الحرب على غزة وخطاب ” نصر ” الله / ابراهيم ابوعتيله

ابراهيم ابوعتيله ( الأردن ) – الإثنين 06/11/2023 م …




ربما أكون قد تأخرت قليلاً عن الخوض في هذا الموضوع الذي شغل كل أنصار المقاومة ، فمنذ أن قام الإعلام بالترويج لخطاب حسن نصر الله وانا أُفكر بما سيقوله السيد واضعاً في مخيلتي سقفاً عالياً للخطاب أقله توجيه إنذار نهائي ومحدد التاريخ لوقف الحرب وإلا الحرب المفتوحة هي الخيار …

فكل جماهير المقاومة وكل الشعب المؤمن بالحق الفلسطيني يترقب ثأراً من الصهاينة على المجازر النازية الصهيوامريكية التلمودية المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال بسلاح أمريكي وبتواطؤ رسمي عربي مكشوف بالسكوت تارة وشجب المقاومة وإدانتها ووصفها بالإرهاب تارةً أخرى ، ربما كنت أفكر بالمنقذ وربما فكرت طويلاً بالنصر وعلاماته وكيفية إدارة الحرب التي سيشارك بها نصر الله وداعميه الرئيسيين بعد أن ثبتت مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية بهذا الحرب تخطيطاً وتسليحاً ومشاركةً مباشرة .

تابعت الخطاب حرفاً حرفاً وراقبت بوعي كامل انفعالات نصر الله حتى أنفاسه التي كدت أحصيها فما شاهدته من أسلوب ترويجي للخطاب أوحى لي بالكثير الكثير .. تشويق هوليوودي لخطاب مرتقب مع ما يحس به كل مناصر للمقاومة من أمل بالنصر وهزيمة الكيان بشكل واضح وصريح .. والذي عظم من توقعاتي لهفتي للرد على المتخاذلين والعملاء المشككين بالمقاومة بمن فيهم الأوسلويين وسلطتهم وخاصة قولهم بأن ما يجري وما جرى في 6 تشرين الأول / أكتوبر ما هو إلا مسرحية متفق عليها بين حماس والكيان الصهيوني وبين من يقول بأن استهداف المستشفيات من قبل النازي التلمودي الصهيوأمريكي يأتي بسبب وجود قيادات حماس تحت تلك المستشفيات مع وجود بيوت لقادتها تحت تلك المستشفيات ، وكان توقعي يتعاظم للرد على آخرين من مثيري الطائفية والفتنة الذين يميزون بين مقاوم ” سني” ومناضل ” شيعي” وبأن حزب الله لن يناصر غزة ولا مقاوميها وهم على مبدأ يخالف ما تمليه ايران … فجماعة الدولار وعملاء أمريكا والكيان سيشككوا حتى بالماء النقي ليقولوا أنه غير صالح للشرب وأن به من السم ما يقتل شاربه فهم إما عملاء بامتياز وخونة يرفضهم التاريخ وترفضهم شعوبهم وإما طائفيون مذهبيون يترقبوا اللحظة التي يُهزم بها حزب الله وينتهي دور ايران في المنطقة بشكل كامل فهم وأكاد أجزم وأقسم أنهم ل “إسرائيل” أقرب مما يكونوا لايران وحزب الله …

نعم كنت منفعلاً متلهفاً متشوقاً لما سيقوله نصر الله منتظراً الإعلان الذي ذكرت أعلاه ، وحتى لو حصل وأُعلنت الحرب المفتوحة أو تم توجيه الإنذار النهائي فسيعود العملاء والمشككون والطائفيون لقولهم أن كل ما يجري مسرحية متفق عليها بين المقاومة من جهة بما فيها حماس وايران وحزب الله وبين أمريكا وكيان العدو من جهة أخرى .

إن ما ورد في الخطاب فيه من الرسائل الشيء الكثير لكل من حاول أن يفهم ذلك وأقول جازماً بأن معسكر الصهاينة وأمريكا قد فهموا الرسائل بشكل قاطع فما تعودوه وما تعودناه من نصر الله أنه صادق الوعد صريح يمتلك من الرؤيا والقدرة على تشخيص الواقع ، ويكفي أن اقتبس ما قاله : ” نحن مشاركين في المعركة منذ اليوم الثامن من تشرين الأول / أكتوبر ” وقوله ” اننا نراقب الوضع و سُنصَعِّد حسب متطلبات المعركة ، ونحن فيها و لا زلنا و لن نسمح بهزيمة غزة، وها نحن نقوم بما هو واجب علينا كما تتطلبه المعركة”

وبمزيد من الهدوء والتعقل ذهبت إلى حوار ذاتي متسائلاً : هل فتح معركة مفتوحة بين الكيان الصهيوني وحزب الله سيوقف المجازر ضد الأطفال والشيوخ والنساء أم سيقوم العدو الصهيوأمريكي بارتكاب ذات المجازر والدمار في لبنان وهو ما هدد العدو فعلياً ، فذهبت إلى الاحتمال الآخر بأن سعار العدو على ما حل به في 7 تشرين الأول / أكتوبر سيدفع به بارتكاب مجازر مماثلة في لبنان وبحق أطفال لبنان … وتعقلت أكثر وفكرت ملياً بقول السيد انه لن يُسمَح بهزيمة غزة وانها ستنتصرعلى العدو الصهيوأمريكي عند وصول الإشاراة من المقاومين في غزة ، وهنا سيكون الثمن الباهظ المستحق الدفع ، فنصر الله يعرف حق المعرفة وقبل الجميع بأن هزيمة غزة هي هزيمة محور المقاومة كله .

ووفق تقديري فإن حزب الله يقوم بما يتوجب عليه القيام به من خلال تحليله وخبرته وتاريخه المقاوم ، فهاهو قد قدم حتى الآن ما يقارب من الستين شهيداً عدا عن إشغال ثلث جيش العدو على طول جبهة جنوب لبنان ولولا ذلك لكان هذا الثلث من الجيش قد توجه لضرب غزة إضافة لإشغال حزب الله للكثير من سلاح الجو الصهيوني .

وكل ما علينا وعلى أنصار المقاومة عدم التشكيك بحزب الله وقيادته ، وعلينا بدلاً من ذلك فضح كل المتخاذلين والعملاء و الخونة العرب بمن فيهم النظام الرسمي العربي المتخاذل واخص بالذكر ما يسمى بالسلطة الوطنية الفلسطينية و منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها بما يستوجب فضحها وتعزيز وتقوية الحراك الشعبي ضدها كي تاخذ موقف فعلي لإسقاطها .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.