هل أنا إرهابي؟ / جهاد المنسي
جهاد المنسي ( الأردن ) – الثلاثاء 31/10/2023 م …
بعد 24 يوما من الإبادة الجماعية الوحشية التي تنفذها آلة القتل الفاشية الإسرائيلية ضد شعب غزة، فقد بات واضحا أن دول الغرب متحيزة، لا ترى إلا ما ترغب برؤيته، ولا تسمع إلا ما يقوله قتلة الأطفال والنساء في تل أبيب.
اضافة اعلان
تلك الدول الغربية تعتبر شعب أوكرانيا (بني آدميين) يتوجب حمايتهم وإسنادهم، فيما يعتبر ذاك الغرب نفسه أن الفلسطينيين وخاصة الغزيين منهم (وحوش بشرية) ليس لهم أدنى علاقة بـ”الإنسانية” التي ينادي بها الغرب، وربما تعتبر تلك الدول أن أبناء هذا الشرق الأوسطي يصنفون ضمن فئة آكلي لحوم البشر، ولا يريدون سماع إلا سردية النازية الإسرائيلية ذاتها التي يعبر عنها الكيان الاستعماري الصهيوني.
واضح أن أولئك يعتبرون كل من يقطن قطاع غزة، وربما من يقطن بلاد الشام بمثابة إرهابيين، وبالتالي سأكون أنا وأولادي وكل من يقطن المنطقة وفق رؤيتهم المسبقة وتصنيفاتهم إرهابيين، فهذا الغرب المريض نفسيا المأزوم منذ الحرب العالمية الثانية، ما زال يعيش وفق رؤية أحادية، ويصنف العربي تحديدا والمسلمين تعميما بأنهم إرهابيون محتملون، فيما يرفضون وصف أي فعل آخر يقدم عليه الصهيوني أو الأميركي أو الغربي بالإرهابي، فالأميركي الذي قتل طفلا بعمر السادسة ونحره وقتل والدته حزا بالسكين، لم يقل عنه إرهابي؛ ومن دخل مسجدا وقتل المصلين في نيوزلندا وقتل الناس الركع الساجدين؛ ومن قتل المصلين في الحرم الإبراهيمي وقت الفجر، ومن أحرق الطفل محمد أبو خضير وهو حي لم يصنفون بمنظار الغرب كإرهابيين، بالمقابل إذا ثار شعب طلبا لاستقلاله، فإنه وفق معايير الغرب المأزوم نفسيا إرهابي.
صدقا، لم نعد نبالي بتصنيفاتها فنحن نرى بكلتا العينيين فلو كان تشي غيفارا إرهابيا فنحن إرهابيون، ولو كان نيلسون مانديلا إرهابيا فنحن إرهابيون، ولو كان كاسترو إرهابيا فنحن إرهابيون، ولو كان وليام والاس إرهابيا فنحن إرهابيون، ولو كان سيمون بوليفار إرهابيا فنحن إرهابيون، وغيرهم الكثير الكثير الذين سطروا بطولات
في إطار النضال من أجل التحرر الوطني العالمي وباتوا أيقونات عالمية تدلل على نضال حركات التحرر العالمي والشعوب ضد الاستعمار والاحتلال.
فيا أيها المنحازون حد السفاقة، الخانعون حد الاستسلام، الكاذبون حد القرف، العنصريون حد الاشمئزاز، الطائفيون حد الكفر، لقد كفرنا بكم، فقد تعرت مواقفكم، فلا تتحدثوا بعد اليوم عن حقوق الإنسان أو حق المرأة والطفل والعامل والمهاجر والجندر، وحق التعبير، أو الشفافية في التغطيات الصحفية وغيرها من حقوق كذبتم فيها حتى كدنا نصدقكم، فتلك الحقوق بات واضحا أنها خاصة بكم وحدكم، وليس لها علاقة بحق الفلسطينيين في العيش والإنسانية.
فيا أنتم كم كنتم محتالين، تعرت مواقفكم عند المنعطف الأول، وكشفتكم شعوبكم الحية كما كشفناكم، وتلك الشعوب باتت تتظاهر يوميا في عواصمكم ومدنكم ضد اعوجاج بوصلتكم، وانحيازكم، وصمتكم.
يا للعجب منكم! للكيان الغاصب الحق في الدفاع عن نفسه، وقتل الأطفال والأمهات والشيوخ والشباب واستهداف المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والصحفيين، كل هذا يأتي في إطار حق الدفاع عن النفس الذي منحتموه للكيان المحتل، فيما لم يخرج منكم أي تصريح ولو كذبا يمنح ذات الحق في الدفاع عن النفس لمن يقتل ويباد ويستهدف يوميا وأمام نظركم، وإنما تعتبرونه «إرهابيا»، فيا العجب منكم! لماذا تصمون آذانكم عن نداءات شعوبكم التي ترفض انحيازكم؟ لماذا لا تسمعون إلا ما يقوله الكيان المحتل، ولا تريدون حتى الاستماع لشعبكم الذي خرج متظاهرا في الميادين رافضا لانحيازكم.
الكيان الاستعماري إسرائيل يقتل ويبيد ويسوي مباني بالأرض ويقطع الماء والكهرباء والإنترنت والاتصالات عن 2.5 مليون شخص وأنتم في صمت مبين، تمنحونه رخصة بالقتل، فأنتم مشاركون بسفك الدم الفلسطيني، وبالإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة، كفاكم معايير مزدوجة. كفاكم قتلا وتدميرا وإبادة. فأنتم والكيان لا تختلفون عن هتلر، وإنما تفوقتم عليه قتلا وتدميرا.
التعليقات مغلقة.