من سجلات المقاومة الشعبية المصرية بعد كامب ديفيد / محمد سيف الدولة

محمد سيف الدولة ( مصر ) – الثلاثاء 31/10/2023 م …




ثورة مصر
بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر و(اسرائيل) بخمس سنوات وبعد مذبحة صابرا وشاتيلا بسنتين، والتى راح ضحيتها ما يزيد عن ثلاثة آلاف فلسطينى، قام تنظيم ثورة مصر بقيادة محمود نور الدين فبما بين عامى ١٩٨٤ و١٩٨٦بالعمليات التالية ضد عناصر تابعة لسفارتى واجهزة (اسرائيل) والولايات المتحدة فى مصر:
فى ٤ / ٦ / ١٩٨٤ حدث تبادل اطلاق نيران كثيفة بين أحد العاملين بأمن سفارة الدولة الصهيونيه (اسرائیل)، قرب بيت سفيرها بضاحية المعادى جنوبى القاهرة وبين مجهولين يستخدمون سيارة. أسفرت عن اصابة الصهيونى بجرحين غير قاتلين. وما لبث الجريح ان غادر القاهره قبل تحقيق النيابة وبدون عرضه على الطب الشرعى لمعرفة نوع الاصابة و مصدرها وجسامتها.
وفى ظهر يوم ٢٠ / ٥ / ١٩٨٥ بينما كان احد كبار رجال المخابرات الصهيونيه (الموساد) عائدا الى منزله بضاحية المعادى ايضا، طاردته سيارة بها مجهولون فادركته واعترضته وأوقفته وصب عليه راكبوها وابلا من الرصاص ادى الى وفاته وجرح سيدتين؛ زوجته وسكرتيرته.
وفى مغرب يوم ١٩ / ٣ / ١٩٨٦ وكان معرض القاهرة الدولى منعقدا، وللدولة الصهيونيه (اسرائيل) جناح فيه، ما ان بدأ انصراف المشرفين والحارسين فى الجناح الصهيونى فى رتل من السيارات تحت سمع وبصر عشرات من المتواجدين المنصرفين من المعرض ورجال الأمن المركزى، حتى اعترضت أول سيارة خارجة سيارة بها مجهولون، فأوقفتها قبل أن تخرج إلى الطريق. ونزل منها اثنان يحملان سلاحا آليا وتبادلا مع ركاب السياره الصهيونيه اطلاق الرصاص، ثم انصرفوا وهم يهتفون بحياه مصر. واسفر الحادث عن اصابه الصهاينة جميعا وقتل واحدة منهم.
وفی ۱۰ اکتوبر ۱۹۸۵ اعتدت الولايات المتحده الامريكية على مصر اعتداء جبانا واجراميا ومهينا.. حيث قامت طائراتها الحربية بعملية قرصنة ضد الطائرة المصرية التى تقل أربعة مقاتلين فلسطينيين بعد أن استجابوا الى طلب مصر بالافراج عن السفينة اكيلى لاورو بكل ركابها التى كانوا قد اختطفوها، مقابل التزام مصرى بسلامتهم، ورفض تسليمهم الى الولايات المتحدة.
وجاء رد ثورة مصر فى صباح يوم ٢٦ / ٥ / ١٩٨٦ حيث رابط رجالها فى مدخل القاهرة الجنوبى عند مصر القديمة. ثلاثه منهم في سيارة بيجو ستيشن وإثنان على قارعة الميدان. وجاءت السيارة التي تحمل رقم ٥٧ المخصص للسفارة الامريكيه يقودها مسئول أمن السفاره نفسه واثنان من أعوانه. فحازته السيارة الأخرى التى يقودها محمود نور الدين وأجبرها على الصعود الى الرصيف وتغيير إتجاهها وهناك تبادل الفريقان نيرانا كثيفه أسفرت عن إصابة إثنين من الأمريكيين وإصابة أحد رجال ثورة مصر. فأنهى محمود نور الدين الاشتباك وإنطلق الى حيث الجريح ورفيقه والتقطهما وغادر مسرح الحادث واختفى.
خلال تلك المدة التي غطت ثلاث سنوات تقريبا، اصبحت ثورة مصر أسطورة تستهوى افئدة الناس وتضعهم في حالة ترقب للعملية التالية.
***
سليمان خاطر:
قام سليمان خاطر فى الخامس من أكتوبر 1985 بتأدية واجبه فى حراسة الحدود على أكمل وجه اثناء قضائه مدة خدمته العسكرية، ونفذ تعليمات واجراءات التأمين والحراسة وفقا للأوامر والتعليمات، واضطر الى إطلاق الرصاص على مجموعة من الاسرائيليين (الصهاينة) لعدم استجابتهم لتحذيراته واوامره المتكررة بعدم المرور أو الدخول الى المنطقة العسكرية المحظورة التى تم تكليفه بحراستها، فسقطوا بين قتيل وجريح.
وبدلا من تكريمه، قامت السلطات المصرية بالقبض عليه ومحاكمته امام محكمة عسكرية قضت عليه بالسجن المؤبد مع الاشغال الشاقة فى 22 ديسمبر 1985.
وفى 7 يناير 1986 بعد صدور الحكم بستة عشر يوما فقط، تم ابلاغ اسرته بانتحار نجلهم (شنقا) داخل زنزانته. وهو الأمر الذى قطعت الأسرة والاصدقاء وكل من يعرفه عن قرب باستحالته وفقا لطبيعة شخصية سليمان وصلابته وتدينه العميق.
ومنذئذ ترسخ شبه يقين لدى الرأى العام المصرى، انه قد تم تصفيته بناء على اتفاق بين السلطتين المصرية و(الاسرائيلية).
ورغم رحيله عام 1986 الا ان سليمان خاطر ظل واحدا من اهم الرموز الوطنية، التى يعتز به المصريون على الدوام كشاهد ودليل قاطع على رفض الشعب المصرى للاتفاقيات الموقعة مع (اسرائيل)، وتمسكهم بالعداء لها ومقاومتهم للتطبيع معها.
ولقد تحولت الكلمات التى ذكرها “خاطر” فى التحقيق والمحاكمة، الى جزء من التراث والمأثورات الوطنية فى مصر، فمن اقواله عن الواقعة:
()كنت علي نقطة مرتفعة من الأرض، وأنا ماسك الخدمة ومعي السلاح شفت مجموعة من الأجانب ستات وعيال وتقريبا راجل وكانوا طالعين لابسين مايوهات منها بكيني ومنها عرى. فقلت لهم “ستوب نو باسينج” بالإنجليزية ما وقفوش خالص وعدوا الكشك، وأنا راجل واقف في خدمتي وأؤدي واجبي وفيه أجهزة ومعدات ما يصحش حد يشوفها والجبل من أصله ممنوع أي حد يطلع عليه سواء مصري أو أجنبي. دي منطقة ممنوعة وممنوع أي حد يتواجد فيها، وده أمر وإلا يبقي خلاص نسيب الحدود فاضية، وكل اللي تورينا جسمها نعديها((
((أمال انتم قلتم ممنوع ليه .. قولوا لنا نسيبهم وإحنا نسيبهم! ))
((أنا لا أخشى الموت ولا أرهبه .. إنه قضاء الله وقدره، لكنني أخشى أن يكون للحكم الذي سوف يصدر ضدي آثار سيئة على زملائي، تصيبهم بالخوف وتقتل فيهم وطنيتهم))
وعندما صدر الحكم بحبسه 25 عامًا من الأشغال الشاقة المؤبدة قال ((إن هذا الحكم، هو حكم ضد مصر، لأن جندي مصري أدى واجبه))

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.