من ” عهد عمر ” الى ” عهد باسم ” … فكل الأسرى أطفال، شيبا و شبابا! / ديانا فاخوري
ديانا فاخوري ( الأردن ) الأربعاء 2/8/2018 م …
* هذا المقال من أرشيف الكاتبة والمفكّرة العربية الأردنية المرحومة ديانا فاخوري نشرناه منذ أكثر من 5 سنوات … ما أشبه اليوم بالبارحة ! … رأينا إعادة نشره لتعميم الفائدة ، ولاستعادة زخم كبير عهدناه في فكر الراحلة الكبيرة…
العهدة العمرية، من أعظم العهود .. و عهد باسم التميمي، من اعظم أيقونات النضال العربي الفلسطيني .. عهد عمر أعطت الأمان للأنفس و الأموال ودور العبادة .. و عهد التميمي صفعت – على الحساب – “صفعة القرن” يوم صفعت جندياً صهيونيا ولما تتجاوزِ الثالثة عشرة .. سجنت، ولم تحنِ رأسها في زمن يفخر فيه البعض بممارسة طقوس الانحناءَ والركوع .. “للمرأة دور في المقاومة.. سأكون محامية لأنقل قضية شعبي إلى العالم.. القدس هي عاصمة فلسطين وستبقى .. في السجون الإسرائيلية أسرى قاصرات فلنرفع الصوت لتحريرهنّ” .. هكذا وعدت “عهد” فتحريرها لن ينسينا ان السجون الإسرائيلية تغص بالأسرى أطفالا، شيبا، و شبابا، نساء و رجالا .. و هي ترفض “الاصنمة”، ترفض أصنمة الأيقونة او أصنمة العهد!
فعهدا لن تقبل فلسطين القسمة على 2 .. فلسطين لنا بكليتها من النهر الى البحر, و من الناقورة الى ام الرشراش .. فلا يتوسلنها زعيم على أبواب او شبابيك او عتبات الأمم المتحدة .. فلسطين لنا والله مقيم فيها, وليس صحيحآ أنه خرج ولم يعد بعد رؤيته سواطير داعش .. فيا أيها المارون بين الكلمات العابرة (و التعبير لمحمود درويش)، أخرجوا من أرضنا .. من برنا .. من بحرنا ..من قمحنا .. من ملحنا .. من جرحنا.. من كل شيء .. فلسطين ترفض القسمة – نقطة على السطر!
فلسطين تقبل الجمع فهي في القلب من أمة نرجو أن تعتصم بحبل الله ولا تتفرق!
و لم يكن باسم الله انتزاع فلسطين من الخارطة العربية و تقديمها قربانآ ليهوة .. و ليس باسم الله ان يتوالى تقديم القرابين!
لم يكن باسم الله تأسيس القاعدة و داعش و النصرة و أخواتهم والمشتقات والملاحق الأخرى لنصرة الرأسمالية وأنظمتها و أحلافها!
ليس باسم الله يحاولون تجزئة و تقسيم و شرذمة و تشظية و تفكيك و تفتيت منطقتنا التي بعث الله اليها بكل انبيائه دون استثناء!
ليس باسم الله تتم عمليات تفريغ المنطقة من آثارها .. و من “الآخر”!
ليس باسم الله يتم تفريغ المنطقة من مسيحييها وبالتالي من عروبتها تبريرآ ليهودية الدولة!
“حبلوا بالنفط دون زواج .. فوضعوا, بعد المخاض, سخاما” .. جعلوا من النفط الديانة السماوية الرابعة التي لم تهبط من ثقب في السماء! هل خرجت المقدسات النفطية من ثقب في الأرض (والأرض تدور) لتصبح وديعة الهية ؟! وعليه تم استدعاء العقل العربي القبلي ضمن محاولات دؤوبة لاستبعاد العقل العربي الاستراتيجي بغزو مستمر لتحميله أفكارآ غربية رجعية تكفيرية/تلمودية .. كما امتد هذا الغزو ليطال القلب العربي وتحميله بالغرائز والعصبيات بعد تهجير العاطفة الوطنية القومية .. و وصل هذا الغزو الى الجهاز العصبي العربي ليبرمجه على قاعدة رد الفعل, لا الفعل .. و هاهم يعملون على ترويض الأنظمة العربية لنبذ الاعتماد على النفس واستبداله بالتوكل على امريكا والاعتماد على الغرب والاستعانة بالتنويم المغناطيسي لتمجيد “التلقي” و شيطنة “المبادرة”!
فيا قوم اعقلوا وتعالوا الى كلمة سواء ..
يا قوم اعقلوا .. وصححوا البوصلة باتجاه فلسطين!!
يا قوم اعقلوا وليكن بأسكم شديد على العدو .. ولتكن عقولكم وقلوبكم وسيوفكم جميعآ واذكروا قوله تعالى في الآية 14 من سورة الحشر: “بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعآ وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون”.
يا قوم اعقلوا: لا فلسطين, ولا سوريا, ولا العراق قابلة للقسمة .. والاسكندرون عائدة!
يا قوم اعقلوا وادفعوا بمحور الأرض فيميل بكليته نحو فلسطين بكليتها!
يا قوم اعقلوا: باطل جهادكم وملغى كأنه لم يكن اذا انحرف عن بيت المقدس و فلسطين من النهر الى البحر, ومن الناقورة الى ام الرشراش .. فوجود اسرائيل يعني ديمومة النكبة .. و ازالة النكبة تعني ازالة اسرائيل! نعم يرتكز وجود اسرائيل الى و على سرقة و مصادرة الأرضِ الفلسطينية وطرد الشعب الفلسطيني و هذه هي النكبة فلم تكن فلسطين يوما أرضا بلا شعب لتوهب لشتات بلا أرض – ممن لا يملك لمن لا يستحق!.. إذن وجود اسرائيل هو المرادف الطبيعي للنكبة الفلسطينية .. و عليه فان ازالة النكبة و محو اثارها يعني بالضرورة ازالة اسرائيل و محوها من الوجود – لا تعايش، نقطة على السطر .. وهذا هو العهد العظيم – الجديد القديم!
فعهدا … اعقلوا و تعالوا ليوم مرحمة وكلمة سواء .. و باسم الله وجهوا كل البنادق الى تل ابيب .. وباسم الله اقرأوا: “فتح من الله, ونصر قريب!
التعليقات مغلقة.