الطابور الخامس والمقاومة / محمد عبد الشكور

محمد عبد الشكور ( مصر ) – الثلاثاء 07/11/2023 م …




مع المجازر التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني لأهلنا في غزة، لم يستطع الصهاينة العرب أن يخفوا ما في قلوبهم، فكشفوا عن وجههم القبيح دون خجل، أو حتى شعور بالذنب، وهم يحمّلون المقاومة مسؤولية المجازر التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.

نعم، اكتشفنا أن إسرائيل طوال 50 عاما وهي تعمل على تجنيد عقول البعض منهم، لكي يفتّوا في عضدنا، ويُصدّروا لنا الهزائم بدلا من النصر، وانطبقت عليهم مقولة “خراف خاضعة ذليلة لا تلعن الذئب.. بل تلعن خروفا وحيدا يقاوم!”.

إبراهيم عيسى يصف حماس بـ”الخسّة”

فقد كشف الإعلامي إبراهيم عيسى عن عدم الحيادية، وهو يحمّل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المسؤولية عما يحدث لسكان غزة، وانتقد طريقة إدارة الحركة لشؤون القطاع، ووصف في برنامجه “حديث القاهرة” حكومة حماس بالنذالة والخسّة، وأنها تتاجر بحياة الناس، ولا تقدّم لهم شيئا.

وقال “حماس عملت غزة فوقية، وغزة تحتية بها أنفاق، ولم تفكر في عمل ملاجئ للغزاويين يحتمون بها”. وتناسى عيسى أن الملاجئ تحتاج إلى إمكانات ضخمة، لا تستطيع فعلها سوى دول كبيرة، فهل تستطيع حماس أن تبني ملاجئ لأكثر من 2.5 مليون شخص؟!

ولأن الطابور الخامس والإعلام الخبيث هو أزمتنا الحالية، جاء كلام عيسى على هوى صفحة “إسرائيل بالعربية”، فاحتفت به كثيرا ونشرته، محاولةً تحميل حركة حماس المسؤولية رغم استمرار المجازر بحق المدنيين ليل نهار، ولكن جاء كلام عيسى ليؤكد كلامها، وهو المطلوب بالنسبة للكيان.

عماد أديب و”السم في العسل”

ولم يكن موقف الإعلامي عماد أديب أقل من إبراهيم عيسى، فقد قال في مداخلة مع أخيه عمرو أديب “حماس كانت على أسطح العمارات في ميدان التحرير، وكانت في الميدان، وتحمل أسلحة في 25 يناير”، واستشهد بعضو المجلس العسكري الأسبق اللواء حسن الرويني، بأنه ذكر ذلك.

والحقيقة أن شهادة اللواء الرويني في القضية المعروفة إعلاميا بـ”موقعة الجمل” لم تذكر وجود أفراد من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، فوق أسطح العمارات، أو في ميدان التحرير، ولم تأت سيرة حماس في شهادته إطلاقا.

ولكن عماد أديب يريد في مداخلته الخبيثة أن يشيطن حركة حماس على أنها تابعة للإخوان المسلمين، والتنظيم الدولي للإخوان كما قال، وبهذه الشهادة وهذه المداخلة يبث السم في العسل، والهدف هو حماس، ومن ثَمّ المقاومة، حتى تصل رسالته السامّة إلى الناس بأن حماس يجب القضاء عليها، لأنها إخوان، والإخوان يعُدهم النظام الحالي إرهابيين وأعداء.

داليا زيادة و”الرقص على جثث الشهداء”

ولأن المتصهينين جاء دورهم حاليا، فلا بد أن يَظهروا تباعا، فلم يكن غريبا أن تتحدث داليا زيادة، مديرة المركز المصري للدراسات الديمقراطية الحرة، في مقابلة نشرها معهد الدراسات الأمنية الإسرائيلي معها عبر حسابه الرسمي على يوتيوب، لكي تكيل الاتهامات لحركة حماس، وتتهمها باتهامات بشعة أقلها وصفها بالإرهاب.

ولأن داليا أرادت أن تجوّد، فقد قالت “المقاومة الفلسطينية تقوم بإرهاب لا يمكن تبريره”، ووصفت ما حدث يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول بـ”المذبحة البشعة”. وعما يحدث حاليا من مجازر يرتكبها الصهاينة، فمن وجهة نظرها يجب أن نسميها حربا تخوضها إسرائيل ضد الإرهاب بالنيابة عن منطقة الشرق الأوسط، على حد زعمها.

أعرف أن داليا زيادة تبحث عن أي دور، وهي على استعداد أن تقول ما هو أكثر من ذلك، بحثا عن هذا الدور منذ أن كانت تعمل في مركز ابن خلدون للدراسات مع الراحل سعد الدين إبراهيم، ولكنها لم تفهم أن الدنيا تغيرت، وأن مجهود سنين من الاختراق الثقافي والسياسي ضاع على الصهاينة في غمضة عين، فالجيل الجديد أصبح على علم بكل شيء.

نعم، أثار كلام إبراهيم عيسى وعماد أديب والمدعوة داليا زيادة غضب جميع رواد وسائل التواصل الاجتماعي واستنكارهم، ولكنهم في الوقت ذاته ردّوا عليهم، ووصفوهم بالدجالين والأفاقين الذين يبحثون عن أدوار على جثث ورفات الشهداء من الأطفال والنساء، دون أي شعور بالخزي والعار.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.