الفيديو والرقيب العسكري / محمد فؤاد زيد الكيلاني
محمد فؤاد زيد الكيلاني ( الأردن ) – الثلاثاء 31/10/2023 م …
الحروب وعلى مدار التاريخ تدار بين عسكري وعسكري وجهاً لوجه، أو بقصف متبادل بين الجيوش، لكن في فلسطين تحديداً ومع هذا الكيان الغاصب، لا يملك القدرة على مواجهة جيش وجهاً لوجه بل يصب جام غضبه على المدنيين والأطفال، وهذا وضاحاً من خلال الحرب الدائرة الآن على قطاع غزة؛ هذا من جهة ومن جهة أخرى يتحكم بالإعلام بشكل واضح وجلي وينشر الخبر الذي يريد نشره فقط.
إعلام العدو كما جاء في مواقع عالمية أصدر قراراً بإلغاء وزارة الإعلام، واعتمد الرقيب العسكري فقط بنشر أي خبر يريد هو نشره تحت رقابة الجيش الإسرائيلي، وهذا يعني أنه سيكون هناك تعتيماً على مواضيع كثيرة لرفع معنويات الإسرائيليين المنهارة بعد هذه العملية الأسطورية التي قامت بها المقاومة، فكثيراً ما نرى بان هناك أخباراً تصدر بأن المقاومة قامت بقصف مبنى مكون من عدة طبقات داخل غلاف غزة وخلف خسائر مادية كبيرة، ولا يتطرق إلى الخسائر البشرية بعد هذا القصف، لإرضاء الجبهة الداخلية لديه، هذا من دور الرقيب العسكري والتعتيم الإخباري من هذا الكيان.
هذه الحرب تحديداً يتحكم بها الإعلام بشكل واضح وجلي، فصواريخ المقاومة التي تنطبق من غزة تجاه هذا الكيان الغاصب، يتم التعتيم عليها بشكل كبير، فالرقيب العسكري الذي وظفه جيش الاحتلال، يمنع أن ينقل أي خبر عن هذا الصاروخ أو مكان نزوله.
أوصلوا العالم إلى مرحلة أن أي شخص في أصقاع الأرض يتابع الأخبار يصاب بهذا الصاروخ، ولو كان يتابع الأخبار من خلف سور الصين العظيم تصيبه شظايا هذا الصاروخ، بينما الهدف الحقيقي جاء بان الصاروخ وقع في منطقة مفتوحة، فهذا استخفاف بعقول الناس بشكل كبير، فمقاطع الفيديو التي تخرج من المقاومة هي الدليل القطعي على أن العدو يتلقى إصابات مباشرة فلا يمكنه أن يعرضها على الجبهة الداخلية، حتى لا يشعرهم بالهزيمة الحاصلة أصلاً عليه.
عندما يريد هذا الكيان أن يضع اللوم على احد يقوم بنشر الأخبار الحقيقية والكشف عن مكان الصاروخ، ومدى الأضرار التي أحدثها هذا الصاروخ، كي يرسل رسالة للعالم بأنه متضرر جداً من مثل هذه الصواريخ وهو الضحية، يبدأ بنشر الأخبار الحقيقية عن هذا الهدف، هذا جزء بسيط من الحرب الدائرة الآن بين الفلسطينيين أصحاب القضية العادلة والكيان الغاضب الذي يمارس إرهاب الدولة بامتياز، وهذا ما سيفعله في هذه المرحلة بعد الفضائح التي تم نشرها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
كان في السابق يقال بان العالم أصبح قرية صغيرة بوجود وسائل التواصل الاجتماعي، في الحقيقة العالم أصبح غرفة صغيرة الكل يتابع الكل، ولا خبر أو موقف أو تصرف إلا والكل يكون على اطلاع به، إلا إعلام العدو وما يسمى بالرقيب العسكري، فقط ما يريد نشره هذا الكيان الغاصب من أخبار، ومن هنا تكون الحرب النفسية وهي أقوى من حرب المدافع في مثل هذه المراحل.
من خلال التعتيم الإخباري في هذه الحرب يتضح للمتتبع لهذه الحرب بان الكيان الإسرائيلي الآن في أسوء حالته، بعد الهجوم الأسطوري من المقاومة، ربما لا يستطيع الوقوف من جديد بعد هذه الضربة الغير مسبوقة عليه من قبل المقاومة.
يجب علينا عدم الثقة بالأخبار الصادرة من أية جهة إلا من وكالات الأخبار الرسمية أو المعرف بها، حتى تكون الحقيقة يبن يدي العالم.
التعليقات مغلقة.