وصول غزه لحالة انعدام الأمن الغذائي / د.علا مدالله الجعافره

د.علا مدالله الجعافره – السبت 28/10/2023 م …




عندما نتحدث ونعي ما يحدث في الحروب تبقى الكثير من الحقائق العلمية غير حاضره بالمشهد فنقص الوقود والغذاء والدواء من أكبر التحديات في منطقة محاصره وتعاني ويلات ابشع حرب إباده بشريه وعرقيه في التاريخ الحديث، بالعودة إلى أزمة الغذاء منذ عام ونصف العام والتي أتت بها أيضا أزمة الحرب الروسيه الاوكرانيه التي ألقت بضلالها المعتمه على الدول المستهلكه والمستورده للغذاء.
نقص الغذاء يبدأ من عدم قدرة الفرد على الوصول للغذاء حيث تختلف متطلبات الطاقه بشكل ملحوظ من نحو 1.000 كالوري إلى اكثر من 3.200 كالوري يومياً باختلاف العمر والجنس والوزن والنشاط البدني حيث يتراوح الاحتياج من السعرات الحراريه عددُ السعرات الحرارية اللازمة يوميًّا للحفاظ على وزن الجسم:
للأطفال الصغار: بين 1000 – 1800 سُعرة حراريَّة
للأطفال الأكبر سنًّا والمراهقين: بين 1200 – 3200 سُعرة حراريَّة
للبالغين: بين 1600 – 3000 سُعرة حراريَّة
ومن الضروري زيادة عدد السُّعرات الحرارية مع ازدياد مستوى النشاط. وبشكلٍ عام، يحتاج الفتيان والرجال إلى سُعراتٍ حرارية أكثر من الفتيات والنساء.
يعد اكثر من مليون ونصف مواطن في غزه بنسبة تفوق النصف من الأطفال بمواجهة الجوع ونقص الغذاء الحاد حيث تشير التوقعات العلميه للوصول للمجاعه بعد ذلك بالتركيز على الفئات العمريه الأكثر ضعفاً حيث لا يملك الغزيون الآن الإمكانات الماديه والاجتماعية والاقتصادية للوصول للغذاء بما فيه الغذاء الكافي والآمن وذو القيمه الغذائيه المناسبه نتيجة الحصار سابقاً والحرب والحصار الحالي وقطع الإمدادات حيث يعد الغذاء غير متوافر وإمكانية الوصول له معدومه نتيجة الحصار والحرب الإجرامية من العدو وبالتالي عدم كفايته وتوقف استدامته من أهم مؤشرات انعدام الأمن الغذائي في مدينه محاصره منذ خمسة عشر عاماً، زادت الحرب العدوانية على القطاع من آثار انقطاع ونقص الغذاء نتيجة إغلاق الأسواق وتدميرها، قطع امدادات المواد الغذائيه ، الوقود ، الدواء والسلع الأساسيه ولا تغيب عنا الأزمه المائيه من حيث من حيث نقصها وندرتها حيث أن سكان القطاع يعانون ملوحة ونقص المياه أثناء الحصار ونتيجة لضرب محطة التحليه الواقعه في شمال القطاع منذ بداية العدوان الصهيوني الوحشي ، أضف إلى ذلك تعرض اكثر من ثلثين الأراضي الزراعيه المرويه المتبقيه لإجهاد مائي كبير مما يفاقم الأزمه ويجعلها اكثر تعقيداً في ظل عدم التجاوب الدولي وعدم مصداقية الإعلام العالمي والتحيز الواضح للعدو الصهيوني حيث ان الوضع الإنساني في غزه أصبح مسيساً وغير قابل إلا للتدهور !

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.