المقاومة بين الامس واليوم / رحيم الخالدي

رحيم الخالدي  ( العراق ) – الأربعاء 01/11/2023 م …




تشكلت الفصائل المسلحة الفلسطينية بعد وعد بلفور، وتنازل الأنظمة العربية عن القضية الفلسطينية بالسر خشية من شعوبها، لكن وعود القوى الامبريالية لهم ببقائهم في الحكم، جعل منهم متحكمين في بلدانهم، وأبسط مثال المملكة السعودية!

تنقل وثائق ان ملوكها وقعوا على منح أرض فلسطين لليهود المساكين.. وهؤلاء الذين جاءت بهم بريطانيا، ومكنتهم بعدما قضت على حكام الجزيرة العربية الأصليين، في صفقات عقدت سراً، ليواصلوا المخططات التي ترسمها تلك القوى المسيطرة، ويتماشون معها بل ويدعمونها بقمع شعوبهم، والتحكم بمقدراتها ظلماً واضطهاداً، وهذا واضح بعدما تكشفت كل المؤامرات، وباتت ظاهرة للعلن من خلال التسريبات، بل ومن خلال تصريحات علنية..

ثبت اليوم الدور المؤثر لمحور المقاومة، من خلال تطور الكفاح المسلح من الحجارة الى الصواريخ!.. ولم يأتي هذا الدور الكبير من فراغ، بل كانت هناك لمسات وإجتماعات، وتحرك وتدريب وصرف أموال وتسليح، وتقنية في وقت غفلة وإنشغال القوى الإمبريالية، وأول الغيث كان إنتاج الصواريخ فاصبحوا قوة لا يستهان بها، ناهيك عن الدور الكبير للمقاومة الإسلامية في لبنان، الذي جعل العدو الغاصب يحسب لخطاب السيد “ابو هادي” الف حساب، فكيف اذا كانت معركة! فمنذ إنطلاق عملية طوفان الأقصى، ينتظر العدو خطاب سيد المقاومة الذي يؤرق كل الدول الإستعمارية وقبلها العدو المحتل .

عندما يصرح السيد إسماعيل هنية، ويقول ان كل هذه الانتصارات، انما نتائج فكر القائد سليماني، فهو ليس بالأمر الهين بعدما كتموه بصدورهم سنين عدة، وعلامة أُخرى لهذا الدور، هي انفاق كشبكة العنكبوت، عملت عليها حماس في غزة طول سنين، والعدو لا يعلم عنها شيئا، مما يثبت فشل المنظومة الاستخبارية له، وهو ليس بالامر الهين، وهم الذين جندوا عملاء، ومن خلالهم استطاعوا ان يقتلوا الكثير من قادة المقاومة..

الهجوم في يوم السابع من اكتوبر لم يكن يوما عادياً، بل أن الإختيار كان دقيقاً، وإستعمال الطيران الشراعي لأول مرة، مع تفجير السور العازل، والوصول لأماكن كان يتصورها العدو انها مخفية بإستثناء القادة الإسرائيليين، فكيف تم الوصول اليها؟ والاستحواذ على خطط ومؤامرات وارشيف، وهو ما يعتبر كنزا لا يقدر بثمن..

من هنا يمكن القول أن القيادة اليوم ليست كالأمس، ورغم أنهم ليسوا الملائكة والخطأ وارد، لكن النتائج كانت نصراً لم يتحقق منذ تأسيس الكيان الغاصب..

من جانب اخر فملف الأسرى يؤرق قادة الإحتلال، وهذا العدد لم تحصل عليه كل القيادات الفلسطينية طول فترة كفاحها، لكن العدو يلجأ لأسلوب قبيح، لم تسجله الحروب سابقاً، من خلال إستهداف المدنيين في بيوتهم ومساكنهم، علهم يستطيعوا ثني محور المقاومة وتسليم سلاحهم، وهم يعلمون بالمخطط الذي ينتظرهم، يضاف لها محاولة التهجير القسري، وإخلاء غزة من كل فلسطيني.. لكن الرد كان من قادة المقاومة، بأن الأسرى مقابل كل الأسرى الفلسطينيين، الذين يقبعون داخل سجون الإحتلال ومن منطلق القوة .

جربت أمريكا والكيان المحتل بالهجوم على غزة، بقوة معززة بالدبابات والعربات المدرعة، والسيل الناري من قبل الطائرات الأمريكية وطيران الكيان الغاصب، فلم يأتي بنتيجة، بل واجهوا أشباحا ترمي وتقتل، عندها إنسحبوا يجرون أذيال الهزيمة، رغم وجود نصح سابق من خبراء الحرب، بأن المقاومة تريد جرهم لحرب على الأرض، للقضاء على القوة التي يتبجح بها الكيان الغاصب، والتي يقال انها خامس قوة لا تقهر..

بهذا أثبتت المقاومة إنها ليست القوة التي يستهين بها العدو، وهي اليوم ليست كالأمس بالطبع، فقد إختلفت بفضل الجنرال الراحل، الذي وضع بصمة لا يمكن نسيانها، أظهرت المنجز على واقع الارض..

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.