حتى لا تتصهين مشاعرنا الوطنية / علي السنيد

 

علي السنيد ( الأردن ) الجمعة 14/10/2016 م …

ما عاد يجدينا الصمت، وزمن العبور الصهيوني بات على الأبواب، ويتهددنا في كياننا الوطني، وعلينا ان نتحرك بسرعة، و لا نتوانى على كل الأصعدة، وكل على قدر مسؤوليته كي نمنع الصهيونية من ان تدخل بيوتنا، وان تشاطرنا حياتنا، وان يصبح امرا اعتياديا اعتمادنا على الغاز الصهيوني، والى الدرجة التي نضيء والصهاينة من غاز صهيوني واحد.

فكل بيت اردني، وكل مصنع اردني، وكل عمود انارة في الاردن سيكون مطبعاً قسراً اذا قيض لصفقة الغاز الاسرائيلي ان تمر رغما عن انف الشعب الاردني الرافض لها.

واذا نجحت هذه الحكومة الكالحة في امتصاص غضب الشارع، واحتوت البرلمان، ولم تتراجع عن قرارها الخسيس بالتوقيع على ‘صفقة العار’ فلن يكون بمقدور احد ان يدعي انه يرفض التطبيع مع الصهاينة حتى لجان مقاومة التطبيع فستكون حكماً قد طبعت، وستتصهين شوارعنا ومدننا.

و ان المخطط اللئيم يتسع لوصول الصهينة الى مشاعرنا الوطنية، وكي ننسى ارضنا السليبة، ونفقد احساسنا بالمقدسات المغتصبة، وان تضيع الحقوق التاريخية في فلسطين، وتصبح هنالك مصالح اقتصادية مشتركة مع العدو. وهكذا تطوى صفحة الصراع العربي – الاسرائيلي على مراحل حتى تنتهي عرى القضية الفلسطينية، وتنقضي من ذاكرة الاجيال، ولا تعود هنالك قضية عربية عالقة في ذمة التاريخ اسمها فلسطين.

ولا اذكر ان امة شريفة على مدار التاريخ البشري المكتوب كله تنازلت عن ارضها ، وسلمت للمستعمر بها طوعا. و انما كانت الشعوب الحرة تقاتل حتى تحرير ترابها الوطني، وتكون هذه هي قضية الأجيال المركزية فيها، وتقدم اجيالها التضحيات الجسام، وتخوض حروب التحرير حتى استرجاع ارضها، واوطانها الى اطارها الوطني، ويصبح العيد الوطني لها يوم تحريرها، ويرتبط بذلك كرامتها الوطنية، وصورتها التاريخية.

وقد درج الفرنسيون عندما احتلت الالزاس واللورين على صناعة لعب اطفالهم على شاكلتها على الخارطة كي يبقى الارتباط الوجداني قائما بالارض المحتلة، وكان وزير خارجية فرنسا يصرح انذاك بقوله (ان الهدف الذي تحيا فرنسا من اجله هو تحرير الالزاس واللورين ) وقد تحررتا.

وان الامم الحرة تظل تمجد ابطالها، واساطير التضحية والفداء فيها، وتعمل النصب التذكارية لذكرى شهدائها، وعظمائها، وتنصبهم قدوة للاجيال. ودافعا وجدانياً على العزة والكرامة الوطنية.

ولا تهدر الشعوب الحرة قيمة التراب الوطني والشهداء في عيون ابنائها، وانما تعظم وتقدس الثرى الوطني، وتبني قيم اجيالها على مواصلة العداء للمستعمر و الأجنبي.

وتبنى حكوماتها الشرعية من خلال مواصلة المقاومة لاسترداد ارضها المحتلة.

وانها لنهاية مأساوية يخطط لها لاعدل قضية على وجه الارض، وللارض المقدسة المغتصبة والمبعدة عن مجالها العربي والإسلامي منذ نحو قرن لكي تصبح في طي النسيان، وان يتم تجاوزها ، ولتغدو لنا مصالح اقتصادية مشتركة مع العدو الصهيوني الرابض عليها.

فيا ويحهم ابعد ان فرطوا بثاني اقدس بقاع المسلمين يريدون لنا ان نخون عهدنا مع ارضنا السلبية الغائرة في ضمائرنا ، وذاكراتنا الوطنية ، والمزروعة في سويداء قلوبنا، والتي نحن المؤتمنون عليها تاريخيا.

يا ويحهم الم يقرأوا في سجلات التاريخ الوطني، وفي اسفار الامم الحرة، وما عرفوا معنى الكبرياء الوطني، والكرامة الوطنية، وان الاوطان لا ثمن لها، وان فلسطين وديعة الله تعالى في اعناق المسلمين.

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.