كفى تباكيا على حلب ! / زهير ماجد
زهير ماجد ( الجمعة ) 14/10/2016 م …
إذا ماطال حال حلب نحو الأسوأ، فقد نجد مندوبي فرنسا بريطانيا وحتى اميركا ” يلطمون”من شدة ” الحزن “على المدينة الاقتصادية في سوريا، واقصد حلب. فمن غرائب ماسمعنا وما قد نسمع، ذلك التباكي لهذه الدول على الشهباء، وهم الأصل والفصل في ماآلت اليه وخصوصا الولايات المتحدة.
عالم يكذب، يشتري بالكذب مواقفه من اجل ان يستر عوراته .. جل التحديات التي تعيشها حلب سببها اميركا وخططها وما يلحق بها فرنسيا وبريطانيا وبعض العربي .. من يتباكى على مدينة اصيلة لها فرادتها في التاريخ ودورها فيه، عليه ان يهديء من تدخلاته السافرة فيها سلاحا ودعما وتدريبا وغطاء فصائيا وكل اشتقاقات مد اليد الطويلة للإرهابيين.
نعرف ان قطع المساعدات عن الإرهاب في المدينة وغيرها من المدن والريف السوري سوف يؤدي الى تقليص الحرب تدريجيا ومن ثم توقفها. يحظى الإرهابيون على مساعدات اميركية بمواصفات متقدمة، فيما وصلت قيمة الدعم العسكري واللوجستي وكل احتياجات الإرهاب في سوريا الى مليارات الدولارات .. وهذه لم تجد نفعا حتى الآن، فيما يظل الرهان الاميركي على حصد النتائج التي خطط لها أملا موظفا في ديمومته للحرب وشحنها بما تحتاجه.
الحريص على ايقاف الحرب في حلب وغيرها وعلى كل الأراضي السورية، الالتزام بما تم الاتفاق عليه من تجفيف منابع الدعم ووقف تلك المليارات التي تصرف على الإرهابيين من اجل مكاسب باتت وهمية وستبقى، ومن المؤسف ان الأميركي الذي لاتعوزه معرفة بما يحصل وسيحصل، بات هو الآخر يراهن مثله مثل كثيرين متورطين في الحرب على سوريا، وكلهم تحت آمال واهية ثبت حتى الآن كم خسروا بعد مضي خمس سنوات على اصرارهم ودأبهم للاطاحة بالرئيس بشار الاسد، وحين لم يستطيعوا ذلك هاهم يساهمون بطريقة غير مباشرة وعبر دعم الإرهابيين في قتل اجمل المدن حلب وفي تصفية شعبها وجعله رهائن لموت مؤكد.
كفى تباكيا على حلب التي تعني في عرف من يقوم في تسليح الارهابيين الاستيلاء عليها، ومن المؤكد انهم لو توصلوا الى هذه النتيجة لما لجأوا الى هذا الموقف وخصوصا البريطاني في تعنيف الموقف الروسي في مجلس الأمن، ولما وقف المندوب الفرنسي” يندب ” واقع المدينة، فيما مأساة حلب الحقيقية انها محتلة من قبل برابرة يعمل الجيش العربي السوري على تنظيفها منهم، لأنهم بالتالي قتلة شعبها، وتدمير وجهها الحضاري وتشويهه، وليست المشاهد التدميرية التي نراها او تلك التي لانراها وهي أكثر، سوى صورة معبرة عما حققه الإرهاب فيها، وكيف لو تسنى له وضعها كلها تحت طاعته، لما ترك فيها شعبا متمتعا بكرامة وهناء عيش.
وكفي تباكيا ثانيا وثالثا ورابعا و …. على حلب التي كانت وما زالت في حنين الى ماضيها الجميل، والذي عاشت في كنفه وتزينت بأمنه واستقراره وحلاوته ماجعلها المدينة الاقتصادية الاولى في سوريا، وليس عبثا ان تسمى كذلك وآلاف المصانع المنوعة التي سرقها التركي او حطمها واحرقها المغول الجدد تقدم الدليل على طبيعة ماكانت فيه وكيف اصبحت حين خنق أنفاسها من يتباكون اليوم عليها ليعبث بها مايمكن تسميته يدهم الطويلة المجرمة، وهو الإرهاب.
التعليقات مغلقة.