؛ مستقبل الأمة بين التشابك السياسي والاقتصادي الاشتباك العسكري في صراع دام بين هلالين كما يطلق علية مشايخ الفتنة والسلطان ،ويخطط له الغرب المتصهين بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لضمان مصالحة في الوطن العربي والحفاظ على امن إسرائيل.لكن شراكة “مشروع الأسد- السادات للتحرير”، فضت بزيارة السادات التاريخية إلى القدس المحتلة 1977، وإلقائه أمام الكنيست الإسرائيلي خطابه الشهير،الذي أعلن فيه بأن حرب تشرين- أكتوبر هي أخر الحروب مع إسرائيل وتوقيع الأخير معاهدة “الكامب ” في العام 1979،ليكون العام 1979؛ محطة تاريخية لتقسيم الوطن العربي والأمة إلى فسطاطين ؛مقاوم ومستلم ليتحقق الاستبدال ، كما ورد في الايه 38 من سورة محمد. في الوقت ذاته إتجه الرئيس الأسد إلى البحث عن شريك أخر، فوجد في قائد الثورة الإسلامية إلايرانيه عام 1979 ،الشريك والحليف المؤتمن على مصالح الأمة والمله ، فعقد التحالف الاستراتيجي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في العام 1979،لبناء محورالمقاومة والممانعة العربي الإسلامي.فكانت نواة المحور المقاوم ،بتأسيس حزب الله عام 1982.فالسادات قتل في حادثة المنصة 1981،على يد احد رجال جيشه،فيما رحل الرئيس الأسد عن الدنيا دون أن يوقع معاهدة تسوية مع إسرائيل، تاركا تحرير الأراضي المحتلة للأجيال القادمة بعد تحقيق التوازن الاستراتيجي الكاسر مع إسرائيل . اتجاهان متباينان في مسار الأمة ؛ المسار الأول:- مسارالاستسلام والتواطئ يؤمن بالصلح مع إسرائيل وسار في مسارالاعتراف بيهودية الدولة في فلسطين المحتلة ويقيم معها الأحلاف والعلاقات الدبلوماسية والتجارية والتنسيق الأمني والعسكري ،فكان التخطيط لإقامة منظومة “التحالف الإقليمي الأمني” بإشراف الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1979.فستولد مجلس التعاون الخليجي بمظلة حماية امنية امريكيه ، ومجلس التعاون العربي، ومجلس التعاون ألمغاربي ، لتكون نواة منظومة التحالف لتنظم إليها إسرائيل ،ولاستكمال حلقات كامب ديفيد. المسار الثاني :- إستكمال مشروع التحرير؛ لقد اختارالرئيس الراحل حافظ الاسد المقاومة حتى التحرير ورفض الاستلام والاعتراف ب”يهودية الدولة “في فلسطين المحتلة ،ويؤمن بأن فلسطين ارض وقف لا يجوز لأي حاكم التنازل عن ذرة من ترابها ،والصراع مع إسرائيل صراع وجود لاصراع حدود،ويعمل على بناء التوازن الاستراتيجي الكاسر مع إسرائيل وفق خطة مرسومة لبناء وإعداد مجتمع القوة العربي”المجتمع المحارب”لتحريرالأراضي العربيه المحتلة .فكانت ولادة حزب الله المقاوم 1982،؛ الخطوة ألأولى من خطوات بناء محورالمقاومة العربي الإسلامي. فالقائمون على تحقيق المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة ،هم؛ بالأساس الذين قسموا الأمة إلى دول ومحاور،وهلالات مذهبية وأقواس طائفيه،وفق مراحل التنفيذ، فكانت جامعة الدول العربية كمنظمة إقليمية في إطار النظام الدولي القائم ؛أول من سعى لإيواء اللاجئين الفلسطينيين خارج فلسطين في أول زيارة لأمينها العام عبد الرحمن باشا ألعزام للأردن في العام 1947،للبحث عن أماكن بالقرب من المياه في “زرقاء شبيب” ،قبل قيام “دولة إسرائيل “في فلسطين المحتلة بالتنسيق والتوافق مع بريطانيا العظمى انذاك . الخلاصة والاستنتأجات؛ – ميزان المراجعة لحساب الإرباح والخسائر للمسار،الذي اختطه السادات لمصر والأمة خلال الجيل الاول من عمر المسار .يشير إلى أن ألانقلابات الحاصلة في مرحلة ما أطلق عليه الربيع العربي ،التي انطلقت من تونس في العام 2011،مرورا بثورة 25 يناير في ارض الكنانة ،وإنتفاضة آهل اليمن،توقفت على أبواب صمود أهل “جٌلق “،لان زعيمهم الراحل هو صانع الصمود والتحدي،وهو؛حاضن المقاومة في بلاد الشام.فكانت الحرب الكونية من سورية وعلى الدولة الوطنيه السوريه باشراف وتخطيط الولايات المتحدة الامريكيه باستخدام أدواتها الاستخباريه والميلشيات الارهابيه التكفيريه المسلحة للإسلام السياسي” الدواعش “. – إستحقت دمشق بحق زعامة محور المقاومة العربي الإسلامي ،لان زعيمها الراحل الاسد أرسى قواعد المحوروفق إستراتيجية بناء مجتمع المقاومة “المجتمع المحارب”،بالجيش العربي السوري،والمنظومة السياسية- الامنية،ومستلزمات التوازن الاستراتيجي الكاسر مع إسرائيل الى أن تحقق بزمن قياسي في عهد الرئيس المجاهد بشار الاسد ،لتكون بلاد الشام نقطة الانطلاق لاستكمال مشروع التحرير،الذي توقف من وعند بوابة القاهرة في العام 1977. – نعم ، لقد بدأت دمشق بإعادة أحياء مشروع التحريربالتحالف الاستراتيجي مع الجمهورية الاسلامية الايرانية ، حينما وقع السادات اتفاقية كامب ديفيد ، في العام 1979؛بتأسيس حزب الله المقاوم في لبنان عام 1982،ليكون محورالمقاومة العربي الاسلامي ، القوة القتالية الضاربة في الاقليم بعد تحقيق التوازن الاستراتيجي الكاسرمع اسرائيل. – أستحقت دمشق بحق زعامة محور المقاومة العربي الإسلامي ،لان زعيمها الراحل حافظ الاسد أرسى قواعده وفق إستراتيجية بناء مجتمع المقاومة “المجتمع المحارب”،بالجيش العربي السوري،والمنظومة السياسية- الامنية،ومستلزمات التوازن الاستراتيجي الكاسر مع إسرائيل وورثه الرئيس الاسد الابن الى أن تحقق بزمن قياسي في عهده ،لتكون بلاد الشام نقطة الانطلاق لاستكمال مشروع التحرير،الذي توقف من وعند بوابة القاهرة في العام 1977. – استكملت المرحله الثانيه لمشروع التحرير،والتي إنطلقت في العام 1982،وإستمرت الى عام2011،”عصر الانتصارات “،وتحقيق التوازن الاستراتيجي الكاسر مع إسرائيل في العام 2005، والانتصار على الجيش الذي لا يقهر في حرب تموز 2006 ،التي إستولدت الحرب الكونيه على سورية ومن سورية 2011-2016، وبسبب هذه المواجهه الكونية حصلت انتكاسة لتنفيذ المرحلة الثانيه للمشروع بعض الوقت للمنازله التاريخية منظومة التحالف الامني الاقليمي . – حسم “سوريه الاسد “المنازله التاريخيه؛ الحرب الكونيه بالوكالة في بلاد اشام وارض الرافدين مع منظومة التحالف الامني الاقليمي بقيادة وإشراف الولايات المتحدة الامريكية والغرب المتصهين وأدواتهم الاقليمية ؛يؤسس الى انبلاج عصر النهضة التنويري للامة والمله ،ليكون لهما مكانا تحت الشمس في عالم متعدد الاقطاب والثقافات .إنتهى*صحافي ومحلل سياسي واقتصادي
التعليقات مغلقة.