لا يوجد خيار سوى إعلان الحرب على قتلة النساء والأطفال / مجدى أحمد حسين
مجدى أحمد حسين ( مصر ) – الجمعة 10/11/2023 م …
يستبيحون أمة العرب والمسلمين لا الشعب الفلسطينى وحده .. نعرف ماذا فعلوا بأسرى الجيش المصرى عام 1967 .. وماذا فعلوا بأطفال بحر البقر وعمال مصنع أبى زعبل فى مصر والمدنيين الذين قتلوهم فى لبنان والعراق وسوريا وإيران أما الشعب الفلسطينى فقد ذبحوا منهم من 1948 حتى الآن نصف مليون بدون حساب ما جرى فى طوفان الأقصى . شهداء غزة فى هذه المذبحة الأخيرة لايقلون عن 20 ألف بما فى ذلك المفقودون أى تحت الأنقاض ومثلهم 20 ألف جريح .
فى هذه اللحظة من صباح يوم الجمعة الساعة 10 صباحا بتوقيت القاهرة يقومون بحرب إغلاق ما تبقى من المستشفيات فى غزة بالقصف الوحشى المباشر . فهذا أقصر الطرق للتهجير ، فكل يوم فى المتوسط يسقط ألف جريح وبدون مستشفى لابد أن يأخذوه لمعبر رفح حتى ينتظر دوره فى الدخول لمصر أو يموت هناك . كذلك فإن المستشفيات كانت قد تحولت لمراكز انسانية لاستقبال النازحين عن بيوتهم المدمرة ، حول مبانى المستشفيات لوجود بصيص من الإضاءة والخدمات . حرب المستشفيات تعنى تحويل غزة سريعا إلى مقبرة جماعية أو الدفع بقوة نحو التهجير لسيناء .
يحدث هذا بالترافق مع حروب مماثلة يخوضها جبناء الجيش الاسرائيلى فى أى مواجهة عسكرية : حرب ضرب المدارس وهى مراكز إيواء ، وضرب مدارس ومراكز الأنروا وهى مراكز إيواء ، ضرب المخابز كمصدر للطعام الأساسى ، ضرب مخازن المياه بعد قطع المياه عموما والكهرباء .
يدعوهم للنزوح إلى الجنوب ونصف مذابحهم حدثت فى جنوب غزة ، والرسالة واضحة .. اذهبوا إلى سيناء .
وهناك مذبحة موازية تجرى فى الضفة الغربية لا نلتفت إليها لأن الأضواء مركزة على غزة . ولكن بعد غزة سيتفرغون أكثر للضفة وقد بدأوا باستخدام الطائرات لقصف جنين .
القرار واضح إبادة غزة كشعب وتحويلها لخرابة ، مكان لا يصلح للعيش ابدا ، ولا يمكن للمقاومة المتخندقة فى الأنفاق أن تصمد طويلا بدون شعب وبدون إمدادات . وهذا هو سبب الاعلان الاسرائيلى المتكرر عن حرب طويلة لشهور وحتى إلى سنة رغم أن الكيان لا يقوى على الحروب الطويلة ، ولكنهم اليوم يعتمدون على النظام المصرفى العالمى وعشرات المليارات من الدولارات من أمريكا . وهم الآن أعلنوا عن توزيع مليارات الشيكلات على كل ابناء اسرائيل بدون عمل وبدون مقابل فى صورة إعانات للنازحين والمتضررين وأصحاب المصانع والاستثمارت المتوقفة . وهم يطبعون الشيكل من ضمن هذه المصادر . وكل هذا يؤدى إلى انهيار كبير للاقتصاد ولكنهم يراهنون على إصلاح كل ذلك بعد انتهاء الخلاص من غزة وإعادة احتلالها كأرض فضاء حتى وإن استمرت المقاومة صامدة لشهور تحت الأرض . وحتى السلاح المدمر يحاولون إصلاحه والجسر العسكرى الجوى مع أمريكا وأوروبا مستمر . ومثل أوكرانيا فحتى الخسائر فى الأفراد يعوضونها من خلال المرتزقة من أمريكا وأوروبا بل وحتى القوات النظامية الأمريكية ومن دول الناتو الموجودين فعلا فى حاملات الطائرات والبوارج والقواعد فى بلادنا العربية .
هذا السيناريو يبدو سوداويا وغير واقعى ، وأنا أميل لذلك ، ولكن هذا هو قرار هذه الحكومة الصهيونية وهى مستعدة للقيام بهذه الخطة الانتحارية حتى النهاية لأن البديل هو وضع قادتها وليس نتنياهو وحده على المقصلة . وأمريكا والغرب لا يتصورون العالم بدون اسرائيل . ولاحظ أن المشكلة ليست فى الخلاص من نتنياهو ، فهل يوجد بديل له ، هل يوجد فى اسرائيل شخص أو حزب يمكن أن ينقذ اسرائيل من هذا الجنون ، إذا سقط نتنياهو ستشاهدون اسرائيل بدون قيادة فعليا .
لن يوقف هذا السيناريو السوداوى سوى إعلان الحرب على اسرائيل خلال ساعات إلا فى حالة واحدة : أن تعلن اسرائيل وقف إطلاق النار بصورة صريحة والدخول فى مفاوضات تبادل الأسرى ثم فى ترتيبات أوسع بعد هذه المرحلة . وبما أن ذلك لا يلوح فى الأفق حتى الآن أعود فأقول لا حل سوى إعلان الحرب على اسرائيل من قبل محور المقاومة بداية من حزب الله على جبهة لبنان وهو الجبهة الأقوى التى يمكن أن تردع وأن تكسر هذا الكيان المجرم . وليصعد جميع أطراف محور المقاومة ضرباتهم التى بدأوها بالفعل فى سوريا والعراق واليمن . وأن تبقى إيران جاهزة للتدخل مع تصاعد التدخل الأمريكى .
وباعتبارى مصريا ولاعتبارات موضوعية استراتيجية فإنى أتمنى وأعرف ان البعض يراه خياليا ولكننى على الأقل أقول ما هو الصحيح من وجهة نظرى ، فقول الحق لا يتوقف على إمكانية استجابة الآخرين له ، فالحق أحق ان يتبع ، والحق أحق أن يقال حتى وإن لم يأخذ به أحد . وسيعلم الناس الحق بعد حين بعد أن يدفعوا ثمنا غاليا لتأخرهم .
الحرب هى المكافىء الموضوعى الوحيد لمجازر غزة . ولأن هذا هو المنطقى والقانونى حسب القانون الدولى والمتفق مع المصالح الوطنية والمتفق مع الاسلام وأبسط مفاهيم الانسانية ، بل أبسط قيم الرجولة والنخوة والشهامة ، فإن بعض الحكام خارج محور المقاومة لوحوا فعلا بالحرب ولكنهم لم يطلقوا بعد طلقة واحدة ولا صاروخا واحدا مما يمتلكون : تركيا – الجزائر .
مازلنا ننتظر موقف المؤسسة العسكرية المصرية .
أتوقع وأتصور أن يشن حزب الله اللبنانى الحرب الشاملة على اسرائيل .. لقد حذر سماحة السيد حسن نصر الله هو ورجاله وحذر عبد اللهيان ورموز إيران كثيرا ، والاستجابة الأمريكية لوقف إطلاق النار تحولت إلى مناورة دنيئة وحقيرة تتلاعب بدم نساء وأطفال غزة .
أعلم أن قرار الحرب مسألة معقدة ودقيقة ولكن أتحدث كمحلل مراقب بعد أن أن أصبحت معظم الأسرار العسكرية معروفة .
كنت أتصور أن يباغت حزب الله قبل إلقاء خطاب السيد حسن نصر الله ولكن بعد تفكير أعتقد من الملائم انتظار القمة العربيةوالاسلامية . حتى تكتمل إقامة الحجة على النظام العربى الرسمى .
إذا وقف إطلاق النار بصورة صريحة وفتح المجال الكامل للمساعدات الانسانية والوقود أو إعلان الحرب مساء الأحد أو صباح الاثنين .
أرجو مراجعة هذه الآية الكريمة
إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَىٰ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ ۚ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ ۙ وَلَٰكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42) الأنفال
التعليقات مغلقة.